بقلم : د. هبة أبو عيادة
هل علينا شهر الخير والبركة، شهر رمضان المبارك والفريد بين الأشهر، ينتظره المسلمون بشوقٍ ولهفةٍ لِما فيه من خيرٍ وبركاتٍ. فكيف نستقبله استقبالاً يليق بمكانته؟ بداية عزيزي القارئ تقبل الله الطاعات وأعاننا وإياكم على اغتنام واستثمار على أكمل وجه وأسال الله أن نكون من المتقبلين فيه، وعلينا أن نبدأ هذا الشهر العظيم أولاً: بالتوبة النصوح: نُقبل على الله تعالى بالتوبة النصوح، تاركين وراءنا كل ذنبٍ ومعصية، مُتطلعين إلى مغفرةٍ ورحمةٍ من الله تعالى. ثانياً: الإكثار من الدعاء: ندعو الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يوفق?ا لصيامه وقيامه على أكمل وجه. ثالثاً: التخطيط الجيد: نضع خطةً لشهر رمضان تشمل جميع جوانب حياتنا من عبادةٍ وعملٍ ودراسةٍ وعلاقاتٍ اجتماعية. رابعاً: مراجعة النفس: نجلس مع أنفسنا ونُراجع ما مضى من حياتنا، ونُحدد ما نريد تغييره أو تحسينه. خامساً: التجهيز للعبادة: نُعدّ أنفسنا للعبادة من خلال شراء المصاحف وكتب الأدعية، وتجهيز ما يلزم لقيام الليل. سادساً: نشر الوعي: نُشارك في نشر الوعي بأهمية رمضان وفضائله، ونُشجع من حولنا على استغلاله خير استغلال. سابعاً: إصلاح ذات البين: نسعى لإصلاح ذات البين ونُسامح من أساء إ?ينا، ونُرسل رسائل التهنئة والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان. ثامناً: مشاركة الفقراء والمحتاجين: نُشارك الفقراء والمحتاجين فرحة رمضان من خلال إخراج الصدقات وتقديم المساعدات. تاسعاً: الإكثار من الأعمال الصالحة: نُكثر من الأعمال الصالحة من صلاةٍ وصومٍ وقراءة قرآنٍ وصدقاتٍ، ونحرص على اغتنام فضل شهر رمضان. عاشراً: التأمل في عظمة الله: نتأمل في عظمة الله تعالى ونُسبح بحمده ونشكره على نعمه، ونُكثر من الاستغفار والدعاء.

إن رمضان فرصةٌ للتغيير والتجديد، وفرصةٌ للعودة إلى الله تعالى، وفرصةٌ لِنُصبح أفضل مما كنا. فلنستقبله استقبالاً يليق بمكانته، ولنجعله شهر خيرٍ وبركاتٍ ورحمةٍ. والواجب علينا أن نستعد قبل رمضان: ببناء خطة ونحدد أهدافا لشهر رمضان، سواء كانت تتعلق بالعبادة أو العمل أو التطوير الشخصي. ونقسّم يومنا إلى فئات زمنية محددة لكل مهمة، مع مراعاة الاحتياجات والأولويات. ومحاولة إنجاز أي عمل متراكم قبل حلول رمضان لتقليل الضغط عليك خلال الشهر. وتجهيز كافة الاحتياجات الغذائية بعقلانية ومنطقية لرمضان مسبقًا، مع التأكيد على ع?م الإسراف والمبالغة. أما أثناء شهر رمضان فنحرص على الاستيقاظ مبكرًا إحياء لسنة الرسول عليه أفصل الصلاة والسلام لتناول السحور وأداء صلاة الفجر، فهذا يمنحك طاقة إضافية لباقي اليوم. وتخصيص وقتًا محددًا لصلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم والدعاء. واستثمار أوقات الانتظار أو فترات الراحة القصيرة لقراءة القرآن أو الدعاء أو الاستماع إلى الأذكار. والابتعاد قدر المستطاع عن المشتتات مثل الهاتف والتلفزيون أثناء العمل أو الدراسة. وأخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم لتجديد نشاطك وتحسين تركيزك.

ختامًا الحمد لله الذي بلغنا رمضان ونسأل الله أن يبارك لنا فيه ونسخر كل ما ؤتينا من قوة لاستثمار خير وبركة هذا الضيف المبارك ونستعن بالله ولا نضع عبئًا كبيرًا على أنفسنا حتى نفوز بخيره فلا نفتر.


الرأي