24-03-2024 12:54 PM
سرايا - مهند الجوابرة - أثارت حادثة الهجوم على قاعة الاحتفالات في روسيا زلزالاً سياسياً في أعلى المستويات ، وذلك بعد قيام عدد من الأفراد المسلحين بالهجوم على القاعة الفنية وارتكابهم لمجزرة إنسانية ذهب ضحيتها أكثر من 130 مواطن روسي أمس الأول الجمعة .
وفي إطار التعليق على هذا الهجوم قال الخبير العسكري واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار لسرايا بأن الجهة التي تبنت العملية منظمة إرهابية ناشطة في المنطقة منذ سنوات ، لافتاً إلى أن آخر هجوم لها كان في ذكرى وفاة القائد في فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ، حيث رتبت منظمة "داعش خراسان" تفجيراً كبيراً حصد حياة أكثر من 300 إيراني في محيط الاحتفال .
وبين أبو نوار بأن هذه المنظمة تحارب وتقاتل إعلاءً لكلمة الله بحسب ما تدعي ، وهو ما يفسر قيام عناصرها بهذه العمليات الانتحارية بهذا الشكل والنمط الإجرامي، مشيراً إلى أن الهجوم على روسيا في هذا التوقيت يأتي انتقاماً على ما فعلته روسيا بالتنظيم في سوريا ، حيث دعمت روسيا النظام السوري بالسلاح والعتاد والطيران الذي تسبب في أضرار كبيرة للمنظمة الإرهابية في روسيا .
ولفت إلى أن هذه المنظمة تقوم بتجنيد عناصرها عبر الانترنت لضمان السرية المطلقة والتكتيم الكامل على تحركاتها وتوجهاتها ، إذ تعتمد في نظام تجنيدها على الإغرارء بالمال والرفعة في الدنيا والآخرة ، وهو الوتر الذي لعب عليه مبتكرو التنظيم في بداياته لجذب الشباب من شتىى أرجاء العالم الإسلامي .
كما أضاف أبو نوار بأن أوكرانيا لا يد لها في هذا الهجوم الإرهابي على الرغم من احتمالية أن تستغل روسيا هذا العمل لارتكاب وتنفيذ الكثير من العمليات العسكرية العنيفة في قادم الأيام داخل الأراضي الأوكرانية بحجة أن العمل الإرهابي كان بترتيب ودعم أوكراني لإلهاء الروس عن استكمال عملياتها العسكرية في أوكرانيا .
وأشار إلى أن هذا التنظيم المعروف باسم "داعش خراسان" كان سابقاً يخوض الكثير من العمليات العسكرية ضد حركة طالبان ،وأقدم على الكثير من العمليات الإرهابية والتفيجرات في كل من دول أفغانستان وباكستان وطاجاكيستان ،قبل أن تتمكن طالبان من طرد عناصره وكنسهم من المنطقة واستعادة الأمن في أفغانستان والدول المجاورة وعدم حصول أي عمليات إرهابية جديدة من قبل هذا التنظيم الدخيل .
كما أكد أبو نوار بأن العملية نابعة من أيدولوجية قائمة على أن الروس مناهضين للإسلام وأعداء واضحين وصريحين له في مناطق واسعة وشاسعة في سوريا والعراق ، وهو ما يفسر الاستماتة الواضحة في أداء المنفذين لمثل هذا الهجوم الكبير ، حيث وجهت المنظمة بوصلتها نحو روسيا وأبعدتها عن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية .
جدير بالذكر أن العديد من التقارير الإخبارية ذكرت أن الولايات المتحدة حذرت في وقت سابق من عمل إرهابي في المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية .