13-03-2024 09:49 AM
بقلم : أحمد الحوراني
تؤشر سلسلة المقابلات الإعلامية المتتالية بين الحين والآخر التي تجريها جلالة الملكة رانيا العبدالله مع وكالات وشبكات إخبارية عالمية ودولية، إلى بُعدٍ بالغ الأهمية ينبغي قراءته بإمعان باعتباره يفسر حجم الدور الكبير الذي تضطلع به الملكة في دقة قراءاتها لفضاعة المشاهد الإنسانية المؤلمة التي أغرقت فيها آلة الحرب الإسرائيلية غزة منذ أكثر من خمسة شهور، وجلالتها التي تتحدث بلغة واضحة وصريحة تعرف أن الأردن بقيادة جلالة الملك مطلوب منه أكثر من المطلوب من غيره لأن فلسطين وغزة تعنيان للأردن أضعاف ما تعنيانه لغيره، وهك?ا أثبتت الشواهد وهكذا أكدت تطورات قضية فلسطين عبر أكثر من سبعة عقود من الزمن وزيادة.
في مقابلتها الثانية وفي غضون شهرين، مع شبكة سي ان ان الامريكية والتي اجرتها الاعلامية كريستيان أمانبور، تكاد الملكة رانيا تكون الوحيدة في العالم التي تحلت بهذه الجرأة بل وبالدقة في التوصيف لما يحدث في غزة عندما اعتبرت في إجاباتها أن ما يحدث في غزة اليوم وعلى مرأى العالم أجمع إنما هو أمر متوقع لأنه كان متعمدًا أصلًا، فضلًا عن وصف جلالتها للمجاعة التي يعيشها العُزّل في غزة بأنها ليست كارثة طبيعية بقدر ما هي مجاعة مفتعلة من صنع إسرائيلي بحت بعدما قامت إسرائيل بقطع كل ما هو ضروري لاستمرارية حياة الإنسان كالغذا? والوقود والمأوى والدواء والمياه.
الإشارة الأخرى البالغة في أهميتها تمثلت –تقديرًا– في حديث جلالتها حول التحركات والإجراءات التي يجب على المجتمع الدولي أن يتخذها لإرغام إسرائيل على إيقاف الحرب المدمرة، ولعل في قول جلالتها ما يترجم بُعد النظرة والفكرة التي أرادت إيصالها عندما قالت (إن المجتمع الدولي تجاوز الآن مرحلة محاولة إقناع إسرائيل بالقيام بهذه الأشياء، ويجب البدء فعلياً باستخدام الضغط السياسي لحملهم على اتخاذ التدابير اللازمة).
جميع ما ورد في إجابات الملكة في مقابلة أول من أمس أو في المقابلة الأولى مع الإعلامية كريستيان أمانبور (تشرين الأول الماضي)، مرورًا إلى ما كان بينهما من طرح جري وأقصد كلمة جلالتها في قمة الويب التي عقدت في قطر في شباط الماضي، يؤكد في جوهره على موقف الأردن الواضح من الحرب على غزة حيث أعادت جلالتها التذكير وبشدة بان الأردن والإنسانية في كل مكان تقف وتُدين قتل أي مدني أعزل وهذا هو موقف الأردن الأخلاقي والأدبي كما أنه موقف الإسلام الذي يدين قتل المدنيين ويمنع المسلمين من قتل امرأة أو طفل أو كبير في السن، أو قطع?شجرة أو إيذاء كاهن، وتلك أبرز قواعد الاشتباك في الإسلام التي ذكّر فيها جلالة الملك في قمة القاهرة في تشرين الأول من العام الماضي.
ملكة وإنسانة مسؤولة، هي الملكة رانيا العبدالله، التي تحملت وما زالت تتحمل مسؤولياتها في نقل نبض الشارع الأردني بصوت حر أردني عربي هاشمي جريء، ونحن نتابع بفخر وإكبار مثل تلك المقابلات التي تطل فيها الملكة على الرأي العام العالمي والعربي وتتكلم عن وعي ودراية وخبرة بتشعبات الحرب التي نادت جلالتها وما انفكت تنادي وتطالب العالم بإيقافها فورا.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-03-2024 09:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |