13-03-2024 12:24 PM
بقلم : د.باسم عيسى تليلان
إن الحرب الظالمة التي شنتها امريكا وبريطانيا على العراق التي استهدفت مدنه ، ملاجئه ، اطفاله ، نساءه و ذهب ضحيتها قرابة مليون ونصف عراقي مدني بالاضافة الى تهجير اكثر من ستة ملايين عراقي و تفكيك مؤسسات الدولة على رأسها القوات المسلحة العراقية ثم احتلال المدن العراقية و تدمير بعضها كالفلوجة كذلك قتل المدنيين بشكل عبثي تحت حجة كاذبة “البحث عن الكيماوي “ شكلت بروز مفهوم حربي جديد و هو الحرب العسكرية على الاهداف المدنية و تفكيك البنى التحتية المنشئة للخدمات العامة للمجتمع وانهاء الحياة الاجتماعية للشعوب .
كما أن الصمت العالمي عن جرائم بشار على الشعب السوري و قتله مئات الالوف من الاطفال ، النساء ، الرجال وقصف المدارس و المستشفيات وتدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينين ابرزها اليرموك و قيامه بإبادة مدن باكملها خلال عشر سنوات من عدوانه بدعم روسي ايراني وباسناد من مليشيات الحشد و حزب نصر الله وسط صمت امريكي بريطاني فرنسي ادى بالضرورة الى منح الكيان الصهيوني الغطاء السياسي لشن عدوانه على غزة بشكل مختلف عن كل الحروب السابقة وحشية و استهدافا فقد استباح المنازل ،المستشفيات ، سيارات الاسعاف ، المساجد ،الجامعات ، الاعدامات الجماعية ، التهجير ، القتل بالجوع و القهر والبرد و الابادة العرقية و لم ينكر نتنياهو ذلك حيث قال علنا لماذا سمحتم للنظام السوري بتهجير الملايين الى الاردن وتركيا بعد ابادته لشعبه وتمنعون ذلك على الكيان ان يهجر شعب غزة لمصر ثم يعودون .
و كنتيجة طبيعية بعد استمرارعدوان الكيان الصهيوني العسكري على قطاع غزة لقرابة ستة اشهر و تضييق الحصار الذي ينفذه الاحتلال على الجرحى و المدنيين وتجويعهم المماثل لحصار قوات بشار لمخيم اللاجئين الفلسطينين في دمشق "مخيم اليرموك" الذي ادى الى التجويع و القتل و انتشار الامراض و كحصار امريكا للعراق و الفلوجة الذي اهلك الاف الاطفال والنساء بالتزامن استمرار عدوان بشار على ادلب بالبراميل المتفجرة بدون حسيب او رقيب وسط الصمت العالمي المخزي سيؤدي ذلك حتما الى ان تقام الحروب المقبلة اذا حدثت بين اي دولتين على اهداف مدنية بحتة تشمل المستشفيات ، المدارس ، المصانع ،التجويع ،البنى التحتية ، التهجير بالاضافة الى المدن باكملها و لن تكون الاهداف العسكرية هي الهدف الوحيد فقد سمح العالم بصمته لان تكون حرب الابادة هي اهم الاهداف الاستراتيجية في الحروب المقبلة بعد العدوان على العراق وشعب سوريا وأهل غزة و قد قالها نتنياهوعلنا مهددا لبنان (اذا لم تحفظوا حدودكم فسوف يحل ببيروت ما حل بغزة ) باشارة واضحه ان الاهداف لن تكون عسكرية فحسب بل على المدن اولا وسكانها .
وان لم يواجه النظام الدولي الكيان الصهيوني بقرار وقف العدوان بالقوة وفق البند السابع لما يسمى ميثاق الامم المتحدة فستكون حتمية على العالم ان يواجه حروبا مرعبة شبيهة بهذا النوع من القتال الوحشي الخطير بصورته الحقيقية لاختياره الاهداف المدنية بديلا عن التركيز على الاهداف العسكرية الصعبة وحدها وهذا يشكل خطرا دوليا جديدا يهدد الامن و السلم الدوليين و يتيح المجال لممارسة زعماء بعض الدول المتطرفين لارهاب الدولة عبر هذا النوع الجديد من الحروب اللاأخلاقية .
د.باسم عيسى تليلان
عضو اللجنة الاكاديمية
لدعم حقوق الشعب الفلسطيني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-03-2024 12:24 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |