18-03-2024 07:48 AM
سرايا - تظل مسألة صوم الأطفال أمرا خلافيا بين مؤيد ومعارض، حيث الكثير من الحيرة بشأن تدريب الأطفال على الصوم تدريجيا أو الانتظار حتى سن البلوغ لبدء تجربة الصوم الكامل، ليبقى السؤال مع دخول شهر رمضان كل عام، حول السن المناسبة للصيام، والطريقة المثالية لشرح معناه الديني والأخلاقي للأطفال، بحيث لا تكون التجربة شاقة.
أسئلة عديدة وإجابات أكثر تسوقها الدراسات العلمية من ناحية وأطباء الأطفال من ناحية أخرى، بشأن الصيام وتأثيره على الأطفال من النواحي المعرفية والإدراكية والبدنية، كل بحسب عمره وصحته.
متى يصوم الأطفال؟
عشرات الأسئلة تمطر أطباء الأطفال بشأن السن المناسبة لصيام الأطفال، من بينهم الدكتور محمود بشير، استشاري طب الأطفال، وعضو الكلية الملكية بلندن، يقول للجزيرة نت: "ليس هناك دليل طبي واضح للرد على الأسئلة المتعلقة بصيام الأطفال بنسبة 100%، لذلك ألجأ أنا وغيري من الأطباء إلى خبراتنا، وتجاربنا الطبية القائمة على الملاحظة والمعايشة مع الأطفال في هذا الشأن.
يفرق بشير بين نوعين من صيام الأطفال، الصيام كفكرة وفعل، يقول: "حصر فكرة الصيام في منع الأطفال عن الطعام هو نقطة البداية من أجل حسم الحيرة التي تسيطر على الآباء والأمهات بشأن السن المناسبة لهذه التجربة، بينما الصيام كفكرة يجب أن نبدأ في تعليمها للطفل بمجرد اكتمال إدراكه وقدرته على الفهم والتواصل".
وتابع "هكذا يبدأ الوالدان في شرح معنى الإيمان والعزيمة، والثبات أمام المغريات، والتمسك بالأخلاقيات وكبح جماح النفس، والصيام عن الأفعال السيئة في سن مبكرة، ليتعلم الطفل جوهر فكرة الصيام، ومع الوقت، وتقليدا لمن حوله، سيحاول أن يصوم فيبدأ بالصيام التدريجي لعدة ساعات وصولا إلى العمر الذي يمكن أن يصوم فيه صياما كاملا".
وأضاف "بشير"، "هنا تختلف الآراء حيث يرى البعض أنه ببلوغ الطفل عمر الـ10 سنوات يمكنه أن يصوم صياما كاملا، إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك، بينما يرى آخرون أن الصيام الكامل يتزامن مع البلوغ، وهو ذاته سن التكليف وهو في المتوسط عند 12- 14 عاما تقريبا، ولا أنصح أن ينتظر الأهل كل هذا الوقت لزرع فكرة الصيام ومعناه عند الطفل".
وينصح عضو الكلية الملكية بلندن بالبدء، عند السن المناسبة عقب التأكد من الحالة الصحية الجيدة للطفل، بالصيام التدريجي، منذ الصباح الباكر وحتى الظهر ثم إلى العصر، أو بالعكس من العصر إلى المغرب، ثم من الظهر إلى المغرب وهكذا حتى يشارك الطفل الأسرة لحظة الإفطار، مع التشديد على ضرورة الرجوع إلى الطبيب في حالة إصابة الطفل بأمراض مزمنة.