17-03-2024 10:44 AM
بقلم : غاندي النعانعة
يعتبر الاستثمار في التعليم المنفتح على قضايا العالم المعاصر كمكافحة التغير المناخي، فكرة أساسية تحقق واحدا من أبرز أهداف العالم الإنمائية، فالأدلة العلمية التي تستعرض الحاجة الماسة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، و التزايد في تقلبات الطقس والمناخ، تؤكد أن ملايينا ممن يرزحون تحت خط الفقر، قد يواجهون الجفاف، و الفيضانات، والحرارة الشديدة بحلول العام 2030.
و بوصف التعليم عنصرا مهما في الاستجابة العالمية لتغيّر المناخ،كون أن التثقيف في هذا المجال يتداخل مع علاج التحديات المتعلقة بالتغيّر المناخي، والتنمية المستدامة في البلدان النامية و المتقدمة على حد سواء، و يساعد الناس على فهم آثار أزمة المناخ و تداعياتها، و يزودهم بالمعرفة، و المهارات،و القيم،و السلوكيات والمواقف اللازمة للعمل كوكلاء يتخذون إجراءات تخص هذه القضية.
وما استعداد نظام التعليم للاستجابة لتغيّر المناخ، سواء من حيث التخفيف، أو التكيف إلا استعدادا هدفه التأثير في طلاب اليوم، كونهم ( المواطنون والمستهلكون في عالم الغد) و في سلوكياتهم، و قراراتهم البيئية. و إذ يعتبر الأطفال أيضًا من أهم شركاء التغيير ، لأنه وبصرف النظر عن تبني سلوكيات بيئية مسؤولة بأنفسهم، فإن لديهم أيضًا القدرة على إحداث التغيير من خلال التمتع بالمعرفة البيئية القابلة لانتشار بين الأقران، والأسرة، و من ثم المجتمع ككل .
إن تثقيف الأطفال و الشباب حول أزمة المناخ، وتلوث المياه، والأرض سيقوي مجتمعاتهم من أجل تغيير المواقف والسلوكيات تجاهها، مثلما أن إطلاق المبادرات الرامية إلى وقف وتخفيف آثار تغير المناخ من خلال التعليم، يسمح للأطفال والشباب بالتعرف بشكل أفضل على تأثير الانحباس الحراري العالمي، و على إمكانياتهم في تغيير الأمر الواقع .
إن التعليم من أجل المناخ يرتب علينا أن نفهم أن التغير المناخي يطرح تحديات جسام تستدعي تفاعلًا ضروريا، لا سيما أنه المجال الذي يتيح للأفراد فهم تأثيرات التصرفات البشرية على البيئة، ويشجعهم على اتخاذ خطوات فعّالة.
و بالنظر إلى تعزيز الوعي بقضايا المناخ في المناهج الدراسية من أجل تشكيل جيل مستقبلي ملتزم بالمسؤولية البيئية، يمكننا أن نمد التعليم في هذا السياق بدروس عن استدامة الطاقة، وفهم دور التنوع الحيوي و النباتي في توازن المناخ، وتحفيز الطلاب لاستخدام وسائل النقل البيئية، و الأخف ضررا.
و على صعيد آخر، يمكن للجامعات والمؤسسات التعليمية تعزيز البحث العلمي في مجال المناخ وتطوير تقنيات وحلول مستدامة تحث على توفير برامج دراسية تركز على التنمية المستدامة، وتأييد الوعي حول التحديات البيئية.
بالإضافة إلى أن التثقيف المجتمعي يؤدي دورًا حيويًا في نجاح جهود التصدي لتغير المناخ،من خلال إطلاق حملات توعوية، وورش العمل المختصة، والتفاعل المباشر مع المجتمع، و التركيز على تحفيز التصرفات المستدامة في الحياة اليومية كتعليم الطلبة حول ما يمكن لكل منهم أن يتبناه اتجاه مواجهة أزمة المناخ.
و لعل دمج قضايا المناخ في المناهج الدراسية و تضمين محتوها المتخصص حول التغير المناخي في المواد التعليمية يساعد في نشر الوعي المناخي، فإن توفير برامج دراسية مستقلة تركز على التنمية المستدامة والحلول البيئية يعين على تأهيل أجيال ملتزمة بالمسؤولية البيئية، بيد أن تشجيع البحث العلمي يوفر فرصا أكبر للطلاب للمشاركة في أبحاث تركز على التغير المناخي، و يوثق فهمهم لابتكار حلول جديدة لمواجهة تحديات التغير المناخي.
إن احلال هذه الاستراتيجيات يساهم في تحقيق أهداف التعليم من أجل المناخ، و يغني الأفراد بتدابير مواجهة التغير المناخي ، مما يعني أن يشكل هذا الاتجاه من التعليم محورًا هامًا في أنظمتنا التعليمية المستقبلية، لا يقف عند نقطة نقل المعرفة، ولكنه يشكل أساسًا لبناء مستقبل أكثر استدامة، و استجابة لتحديات العالم المعاصر، من خلال ورش العمل والأنشطة العملية التي تمكن الطلاب من تجربة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، و استخدام التكنولوجيا في تكثيف فاعلية الدورات ووسائل فهم أبعاد هذه القضية.
إن تعليما من أجل المناخ أمر ذو أهمية بالغة، حيث يلعب دورًا حيويًا في تمكين الطلبة، نحو فهم تأثيرات التغير المناخي، و يدعمهم للاسهام في بناء وعي بقضايا المناخ في المجتمع، ويُعين على تطوير تقنيات، وحلول مستدامة تستضيء بمنهجية البحث العلمي، و خطواته، بالإضافة إلى ذلك، يسهم في تشكيل جيل مستقبلي ملتزم بالمسؤولية البيئية، مسلح بالسلوكيات المستدامة التي ترفد حياته اليومية بالالتزام الأخلاقي نحو الأجيال القادمة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-03-2024 10:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |