26-03-2024 07:04 AM
سرايا - دراما بنكهة كوميدية وحبكة اجتماعية ملهمة وُلدت من رحم الصدمات النفسية والعلاقات الأسرية المفككة؛ هذا بالضبط ما بُني عليه مسلسل "بابا جه" الذي يشهد البطولة المطلقة الثانية للنجم أكرم حسني بعد تجربته العام الماضي ومسلسل "مكتوب عليا" الذي حقق نسب مشاهدات مرتفعة ورفع سقف توقعات الكثيرين تجاه ما يقدمه أكرم مُستقبلا.
ورغم أهمية الرسالة الإنسانية التي يطرحها "بابا جه"، فإن اختيار أكرم حسني الذي اعتاده الجمهور "كوميديانا" خوض السباق الرمضاني بهذا المسلسل، يعد بمثابة تحد جريء وغير متوقّع، وهو ما ضاعف مفاجأة الجمهور وبالتبعية تقديرهم لطبيعة المحتوى.
أب للإيجار
"بابا جه" مسلسل ينتمي لدراما الـ15 حلقة؛ وهو ما يعني أنه أوشك على الانتهاء، ورغم أنه مقتبس عن فيلم كوري بعنوان "أب للإيجار" (Dad for Rent) فإنه جرى تمصيره بطريقة ذكية مناسبة للواقع العربي.
ويمكن وصف العمل بكونه ظريفا وعائليا وإن كان لن يُسقطك أرضا من فرط الضحك، ومع ذلك فهو يستحق المشاهدة ليس فقط من أجل المتعة اللحظية وإنما لما يتضمنه من رسائل مهمة وشائكة لن تلبث أن تتماس مع الكثيرين من الكبار والصغار.
تدور فكرة المسلسل حول خلل في العلاقة بين أب وابنته، وبسبب هذا الخلل الجليّ والممتد لسنوات، وخلال إحدى فعاليات مدرسة الابنة لتعليم الأطفال ثقافة العطاء والاستغناء عمّا يفيض عن حاجتهم، تُعلن الطفلة على الملأ أن والدها عديم الفائدة، ويمكنها منحه لمن يريد، وهو ما يُقابل بحفاوة وسعادة من طفل آخر يتيم الأب يُعرب عن رغبته بالحصول على هذا الأب.
ومع أن ذلك يُصيب البطل في مقتل لكنه كذلك يُغيّر مسار حياته 180 درجة، إذ يُنشئ صفحة على منصات التواصل الاجتماعي تُعلن عن خدمة "بابا جه" للباحثين عن شخص يقوم بدور الأب لبضع ساعات وبأجر يتم الاتفاق عليه. الغريب أن الخدمة تلقى رواجا، ومع توالي الحلقات نتعرّف إلى عائلات وأبناء وأحيانا رجال كبار السن بحاجة إلى أب، كل لسبب خاص ومُحدد.