حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7853

كنز معرفي ثمين

كنز معرفي ثمين

كنز معرفي ثمين

20-03-2024 09:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صلاح جرّار
لفت نظري خلال زيارةٍ قمت بها لمنزل المفكر والمؤرّخ الأستاذ الدكتور محمد علي الفرّا كتابٌ من تأليفه عنوانه: اليهود... الإسرائيليون... العبرانيّون... الصهاينة: أساطيرهم وحقيقتهم ومصير دولتهم، وهو صادرٌ في عمّان سنة 2010، فشعرت بأنّ هذا العنوان يناديني ويدعوني إلى قراءته، وشعرت أنّه يعنى عناية خاصّة بالمصطلحات والمفاهيم وأنه يبحث عن الحقائق ويسعى إلى إثباتها بالأدوات البحثية الممكنة، فاستأذنت مؤلّفه الأستاذ الفرّاأن يُخليَ بيني وبين الكتاب فوهب النسخة لي مشكوراً.

وأوّل ما وقعت عيناي عليه في هذا الكتاب قول مؤلّفه في خلاصة الكتاب: «لقد بالغ العرب بالأمس في الاستهانة بإسرائيل، وهم الآن يبالغون في قوّتها، وقد أخطأوا في الحالتين، فهي لم تكن ضعيفة كما وصفوها، وهي ليست قويّة كما يرونها الآن».

وقد دفعتني هذه العبارة النبيهة إلى الشروع في مطالعة عناوين الفصول، فوجدتها سبعة فصول، ووجدت عنوان كلّ فصل منها ينافس عناوين الفصول الأخرى في جاذبيته وإغراء القارئ في الإقبال عليه.

جاء الفصل الأوّل بعنوان: اليهود... من هم وما أصلهم وحقيقتهم؟، وأهمّ ما وصل إليه الدكتور الفرّا في هذا الفصل أنّ إسحق عليه السلام لم يكن جدّ اليهود وأنّ التوراة أنزلت على سيّدنا موسى بعد إسحق بنحو سبعمائة عام، وأنّ أتباع الديانة اليهودية لا يشكّلون عرقاً أو جنساً أو شعباً متجانساً كما يزعم اليهود.

ويتوصّل المؤلّف في الفصل الثاني الذي عنوانه «إسرائيل والإسرائيليون» أن إسرائيل ليس هو يعقوب وأنّ ذلك من الإسرائيليات التي تسرّبت إلى الفكر الإسلامي، وأن مزاعم العهد القديم عن الإسرائيليين تدحضها مكتشفات علماء الآثار الحديثة.

وينفي الدكتور الفرّا في الفصل الثالث الذي عنوانه «العرب واليهود وخرافة القرابة» انتساب العرب واليهود لجدّ واحد، ويصف ذلك بالخرافة.

وفي الفصل الرابع الذي عنوانه «العبرانيون» يناقش الدكتور الفرّا سبب التسمية وينفي أن يكون العبرانيون يهوداً كما أشاع اليهود.

ويرى المؤلف في الفصل الخامس الذي عنوانه: كتب اليهود الدينية المتداولة حالياً: أساطير أم حقائق، أنّ في هذه الكتب قدراً كبيراً من الأساطير والخرافات التي جرى توظيفها توظيفاً سياسيّاً.

وخصّص الدكتور الفرّا الفصل السادس من كتابه القيّم للحديث عن الصهيونية وتسميتها وجذورها وارتباطها بالحركات الاستعمارية، وتوصّل إلى أنّ الصهيونية هي العدوّ الحقيقي لليهود.

لكنّ أكثر ما شدّني في هذا الكتاب هو الفصل السابع والأخير وعنوانه: مصير إسرائيل، وقد كانت الفصول الستّة الأولى من الكتاب هي الخميرة المعرفية الأساسيّة التي ساعدت الدكتور الفرّا على استشراف مصير الكيان الصهيوني، فضلاً عن رجوعه لمصادر ودراسات كثيرة حول هذا الموضوع بعضها لدارسين عرب وبعضها لدارسين أجانب بما فيهم اليهود، بالإضافة إلى التحليل والمقارنة والاستقراء والاستنباط وغير ذلك من آليات وتقنيات البحث العلمي الموضوعي المنهجي الدقيق.

وخلص الدكتور الفرّا في هذا الفصل إلى عدد من المؤشّرات على سقوط الكيان الاحتلالي، من أهمّها أنّ ما بني على باطل فهو باطل وغير شرعي، وأنّ تجارب التاريخ أثبتت هزيمة من يحتلّ فلسطين، وأنّ إسرائيل جسمٌ غريبٌ وكيان مرفوض، وأنّ التمزّق الداخلي سوف يفتك في هذا الكيان ويزيله، وأنّ العالم سوف يكشف حقيقة الاحتلال آجلاً أو عاجلاً، وستزداد الهجرة المعاكسة خارج هذا الكيان، وأن القنبلة السكانية العربيّة سوف تشكل خطراً متعاظماً على إسرائيل، وأنّ المقاومة الفلسطينية سوف تقوى وتشتدّ وتطوّر أدواتها ووسائلها لطرد المحتلين.

وقد أشار الدكتور الفرّا في هذا الفصل إلى دراسة أعدتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سنة 2010 تلقي فيها الشكّ على بقاء إسرائيل في العشرين سنة القادمة.

إنّ هذا الكتاب ثروة معرفية ثمينة تجيب عن كثير من الأسئلة المقلقة والمؤرّقة وتفتح آفاقاً واسعة للتأمّل ومراجعة الحقائق والمفاهيم، وهي دراسة تعتمد على منهج علميّ دقيق وسديد يقوم على التوثيق والأمانة العلمية والموضوعية والقياس والمقارنة والتحليل العلمي الدقيق.

Salahjarrar@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 7853
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2024 09:27 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم