حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14598

الدور الأردني في غزّة

الدور الأردني في غزّة

الدور الأردني في غزّة

16-03-2024 11:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
"الذين يلمِزون المطّوعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جُهدهم، فيسخرون منهم، سخر الله منهم، ولهم عذاب أليم" التوبة (79).

يعلم الجميع، ومن دون شك، بأنّ ما يجري من أهوال في غزّة، يفوق طاقة أيّة دولة عربية منفردة على التصدّي لها، ومن دون الدخول في تفاصيل تلك الموانع، التي أيضًا يعرفها الجميع، فإنّ الحاجة إلى تعظيم أي إنجاز، تغدو ضروريةً تحفيزًا للآخرين، دولًا وشعوبًا وحتى أفرادًا، ذلك أنّ تسخيف الجهد لا يأتي إلا بنتيجة واحدة، وهي تثبيط العزيمة، ومنع الآخرين من تقديم ما يستطيعون، خوف الحرج والاستهزاء والسخرية، تمامًا كما جاء في الآية الكريمة.

فعل المثبطّين هذا، والسخرية من أي فعل، أو حتى ربط الفعل بفعلٍ آخر، أو الامتناع عن فعل، يحتاج إلى مقاومة حقيقية، لأنّ من يده في النار ليست كمن يده في الماء، وعلينا أن نعي أنّ بعض الأفعال المطلوبة أو المرجوة، محفوفة بمخاطر دولية واعتبارات سياسية أكبر وأقوى من الطلبات أو الأمنيات الشعبية، لأنّ زاوية الرؤية لدى صاحب القرار أوسع من زاوية الرؤية عند غيره، وليس كل ما يُعرف يقال، ولا كل ما يُقال جاء أوان قوله.

من أمثلة فعل المثبطيّن، تعظيم أي سلوك لدى أي نقابة أو مؤسسة أو دولة أجنبية، حتى ولو أدخلت صندوق بندورة إلى غزّة، بينما هم بيننا يسخرون من أي مساعدة أو فعل أردني، فتارةً يتحججون بأنّ التبرعات لا تصل (وهذا بالتأكيد ليس صحيحًا ومجرد افتراء)، وتارةً يربطون أي مساعدة بطلبٍ فعل آخر لا تستطيع الدولة تنفيذه لاعتباراتٍ كثيرة، ولست هنا بصدد الدفاع عن الدولة، قدر الحاجة إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح، إحقاقًا للحق، ومنعًا لجلد الذات الذي يُمارس على أي جهد، بما في ذلك جهود الدولة الأردنية الواضحة على الصعيدين الدبلوماسي والإنساني.

فلن تجد مثلًا زعيم دولةٍ يجول العالم لوقف العدوان، أو يبتكر طريقةً لإيصال المساعدات إلى الأهل في غزّة، أو حتى يشارك بها شخصيًا، إلّا في الأردن، رغم ما في ذلك من خطورةٍ شخصيةٍ على جلالة الملك، ولن تجد في العالم نقاباتٍ تتسابق للإغاثة، ويدفع نقباؤها من جيوبهم الشخصية إلّا في الأردن، ولن تجد أعضاء مجالس نقابات طبية يخاطرون بحياتهم، ويتسابقون للوصول إلى غزّة، إلّا في الأردن، كما لن تجد في العالم حيًّا شعبيًا يصل إلى غزّة إلّا في الأردن، ولا يوجد في العالم دولة فتحت تلفزيوناتها وإذاعاتها الرسمية والخاصة، لجمع التبرعات للمساهمة في تقديم الإعانات الطبية والغذائية للأهل في غزّة إلّا الأردن.

إنّ مفهوم الأمن الثقافي يستلزم من أصحاب الأقلام الحرّة الواعية أن يقولوا كلمتهم بموضوعية، وأن يساهموا في وقف جلد الذات المؤذي للدولة بشقّيها الرسمي والشعبي، فالوقت وقت تقديم يد العون ماديًّا ومعنويًا، وليس وقت البطولات والمزايدات القولية والإلكترونية، ومن كان في فمه كلمةً طيّبةً فليقلها، ومن كان في يده دينار زائد فليتبرع به، وأمّا أصحاب الكلمات المسمومة المشبوهة، والساخرين من أيّ جهد أو فعل، فقد آن أوان صمتهم.

أكرم الزعبي
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين








طباعة
  • المشاهدات: 14598
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-03-2024 11:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم