23-03-2024 09:31 AM
بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر
صادف أمس 21 من شهر آذار/مارس، ذكرى معركة الكرامة، ويوم الأم، والقاسم المشترك بينهما هو روح الصمود والتضحية. لا أريد الحديث عن يوم الأمهات هذا العام، بسبب الحزن القابع تحت جفون الأطفال في غزة، ممن فقدوا أمهاتهم في الحرب.
الاحتفال بيوم الأمهات هذا العام جاء يحمل فرحا منقوصا، والرسائل جاءت محملة بالحزن، تعاطفا مع مشاعر الأطفال في غزة، ممن ذاقوا مرارة الفقد.
هذا العام سأتحدث عن ذكرى معركة الكرامة، سأسرد الذكريات التي تحمل بين طياتها، روح الصمود والعزيمة والإصرار، والقدرة على مواجهة التحديات.
وقعت معركة الكرامة في 21 آذار/مارس 1968، في بلدة الكرامة الصغيرة وما حولها، في وادي الأردن شمال البحر الميت.
وأخذت المعركة اسمها من بلدة «الكرامة» الأردنية الموجودة قرب الحدود الفلسطينية شرقي نهر الأردن، قريبا من جسر الملك حسين، وهو نقطة عبور فوق النهر الفاصل بين الأردن وفلسطين.
وقد تكبد الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة، خسائر فادحة، حيث أوقفت مدفعية جيشنا العربي، رتلا من الدبابات الإسرائيلية، بالقرب من مفترق الطريق الرئيسي من الشونة إلى الكرامة.
وفي معركة الكرامة، ألحق بضع مئات من المقاومة الفلسطينية، بدعم عسكري ولوجستي من القوات المسلحة الأردنية، خسائر فادحة بالمعدات والأرواح للكيان الصهيوني المحتل.
لقد لعبت القوات المسلحة، والدبابات والمدفعية الأردنية دورا رئيسيا في المعركة، وساندوا إخوتهم الفلسطينيين، لتنجح معركة الكرامة في تغيير مجرى التاريخ.
لقد كان لمعركة الكرامة تأثير إيجابي على معنويات الشعب، الأردني والفلسطيني، لما حققه الجيش العربي من انتصارات وتصد للعدو الإسرائيلي، أضافه إلى دعمه تعزيز مكانة المقاومة الفلسطينية وزيادة هيبتها.
لقد لعب سلاح المدفعية الأردني، والدروع الملكي وقناصو الدروع دورا كبيرا في المعركة، وعلى طول الجبهة، وخاصة في السيطرة على جسور العبور، ورويت الأرض بدماء الشهداء الطاهرة.
وجاء النصر ليسطر تاريخا مشرقا، ويبقى يوم الكرامة خالدا في ذاكرة التاريخ العربي.
وتحطيم عنفوان الجيش الإسرائيلي مما اضطره إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائر وقتلى دون أن يتمكنوا من سحبها معهم.
الجيش الأردني تمكن من الانتصار على القوات الإسرائيلية وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى دون وصول الكيان الصهيوني لأهدافه. وبذلك تعد معركة الكرامة إنجازا سياسيا وأمنيا ومعنويا.
الجوهر الأهم والمعنى الحقيقي هو، التوازن، والثقة والثبات، وحنكة القوات المسلحة في المواجهة والدعم وتحقيق النصر.
لقد أخذت هذه المعركة وهجا كبيرا، وأشاد بها الجميع نظرا للمخاضات المعقدة التي كانت تحكم تلك المرحلة من عمر الشعوب العربية.
وتكريما للشهداء، تم بناء صرح تذكاري يخلد أسماءهم في منطقة مثلث الشونة.
ويشتمل الصرح على تمثال برونزي يمثل الجندي العربي في حالة الاستعداد الكامل ونضره متجها نحو الأرض المحتلة، ويحيط به لوحات رخامية منقوشا عليها أسماء الشهداء الذين قضوا في معركة الكرامة.
الصرح شاهد على شجاعة أبطال الجيش العربي وتضحياتهم في معركة الكرامة، ونبلهم في الدفاع عن الوطن بدمائهم وأنفسهم.
سلاما على الشهداء الذين عطرت دماؤهم الزكية أرض الكرامة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-03-2024 09:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |