23-03-2024 12:52 AM
سرايا - يرى البعض أن صيام الأطفال في رمضان يساهم في بناء شخصيتهم الدينية وتعزيز انضباطهم وصبرهم، كما يعتبرونه فرصة لتعليمهم التحمل وضبط النفس، بينما يرى آخرون أن صيام الأطفال قد يكون مرهقا لهم جسديًا وعقليًا، وقد يؤثر سلبًا على صحتهم ونموهم وتحصيلهم الدراسي.
لذلك، فإن السماح للطفل بالصيام يعتمد على عدة عوامل، منها عمر الطفل وقدرته الجسدية والنفسية على تحمل الصيام، وكذلك رغبته الشخصية في ذلك، ويُنصح بتدريب الأطفال على الصيام تدريجيًا، مثل صيام نصف اليوم في البداية، قبل محاولة صيام اليوم كامل، كما يجب أن يكون الهدف الأساسي هو تربية الأطفال على العبادات والقيم الدينية بطريقة صحيحة وسليمة، دون إرهاقهم أو التأثير سلبًا على صحتهم ونموهم.
ينصح بتدريب الأطفال تدريجيًا على الصيام، مثل صيام نصف اليوم أو عدد قليل من الأيام في البداية، حتى يتعودوا على الصيام شيئًا فشيئًا، مع مراعاة قدرة الطفل الجسدية والنفسية على تحمل الصيام، فلا ينصح بإجباره إذا كان غير قادر على ذلك.
أهمية صيام الأطفال في رمضان
صيام الأطفال في شهر رمضان له أهمية كبيرة على تكوينهم الصحي والفكري والعقلي، وتتمثل فائدته في التالي:
الصيام هو ركن من أركان الإسلام، ويساعد على تعويد الأطفال على أداء هذا الركن منذ الصغر، مما يرسخ الالتزام الديني لديهم.
الصيام يُنمي الصبر والتحمل لدى الأطفال، ويعلمهم ضبط النفس والتقوى، ويقربهم من الله سبحانه وتعالى.
يتعلم الأطفال من خلال الصيام معاني التضحية والإيثار، و يشعرون بمعاناة الفقراء والمحتاجين، مما يزرع فيهم قيم التعاطف والرحمة.
يساهم الصيام في تنظيم عملية الهضم لدى الأطفال، تعزيز صحة الجهاز الهضمي ومنع تعرضهم للاضطرابات المختلفة.
يساعد الصيام على تعليم الأطفال الاعتدال في الأكل والشرب، ويقوي مناعتهم ضد العدوى و الأمراض والفيروسات، وبالتالي وقايتهم من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
للصيام فائدة كبيرة من الناحية الاجتماعية، حيث يشارك الأطفال عائلاتهم في صيام رمضان، مما يعزز الترابط الأسري ويغرس فيهم حب التعاون والمشاركة.
يكتسب الأطفال من خلال الصيام الانضباط والالتزام، ويتعلمون أهمية احترام القواعد والتعليمات الخاصة به، لذلك، فإن تعويد الأطفال على صيام شهر رمضان منذ الصغر يساهم في بناء شخصياتهم وتنشئتهم على القيم الإسلامية والأخلاقية.
طرق تشجيع الأطفال على الصيام
يوجد الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها تشجيع الأطفال على الصيام في رمضان بشكل تدريجي وسليم، ومنها:
القيادة بالقدوة
غالبًا ما يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال مراقبة الوالدان وسلوكهم وتصرفاتهم، فإذا كان الآباء والأشقاء الأكبر سنًا يشاركون بنشاط في الصيام، فمن المرجح أن يشعر الأطفال بالتحفيز للمشاركة، ويقومون بتقليدهم، لذا يجب أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم في الصيام والالتزام بآدابه.
التدرج في الصيام
يمكن البدء بتدريب الأطفال على صيام نصف يوم أو عدد قليل من الساعات في اليوم، خاصة للأطفال الأصغر سنًا أو الذين بدأوا الصيام حديثًا، ثم زيادة عدد الساعات تدريجياً مع مرور الأيام، عندما يصبحون أكثر راحة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في بناء ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الصيام.
التحدث عن الصيام
يمكن البدء بالتحدث مع الأطفال وشرح أسباب الصيام، مثل النمو الروحي، والانضباط الذاتي، لجعل التجربة ذات معنى أكبر بالنسبة لهم، كما يمكن سرد قصص وأمثلة عن فضل الصيام وثوابه، وإشراكهم في أنشطة دينية مناسبة لأعمارهم تعزز فهمهم لمعنى الصيام.
المكافآت والتشجيع
يجب جعل تجربة الصيام إيجابية للطفل من خلال خلق بيئة داعمة ومشجعة لهم، مدح جهودهم، وتقديم كلمات التشجيع، والاحتفال بإنجازاتهم، كما يمكن تقديم المكافآت البسيطة والمعنوية للأطفال عند صيامهم بنجاح، مثل منحهم هدايا رمزية.
ومن الضروري التفكير في تقديم مكافآت أو حوافز صغيرة للأطفال الذين أتموا صيامهم بنجاح، فهذا يمكن أن يحفزهم على البقاء ملتزمين ويجعل التجربة أكثر متعة.
إشراكهم في الإعداد
يمكن إشراك الأطفال في إعداد وجبات الإفطار والسحور، إذ يمكن أن يجعلهم ذلك يشعرون بمزيد من الحماس في الصيام، كما يمكن تشجيعهم على المساعدة في شراء المكونات، وطهي وجبات الطعام، وإعداد مائدة الإفطار، واختيار أطعمتهم المفضلة، لجعل الصيام ممتعاً.
تحديد الأهداف
يختلف كل طفل عن الآخر، لذا من المهم تحديد أهداف واقعية بناءً على عمره وصحته وظروفه الفردية، أي مراعاة الفروق بين الأطفال، مع تجنب ممارسة الكثير من الضغط عليهم والسماح لهم بالمرونة في الصيام.
متابعة الحالة الصحية
ينبغي مراقبة حالة الطفل الصحية والنفسية أثناء الصيام، والتوقف عنه حال ملاحظة أي آثار سلبية على صحته، لذا من المهم التدرج والحكمة في تشجيع الأطفال على الصيام، بما يتناسب مع قدراتهم وأعمارهم، ولا يؤثر سلبًا على صحتهم ونموهم.
عوامل التشتيت
إبقاء الأطفال مشغولين بأنشطة مثل قراءة القصص الإسلامية، أو القيام بالحرف اليدوية المتعلقة برمضان، أو الانخراط في الأعمال الخيرية، يمكن أن يساعد في صرف انتباههم عن الطعام خلال ساعات الصيام.
نصائح هامة لتشجيع الأطفال على الصيام
هناك العديد من النصائح الهامة التي يمكن أن تساعد في تشجيع الأطفال على الصيام في رمضان بطريقة سليمة وصحية، ومن أهمها:
اختيار الوقت المناسب، إذ يفضل البدء بتشجيع الأطفال على الصيام في سن مبكرة، حوالي من سن 7 سنوات، حتى يتعودوا عليه تدريجياً.
ينصح بالبدء بصيام أيام قليلة في البداية، ثم زيادة عدد الأيام تدريجيًا مع مراعاة قدرة الطفل الجسدية والنفسية.
من الضروري توفير الدعم المعنوي لهم، عن طريق تشجيع الأطفال ومدحهم عند صيامهم بنجاح، وتقديم الحوافز البسيطة لهم، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
يجب توفير الوجبات الصحية والمغذية للأطفال في وجبتي السحور والإفطار، لتعويضهم عن السوائل والعناصر الغذائية التي يفقدونها أثناء الصيام.
ينبغي عدم إرهاق الأطفال بالأنشطة الكثيرة والأعمال المختلفة أثناء الصيام، وتوفير فترات راحة كافية لهم، لمنع تعرضهم للتعب والإجهاد.
من الضروري اتباع المرونة والحكمة عند تعويد الأطفال على الصيام، وعدم إجبارهم على الصيام خاصة عند الشعور بعدم قدرتهم على تحمله، وإعفائهم منه في حالة المرض أو الإرهاق الشديد.
يفضل إشراك الأطفال في إعداد وجبات الإفطار والسحور، وتزيين البيت لرمضان، مما يجعلهم أكثر تحمسًا للصيام، كما يفضل شرح معنى الصيام وفوائده الدينية والصحية للأطفال، وتعليمهم آداب الصيام، لفهم أهميته وتقدير قيمته.
يجب مراقبة حالة الطفل الصحية والنفسية باستمرار، والتوقف عن الصيام حال ملاحظة أي أعراض جانبية أو مشاكل صحية.
إذا من الضروري تثقيف الأطفال حول أهمية الصيام في الإسلام وكيف يساعدهم على النمو الروحي والعقلي والجسدي، ومشاركة القصص معهم والأمثلة عن فوائد الصيام لتحفيزهم وإلهامهم، وتقديم الصيام تدريجياً من خلال تشجيع الأطفال على المشاركة في صيام نصف يوم أو تخطي وجبة واحدة في كل مرة، مع السماح لهم بزيادة مدة صيامهم حتى يصبحوا أكثر ارتياحًا له.
غالبًا ما يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال مراقبة البالغين، لذا من الضروري التأكد من الصيام معهم، إظهار كيفية إدارة اليوم أثناء الصيام ومشاركة التجربة معهم، خلق بيئة داعمة حتى يشعر الأطفال بالتشجيع والتحفيز للصيام، توفير التعزيز الإيجابي من خلال تقديم مكافآت أو حوافز صغيرة لجهودهم في الصيام، بالإضافة إلى الاحتفال بإنجازاتهم لتعزيز ثقتهم وتحفيزهم.
بالإضافة إلى التحلي بالصبر والتفاهم، ففهم الصيام يمكن أن يشكل تحديًا للأطفال، وخاصة الصغار منهم، لذا كن صبورًا وداعمًا ومتعاطفًا وقدم التوجيه لهم عند الحاجة، كما يمكن الحصول على معلومات حول ممارسات الصيام المناسبة للعمر والإعفاءات للأطفال بناءً على التعاليم الإسلامية.