حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9870

قادة الاحتلال والغرور الكاذب

قادة الاحتلال والغرور الكاذب

قادة الاحتلال والغرور الكاذب

13-03-2024 09:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صلاح جرّار
من يتأمّل قسمات القادة الإسرائيليين من أمثال نتنياهو وغالانت وغانتس وهاليفي وهم يطلقون تصريحاتهم وتهديداتهم ويكشفون عن خططهم ومشاريعهم وأحلامهم يلاحظ فيها قدراً كبيراً جداً من الغرور والصلف والغطرسة وكأنّهم المالكون لكلّ شيء على هذه الأرض والقادرون على فعل أي شيء يخطر على بالهم.

ولا بدّ للمرء وهو يلاحظ هذا الغرور والصلف أن يتساءل عن الأسباب التي تجعل هؤلاء القتلة يبالغون في إظهار غرورهم والتعبير عنه بكلّ وسائل التعبير الممكنة، حتى بلغ بهم غرورهم أن استخفّوا بالدول التي ترعاهم وأن يتطاولوا على الولايات المتحدة الأمريكية ويتمرّدوا على القوانين والشرائع الدولية ويجاهروا بذلك.

ولعلّ السبب الأهم في هذا الغرور والتعالي هو امتلاكهم من الأسلحة القاتلة ما لا يمتلكه إلاّ عدد قليل من الدول، فهم يمتلكون أسلحة نووية وطائرات حربيّة متطوّرة ودبّابات يضرب بها المثل في المنعة والقوة وصواريخ ذات بطش شديد، وطائرات مسيّرة ومدافع بعيدة المدى وقبّة حديدية ووسائل دفاع جويّ متطوّرة، وجيش مدرّب على أنواع القتال والقتل، وغير ذلك من أنواع الأسلحة والعتاد والذخائر والقذائف الذكية والغبيّة التي لا تتوقف مصانعهم عن إنتاجها على مرّ الزمن، وكذلك من أنواع الأسلحة التي تتدفّق عليهم من دول الغرب الداعمة لهم و?اصّة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وما زالت أمريكا تقيم جسراً جويّاً ترسل عبره بأحدث ما أنتجته المصانع العسكرية الأمريكية من طائراتٍ وصواريخ ذكية وقذائف للدبابات وذخيرة للقبة الحديدية وغيرها.

وكلّ هذه الأسلحة الفتاكة والمدمّرة وعالية الدقّة تجعل من القادة الإسرائيليين يشعرون بالتفوق على كلّ الجيوش والقدرة على هزيمة أي دولة تواجههم أو تشكّل تهديداً، ولذلك نراهم يوزّعون تهديداتهم في كلّ اتجاه، وأقل ما يهدّدون به أيّ دولة هو مسحها عن وجه الأرض، وهذا ما يحاولون فعلاً عمله في غزّة، وكذلك تهديدهم للبنان بأنّهم يستطيعون أن يحوّلوها إلى غزّة أخرى.

وأمّا السبب الثاني من أسباب غرور القادة الصهاينة وغطرستهم الزائدة هو ما يتلقّونه من دعم سياسي وأمني واقتصادي وإعلامي من دول الغرب وما يحظون به من تعهّدات صادرة عن تلك الدول بضمان أمن الكيان الصهيوني وحمايته.

ومن الأسباب أيضاً ما تملكه دولة الاحتلال من قدرات استخبارية وإمكانيات للتجسس وجمع المعلومات بوسائل تكنولوجيّة متطوّرة ووسائل لا أخلاقية في كثير من الأحيان، وتفوّقها في ذلك يمكّنها من فرض السيطرة كما يمكّنها من ابتزاز الدول والأشخاص ويجعل قادتها يشعرون بأنهم يمسكون بالدول من أعناقها.

ومن أسباب الغرور عند الصهاينة أنّ الدول التي تحيط بهم لم تشغل نفسها بما يمكن أن يطلق عليه سباق التسلّح مع هذا الجار المدجّج بالأسلحة والذي يعمل دون كلل أو ملل على تحصين نفسه بكلّ وسائل القتل والدمار، كما أنّ هذه الدول مشغولة بتأمين لقمة العيش لشعوبها.

وعلى الرغم من هذه الأسباب وغيرها إلاّ أنّه يمكن القول إنّ الغرور عند قادة الصهاينة هو غرورٌ كاذب مصطنع وأنّه يمثّل آلية من آليات الدفاع عن النفس لتغطية الشعور بالضعف الداخلي والقلق وعدم الشعور بالأمن والاستقرار لقناعتهم الداخلية الخفية بعدم شرعيّة وجودهم على أرض فلسطين، ولهذا لا يكفّون عن الحديث عن حاجتهم للأمن في كلّ مناسبة من المناسبات، وما انشغالهم بأعمال التجسس وجمع المعلومات وصناعة التكنولوجيا الاستخبارية واستمرارهم بصناعة الأسلحة وتطويرها واستيرادها إلاّ تعبير حقيقي عن ضعفهم وهشاشة أعماقهم وشدّة قلقه? وخوفهم. كما أنّ من يتّصف بالغرور الحقيقي يتسامى عن الصغائر أو المبالغة في تعظيم الإنجازات الصغيرة والأهداف الرخوة سهلة التحقيق، أمّا قادة الصهاينة فإنّهم على الرغم ممّا يمتلكونه من الأسلحة إلاّ أنّهم يتجنّبون مواجهة الأهداف الصعبة ويبحثون دائماً عن الأهداف السهلة مثل قتل الأطفال والنساء وقصف المدنيين ونسف المنازل واقتحام القرى والمخيمات واعتقال العزل والاسترجال على المرضى والعجزة والشيوخ وغير ذلك ممّا يدلّ على انعدام الأخلاق والمروءة والشجاعة، ويدلّ على أنّ الغرور لا يليق بهم ولا بمخازيهم التي لا تعدّ ولا?تحصى.

وكيف يحقّ لهؤلاء القادة أن يظهروا الغرور وهم عالةٌ على أسيادهم في أمريكا ودول الغرب عسكريّاً وسياسيّاً واقتصادياً وإعلاميّاً وعاطفياً؟!

Salahjarrar@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 9870
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-03-2024 09:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم