21-03-2024 09:17 AM
بقلم : فيصل تايه
ونحن نستحضر ذكرى "معركة الكرامة الخالدة" ، تلك الملحمة البطولية التاريخية ، التي كانت إعلاناً لبزوغ فجر جديد ، فجر الحرية والكبرياء والإباء ، فجر عودة كرامة ألامه بعد أن فقدت هيبتها ، فكانت المعركة ، وكانت المواجهه ، وكان التصدي ، حيث شرارة الانطلاق نحو العدو الغاشم في الحادي والعشرين من آذار عام ١٩٦٨ على يد قواتنا الأردنية العسكرية المغوارة ، بقيادة باني مجد الأردن الحديث جلاله الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه - حيث اليقين الراسخ أن لا مساومة على الحق ، أو التفريط بالكرامة ، أو رضاً بالذل والمهانة من محتل عنجهي مغتصب ، عدو دخيل بغيض ، لم ولن يجد في أرض الأحرار موطأ قدم ، أو استقرار أو راحة ، فكان الأشاوس له بالمرصاد ، ليتدفق سيل التضحيات غزيراً من أبناء الأردن النشامى الغيارى على امتداد ساحات الوغى .
من جبال بلدة الكرامة الشامخة ، ومن سهلها الواسع الرحب الذي احتضن أبنائه بكل عزة وإباء ، كانت القناعة الراسخة بحتمية النصر ، فاستعنا بالله ، وبموروث الأمة التاريخي والعقائدي في الرجولة والقوة والمنعة ، مع إيماننا العميق بمبادئنا وقيمنا ، وقناعتنا بروح رسالتنا ، ما دفع بواسلنا فرساناً ومغاوير صناديد من افراد وضباط صف وضباط وقادة عسكريين من كافة تشكيلات جيشنا العربي المصطفوي ، من التراكم على الأسنة في الوغى كالفجر فاض على نجوم الغيهب ، حيث الرد قاسياً موجعاً ، فكانت الضربات تلو الضربات ، و كان المدد والسند والتزود والاستعداد والتلاحم والتآزر بين كل الأردنيين على مختلف ألوانهم تبشر بولادة فجر جديد ، فتوّجت بطولات رجالاتنا الميامين بهزيمة مؤلمة قاسية للعدو الغاصب ، لنثبت أن لا ترهبنا قوة الجبروت مهما بلغت ، لاننا أصاحب حق ، واصحاب قضية ، واصحاب رسالة ، واصحاب وطن قوي منيع ، التحم به ابناء شعب واحد ، أبى الهوان ولم يرضى بغير العيش الكريم .
معركة الكرامة ، أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل وأخرجتها من آلامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران وحولتها إلى نشوة النصر ، فكانت المعركة مع الجيش النظامي الإسرائيلي - الذي لا يقهر- فتحطمت أطماعه وآماله على بوابة الكرامة ، ليشكل ذلك الانتصار منعطفاً هاماً في تاريخ المنطقة ، وتحولاً نوعيا في وعي وإرادة الإنسان العربي ، لتترسخ إرادة الحق والتحرر ، حيث تحطمت أسوار الخوف ، فاستحقت معركة الكرامة ان تكون بوابة المعارك ، ومؤشر الانتصارات ، والروح والمعنويات العالية ، التي صنعت النصر والمجد ، فجابهنا قوى العدو الشرسة وانتزعنا منه زمام المبادرة وأحرزنا النصر واستعدنا كرامة الأمة العربية جمعاء .
اننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الأم نستذكر أمهاتنا اللواتي انجبت الابطال فهن صانعات المجد والكرامة والكبرياء ، فذكرى معركة الكرامة تؤكد في مضامينها أن الأمّ الأردنية كانت وما زلت تقف إلى جانب الرجل في ميادين العطاء وأنها هي التي غرست في نفوس الرجال أسمى معاني التضحية والفداء وبذل الغالي والنفيس في سبيل أن يظلّ الأردن شامخاً آمنًا كريمًا .
واخيراً ، وفي رحاب الذكرى العطره ذكرى معركة الكرامة ، لا بد أن نستحضر شهدائنا الأبرار ، فكل الوفاء لأرواحهم الطاهرة ، دعاءً ، وترحماً ، ومعرفة بالجميل ، وتقديرا لغالي التضحيات ، وأحيي من بقي منهم حيًّا بعدها.
عاش الأردن قوياً عزيزاً منيعاً، وعنواناً للكرامة في ظل قيادته الهاشمية
مع تحياتي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-03-2024 09:17 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |