24-03-2024 10:13 AM
بقلم : أحمد الحوراني
تؤكد توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني للحكومة لإصدار قانون عفو عام بأن العفو من شيم الكرام وان هذه السمة متجذرة في فكر وعقيدة وتاريخ بني هاشم القائم على أخلاق دين حنيف من مزاياه الصفح والتسامح وإشاعة روح المحبة، مما يدعونا للوقوف على عمق الدلالة في العفو الملكي الذي يأتي من باب إعادة تشذيب وإصلاح من سيشملهم العفو عن طريق طرح النموذج الراقي الذي يعتمد غرس المحبة والتسامح والخير في أنفسهم رغم إساءتهم.
ولئن كان الهدف الاجتماعي للعفو متمثلا في تخفيف الضغوط عن كاهل أبناء الشعب الأردني دون ان يفسّر اللّين بأنه ضعف، فان على الجميع معرفة حقيقة ان الأردن دولة قانون ومؤسسات قامت على إحقاق الحق والعدالة بين أبناء الوطن الواحد، وما العفو الملكي إلا بادرة ملكية هاشمية ترى فيه باب توبة وعودة عن الخطأ ليعود من ارتكب إثما وجرما بحق الوطن وأهله الى جادة الصواب، فيصلح أمره ويتقدم ليسهم في بناء الوطن واعماره والمحافظة عليه وعلى منجزاته ومكتسباته التي أنجزت بالعمل والجد والسهر المتواصل ليلا نهارا رغم شح مواردنا وقلة امكانياتنا.
جلالة الملك وعد فأوفى، وسيصدر قانون العفو ليشمل الكثيرين من أبناء الأردن المطلوبين والموقوفين والمحكومين، ليعودا الى صفوف أسرهم ومعارفهم، معززين ومخلّصين مما علق بهم من إساءات وتطاول وتجاوزات بحق الوطن ومؤسساته وأفراده، الأمر الذي يكبر إزاءه العرفان والتقدير لصاحب الشأن الآمر بالعفو والراغب به اعتزازا ومحبة لكل واحد فوق ثرى الأردن العزيز، بما يؤكد على حقيقة العلاقة الخاصة بين القائد وشعبه، تلك العلاقة التي قامت على أسس من المحبة المتبادلة والولاء الذي لا يلين ولا يتبدل للقيادة الهاشمية الحكيمة.
إن القلب الكبير لجلالة الملك المفدّى يتسع لجميع شعبه فهو إذ يرأف بكبيرهم وفقيرهم ويمدّ يد العون لمحتاجهم، فانه في الوقت نفسه يمدّ يد التسامح والعفو للمخطئ والمسيء شريطة ألا يكون خطؤه عن قصد في التحايل على الناس أو مساساً بأمن الوطن، وهو ما لا يقبله أي فرد من أفراد أسرتنا الاردنية الكبيرة الواحدة.
العفو عند المقدرة من أعظم الحسنات وجزى الله جلالة الملك عبد الله الثاني خيراً على هذا العفو الذي يتوجب على المسيئين اغتنامه والاعتذار عن الإساءة، فالقادم لهذا البلد تحت ظل قيادته الهاشمية هو مستقبل مشرق خيّر بإذن الله فيه من المجال متسع لان يقوم كل واحد بمسؤولياته ودوره المنوط به حسب موقعه ليكون الجميع منخرطون في ورشة عمل وبناء لا تعرف إلا العمل والنقاش البناء والحوار المخلص الهادف لما فيه تعزيز المسيرة والبناء على ما تم إنجازه.
لقد امتدح الله العافين عن الناس وذلك لما في هذه الخصلة الحميدة–وهي العفو–من الآثار الحسنة على النفوس, ولما تسببه من محبة وإخوة بين أبناء المجتمع الواحد، حيث قال سبحانه في سورة الأعراف: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، وكذلك قوله في سورة الشورى » وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: » وما زاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً».
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-03-2024 10:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |