19-03-2024 09:32 AM
بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر
أنضم والدي بعد تقاعده من الجيش الأردني إلى أهم الشركات في المملكة العربية السعودية، فقد كان متقاعدو الجيش الأردني من ضباط سلاح الهندسة لهم وزن كبير، للمعرفة، والخبرة التي يكتسبونها خلال الخدمة العسكرية.
رغم تميز والدي «رحمه الله»، في الشركات وقدرته على تحقيق النجاح، ومن ثم تأسيسه شركات خاصة بقطع غيار المعدات الثقيلة، وتفوقه وقدرته على تحقيق ثروة جيدة بحمد الله، إلا أن المرحلة التي تبقى في ذاكرتي ووجداني، هي فترة عمله كضابط بسلاح الهندسة الملكي.
لم أتحدث عن «أبي» يوما كرجل أعمال رغم أنه كان من المؤسسين لجمعية رجال الأعمال الأردنية، منذ بداية تأسيسها.
وحين يمر طيفه بخيالي رحمة الله عليه أرى صورته مرتديا اللباس العسكري فأشعر بالفخر والاعتزاز الكبير، وأشعر بأني ابنة أحد ضباط الجيش العربي المصطفوي، الذي اكتسب خلال السنوات التي قضاها، بالخدمة العسكرية، شرف القيادة، والالتزام، والشجاعة، والصبر والولاء من خلال تدرجه في الرتب العسكرية بالجيش الأردني.
في الآونة الأخيرة بت أشعر بالضيق من الهتافات التي يتم تداولها في الوقفات الشعبية وكثيرا ما تكون، محكومة بالعاطفة، غير المتزنة، وليس صوت المنطق والعقل.
لا نستطيع أن نسمع أي هتاف متعلق بالأجهزة العسكرية، ولا نستطيع أن نشاهد الفيديوهات الاستفزازية، التي تمثل أصحابها، في تصرفات مرفوضة جملة وتفصيلا تجاه حماة الوطن من الأجهزة الأمنية، فلا يخلو بيت أردني من فرد خدم بتلك الأجهزة التي نعتز ونفتخر بالتاج الذي يكلل جباههم.
القضية الفلسطينية، قضيتنا الأولى، وما حصل في غزة أثار غضب الشعوب العربية والإسلامية الحرة، وأثار الحزن والقلق، وعلى قادة المجتمع والمفكرين والمثقفين، تقع مسؤولية، الدعوة المستمرة إلى ضرورة ضبط النفس واحترام الثوابت، وعدم السماح بالضعف، والانجراف إلى مساحات ضيقة غير مقبولة.
فالموقف السياسي الأردني مثار فخر واعتزاز وهو الأكثر تأثيرا من خلال، المطالبة بوقف الحرب، وإنزال المساعدات، والجولات الدبلوماسية التي قادها جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني- حفظه الله- وأعز ملكه.
الكلمة غير الطيبة التي تخرج تشبه رصاصة، لذلك علينا المطالبة بضبط النفس والتوقف عن الهتافات التي يساء فهم محتواها وجدواها.
التكبير أو الوقوف بصمت مع لافتات رافضة للعنف الإسرائيلي يعبر عن موقف شعبي يحترم، والحكمة تتطلب، التحكم بالعاطفة، والانفعالات، وذلك من أجل أن يحقق الموقف الشعبي أهدافه السياسية والاجتماعية بنقل، صورة للعالم ترفض الحصار والحرب، والدمار والخراب واستهداف المدنيين من الأطفال والنساء، وهذا هو دور الموقف الشعبي.
لا حاجة إلى هتافات، مستفزة لا معنى لها ولن تجدي نفعا.
الأردن يسير بخطى الواثق نحو بناء نهج ديمقراطي، يعنى ويهتم بمشاركة أفراد الشعب في صنع القرارات السياسية المتعلقة بالشأن الوطني العام، بالإضافة إلى الشؤون الدولية الخارجية.
لذلك تم إعطاء مساحات واسعة للتعبير عن الموقف الشعبي تجاه القضية الفلسطينية وما يجري في قطاع غزة.
إن أهم الأسس لنجاح المساعي الشعبية هو الانضباط والعدالة والمساواة والمطالبة باحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، وعلى الجميع أن يتحلى بالروح الوطنية الصادقة، وأن يحترم كل مقومات الحرية المتاحة للتعبير، ويقدر الجهد المبذول لتحقيق الأهداف المرجوة، لنصرة ومؤازرة أهل غزة وشعبها بكل الطرق الممكنة، وعكس ذلك بوضوح من خلال موقف شعبي حكيم ومتوازن، كجزء مهم مكمل للموقف الرسمي.
بارك الله في نوايا الخير والحس الإنساني والحضاري الذي يشهد به العالم أجمع للقيادة الأردنية الرشيدة، وجيشنا العربي، فخر الأمتين العربية والإسلامية، حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا
aaltaher@hotmail.com
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-03-2024 09:32 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |