25-03-2024 02:23 AM
سرايا - يبالغ البعض بأن السيارة يجب أن تتوافق مع شخصية الرجل الذي يقودها أكثر من أي شيء آخر يقتنيه
يعتقد كثر أن السيارة مثل الملابس يجب أن تليق بمقتنيها، فيختار الشخص السيارة التي تشبهه كما يختار أزياءه وألوانها وعطره الخاص.
ويبالغ البعض بأن السيارة يجب أن تتوافق مع شخصية الرجل الذي يقودها أكثر من أي شيء آخر يقتنيه، فمعظم الناس يمضون أوقاتاً طويلة في سياراتهم، وهي وسيلة للاستعراض أمام الآخرين. كما أن هناك دراسات حول علاقة الرجال بسياراتهم تفيد بأن بعضهم يعاملون سياراتهم كما لو أنها زوجاتهم أو أحد الأولاد في المنزل، فيمضون وقتاً طويلاً في العناية بها والقلق عليها في صورتها الخارجية وفي محركاتها التي تسيرها.
قبل عامين أجرى فريق بحثي بريطاني من جامعة كامبريدج، بالتعاون مع شركة سيارات "بي أم دبليو"، دراسة أظهرت أن هناك أنواعاً من الرجال يهتمون بسياراتهم ونظافتها وصيانتها أكثر من اهتمامهم بأي شيء آخر حتى لو كان أجسادهم ومنازلهم وزوجاتهم. وكشفت الدراسة عن أن هذا النوع من الرجال، وهم ليسوا قلة، ينظرون إلى سياراتهم على أنها امتداد لأجسادهم ونفسياتهم، ويعاملونها كما لو أنها كائنات حساسة، ذات شخصية خاصة لا بد من تلبية متطلباتها وحاجاتها.
وكتبت جوليا روز في مجلة "السيارات" العالمية أنه لا يمكن طرح سؤال على أي رجل من قبيل "هل تعكس سيارتك شخصيتك؟" لأن الإجابة بالتأكيد هي نعم، خصوصاً مع الرجال، في بعض الأحيان يشتري الرجال سياراتهم ويختارونها بوعي كما هو الحال عند شراء سيارة "بورش" براقة، فالهدف هو جذب الانتباه طبعاً والتعبير عن مرتبة اجتماعية معينة والرجال يبدون فيها أصغر سناً لمن اقتربوا من سن التقاعد، بل ويعتبر بعض علماء النفس أن سيارة بورش أو أي سيارة سريعة وذات تصميم خاص وغير متوفرة بصورة تجارية بين الرجال إنما تستهدف جذب العنصر النسائي أو مجرد الإشارة إلى "أنني على رغم سني لا أزال نشيطاً ومهندماً".
لكن في أحيان لا يحدد بعض الرجال نوع سيارتهم بوعي، بل لمجرد أنها أرخص سعراً أو أكثر توفيراً من غيرها، أو لأنها تتلاءم مع متطلبات العائلة وحجمها، ولكن لا بد أن تترك السيارة أثراً مباشراً في نفس الرجل الذي يشتريها، ولا بد أن يشعر بحميمية تجاه تفاصيلها مهما كانت سيارة عادية، وإلا ستكون العلاقة بينهما غير إيجابية.
يقول بعض الرجال الذين استطلعت آراؤهم حول سياراتهم إن السيارة التي قادوها من دون رغبة كانت تتعطل بصورة متكررة، كما لو أنها تتسبب في مشكلة عن قصد، كالزوجة غير المسرورة في منزلها الزوجي.
أحياناً، قد يرغب الرجال نوعاً معيناً من السيارات في شبابهم وفي سنوات التخرج والالتحاق بالعمل وقبل الزواج، ثم سرعان ما تستهويهم سيارات متناقضة تماماً، سواء من حيث الصورة أو الألوان أو السرعات أو الإضافات الخاصة فيها، وقد لا يكون هذا التحول واعياً، إلا أن الانجذاب إلى سيارة مختلفة في سن معينة، إنما يشير إلى نوع معين من الهوية الشخصية قد لا يعرفها الرجل فيه، إلا أن انجذابه إلى هذه السيارة أو تلك يمكنها أن تدله.
وفي هذه الحالة يمكن للسيارة أن تكون بديلاً عن جلسات الطبيب النفسي لتمنح الرجل معرفة إضافية بنفسه، كما كان خياره لملابسه ولونها وصورتها وتميزها منذ يبدأ الشاب باختيار ملابسه من دون مساعدة والدته كانت تدل أيضاً على نمو صفات شخصية معينة في هذا الشاب الذي سيصبح عاملاً وموظفاً ورب عائلة بعد سنوات عدة.
وسواء تم شراء السيارة بوعي للإدلاء ببيان اجتماعي أمام الناس الآخرين أو تم شراؤها من دون وعي أو من دون سبب معين، فإن نوع السيارة التي يقودها الرجل يقول كثير عن شخصية الرجل الذي يقودها.
فاخرة وواسعة وعائلية
يكسب بعض الرجال كثيراً من المال ومقابل جهدهم يهدون أنفسهم سيارات فاخرة وغالية الثمن ولا يهتمون بتوفير الطاقة أو بتصليح السيارة، وربما لا يعرفون تماماً كيف تعمل أو كيفية تغيير إطار من إطاراتها، إلا أنهم يسعون خلف الترفيه، فكلما كانت أدوات الترفيه أعلى قمنا كلما استطاع الرجل أن يبدي امتنانه تجاه ما يقوم به، ويريد للآخرين أن يرووا احتفاءه هذا.