16-03-2024 02:32 PM
سرايا - نجحت سفينة "أوبن آرمز" (الأذرع المفتوحة) التي تحمل ما يقرب من 200 طن من المساعدات الغذائية من الوصول إلى سواحل غزة في 15 مارس/آذار الجاري. وكانت إحدى المنظمات غير الربحية، "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي)، التابعة لأحد أشهر الطهاة في العالم خوسيه أندريس، ومجموعة الإنقاذ الإسبانية Open arms في مقدمة من يقف وراء وصول سفينة المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.
اختبر وصول السفينة الخاصة بالمطبخ المركزي العالمي الممر البحري الجديد من قبرص إلى سواحل قطاع غزة، في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من مليون ونصف مليون شخص من نقص كبير في المواد الغذائية والسلع الأساسية.
فمن يكون خوسيه أندريس، الطاهي الذي يقف وراء إرسال أول سفينة مساعدات محملة بالمواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة الرازح تحت العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من خمسة أشهر، ويئن تحت وطأة المجاعة؟
من هو خوسيه أندريس؟
خوسيه أندريس (54 عاماً) طاه إسباني، وواحد من أبرز الطباخين في العالم. انتقل إلى الولايات المتحدة منذ سنوات للعمل في مطاعم مدينة نيويورك وواشنطن العاصمة. وقد ساعد في افتتاح العديد منها ثم أنشأ سلسلة مطاعم خاصة به، بما في ذلك مطعم "نو بلوز" الشهير في نيويورك، و"جاليو" المنتشر حول العالم، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
أثناء عمله في العاصمة الأميركية، تطوّع أندريس في مبادرة DC Central Kitchen، التي تعيد استخدام الطعام في المدينة لتوفيره للمحتاجين. أثار هذا اهتمامه بالعمل الخيري، وقام بتأسيس المطبخ المركزي العالمي في عام 2010. وكانت مهمته الأولى هي توصيل الطعام إلى هايتي والمناطق المنكوبة.
حياة مبكرة
بدأ خوسيه حياته في مجال الطهي منذ سن الخامسة عشرة، من خلال العمل في مجال الضيافة. التحق بمدرسة الطهي، ثم تلقى الإرشاد تحت إشراف طاهٍ بارز، قضى فترة في البحرية الإسبانية، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية في سن 21 عاماً، بحسب الصحيفة.
ووفقاً للمصدر نفسه، في العام 1993، تمكن من قيادة مطعم "جاليو" بحلته الجديدة، وهو ما حقق له نجاحاً لافتاً، وشهرة كبيرة. بعد سنوات، تمكن من قيادة وتأسيس أكثر من 30 مطعماً، معظمها في الولايات المتحدة، مع العديد من أشهرها في واشنطن العاصمة.
حصل على جائزة جيمس بيرد الأولى له بحلول عام 2003.
وتشير الصحيفة، إلى أنه في العام 2013 تمكن من الحصول على الجنسية الأميركية، ويعيش وزوجته باتريشيا فرنانديز دي لا كروز وبناته الثلاث في العاصمة الأميركية.
وتتحدث عن اختياره في العام 2018 أواحداً من أكثر 100 شخص تأثيراً في العالم من طرف مجلة تايم الأميركية. إذ كتب زميله الشيف الشهير إميريل لاغاسي أن أندريس كان "صاحب مطعم لامع ساهم في تشكيل تاريخ الطهي الأميركي ومساره من خلال تقديم أسلوبه المميز في الطعام والثقافة الإسبانية".
مبادرات خيرية
أسس خوسيه في العام 2010 World center kitchen أو المطبخ المركزي العالمي، وهو عبارة عن مبادرة لتقديم وجبات الطعام استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية.
في ذلك العام، وإثر زلزال هايتي، توجّه أندريس إلى المناطق المنكوبة بهدف طهي الطعام وتقديمه، والمساعدة في إنقاذ الملايين من التأثيرات المدمرة للزلزال، بحسب ما نقلت "واشنطن بوست".
أثناء قيامه بالطهي جنبًا إلى جنب مع العائلات النازحة في المخيم، جرى إرشاده إلى الطريقة الصحيحة لطهي الفاصوليا السوداء بالطريقة التي يحب الهايتيين تناولها، أي مهروسة في صلصة كريمية. لم يكن الأمر يتعلق فقط بإطعام المحتاجين، بل كان يتعلق بالاستماع والتعلم والطهي جنباً إلى جنب مع الأشخاص المتأثرين بالأزمة. ومن هنا، بدأت فكرة تأسيس حملة لجمع الطعام وطهيه بالطرق التي تناسب جميع الثقافات، وفقاً لواشنطن بوست.
ساهم خوسيه في تقديم المساعدات في عدة مناطق منكوبة (Getty)
يعتقد خوسيه أندريس أن تناول وجبة مدروسة وطازجة ليس فقط أمراً إنسانياً لمساعدة من هم تحت تأثير الحروب والنزاعات أو الكوارث، بل هو تذكير بمفهوم الإنسانية، وعلاقة الناس بعضها ببعض، ومساعدتها في جميع الأوقات.
ووفق أندريس، فإن الغذاء ليس مجرد طعام، بل هو الأمل الذي تحتاجه البشرية في أحلك الأوقات، بحسب ما نقله موقع fast company الأميركي.
ووفقاً للموقع الإلكتروني الخاص بالمطبخ المركزي العالمي، فإن أحد الأهداف الرئيسية له هو أن يكون في الخطوط الأمامية لتقديم وجبات طازجة استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية حول العالم.
نجحت المبادرة في توفير الأطعمة للملايين حول العالم، وفي أحلك الظروف، فقد كانت حاضرة لإغاثة المنكوبين من الأعاصير في هيوستن وبورتوريكو، وحرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة، وفي أستراليا. كان عمالها يطبخون للاجئين الذين يعيشون في خيام على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ويفرون من الحرب في أوكرانيا.
تضم المجموعة "فريق الطهاة" الذين يستخدمون اتصالاتهم المحلية للمساعدة في توصيل الطعام أثناء الأزمات في مناطقهم.
في إبريل/نيسان 2022، كان أندريس وفريقه على الأرض يقدمون الطعام من مطعم في خاركيف، أوكرانيا - وهي المرة الأولى التي يعمل فيها هو وفريقه في منطقة حرب.
بحسب بيانات المطبخ المركزي العالمي، فقد قُدّم ما لا يقل عن 350 مليون وجبة من قبل الطهاة للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية وأثناء الأزمات الإنسانية.
إغاثة قطاع غزة
قبل وصول أولى السفن إلى قطاع غزة، تحدث أندريس إلى صحافي "واشنطن بوست" الأميركية قائلاً: "الموظفون التابعون للمطبخ المركزي سيقومون بإيصال المساعدات الأساسية إلى سكان القطاع، بعد بناء أرصفة مؤقتة، لرسو السفينة".
وفي تغريدة له على منصة "إكس" الجمعة، كتب أندريس أن حمولة السفينة تضم ما يقارب "37 مليون وجبة".
وفي تدوينة أخرى، تحدث عن تفريغ 200 طن عبر 12 شاحنة، لافتاً إلى أنه بإمكان المطبخ المركزي العالمي جلب آلاف الأطنان أسبوعياً، والعمل مع المجتمعات المحلية للفلسطينيين، لتقديم المساعدات العاجلة لسكان القطاع.
إفراغ حمولة سفينة المساعدات "أوبن آرمز" بالكامل في غزة
ووفق بيانات المطبخ المركزي العالمي، فإن المساعدات إلى قطاع غزة تأتي في إطار الدعم الأساسي لمنطقة تعاني من الأزمات، ويقود المطبخ المركزي العالمي مبادرة رائدة لتمكين المجتمعات المحلية من خلال تقديم المساعدات وإنشاء مطابخ مجتمعية.
يضم المطبخ المركزي العالمي 65 مطبخاً ليُعمل بها في قطاع غزة، وستُبنى 10 أخرى، ومن المقرر أن تقوم هذه المطابخ بتقديم ما لا يقل عن 350 ألف وجبة يومياً، والوصول إلى نصف مليون مواطن في غضون أيام، بحسب ما نقله موقع fast company الأميركي.
تأتي المساعدات الإغاثية بعد تحذيرات الأمم المتحدة من وقوع القطاع تحت تأثير خطر المجاعة الوشيكة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني. ومع إغلاق حدود القطاع واحتدام الحرب، نزح ما يقدر بنحو 1.7 مليون من سكان غزة، ولم يتمكن الكثير منهم من الحصول على الغذاء أو الماء أو الدواء أو المأوى المناسب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-03-2024 02:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |