21-03-2024 01:22 PM
بقلم : د. نزار شموط
كل جمعة يزداد وجعنا وجعا عندما نصلي صلاة الغائب على من رحلوا لخالقهم من رجال ونساء وشيوخ واطفال غزة بيد طغمة ظالمة فاجرة تفعل ما تريد كيف تريد ومتى تريد بلا رادع ولا رقيب , وكل ما نفعلة الدعاء لهم والتحسر على ما هم فيه , حتى وصلنا لمرحلة استمراء وتعود ما يحدث , والعدو كل يوم يتلذذ بكل اشكال والوان القصف الوحشي ارضا وجوا , ويشدد الحصار حتى وصل الامر الى مجاعه لما يزيد على مليون ونصف غزي عربي مسلم , والعربان يتباهون بالولائم المترفة , والحفلات الماجنة , وتعظيم انجازات شياطين الارض من مغنيين وراقصين وفنانيين ورياضيين , وكأن ما يحدث من حصار وتقتيل وتشريد لقوم ليس لنا بهم علاقة
وكل ما نقوى عليه التعبير بالشجب والاستنكار , وهذه هي المساحة المسموح بها لهذه الامة لتعبر عن موقفها المخزي امام شعوبها .
وبالمقابل يتعاطف انصار الحق في العالم الغربي لنصرة هؤلاء الذين يدافعون عن ارضهم وعرضهم من بطش بني صهيون .
وما نراه من مشاهد استنكار وشجب في كل العالم وكان اخرها الجندي الامريكي الذي احرق نفسه امام السفارة الاسرائيلية احتجاجا على ما يحدث من حرب وحشية تجاوزت في وحشيتها كل ما سبقها من حروب .
حرب من طرف واحد تسعى لابادة شعب اعزل يدافع عن ارضه ويواجه فيها جيوش متطورة , واقول جيوش لان جل دول اوروبا وامريكا تساند اليهود في حربهم .
كل هذا يجعلنا نقنط من امة الملياري مسلم يشاهدون ما يحدث على قنوات الاخبار , ثم ينتقلون لمشاهدة برامجهم المفضلة
والسؤال ماذا بعد ؟
اننتظر ان نصلي صلاة الغائب على جميع الغزيين؟
اننتظر ان نسرع بفنائهم جوعا وعطشا ؟
الظاهر ان جعبتنا باتت خاوية من كل شئ , حتى ان البعض من ابناء جلدتنا باتت تبرر لما تفعل اسرائيل , لان ما يحدث كشف الغطاء عن ما كان يخدعون به شعوبهم بأنهم حريصون على مصالح ووحدة امتهم .
والله لن تغسل مياه بحار الارض عار هذه الامة تجاه ما يحدث .
وسيكتب التاريخ بحروف مدادها دم الابرياء التي سفكت ظلما وجورا وعلى مرآى ومسمع هذه الامة و التي تززين مجالسها بشعار امة واحده ذات رسالة خالدة , وستلعن الاجيال القادمه الخنوع والذل والانكسار والتأمر لهذه الامة التي لو اتحدت وكسرت قيود مصالحها الخاصة واتفاقياتها الباهته واتكائها على اتفاقيات الحمايه وتحصنها بالامم المتحده وجمعيات حقوق الانسان والمواثيق الدولية لما تجرأ بني صهيون على ما يفعلونه .
وقد كشفت هذه الحرب زيف كل هذه الاتفاقيات والمعاهدات سواء منها حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية والجمعية العامة للامم المتحدة , بأنها وضعت واقرت لحماية القوي ضد الضعيف .
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار
فلا حول لهم ولا قوة الا بالله .
د. نزار شموط
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-03-2024 01:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |