حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8068

المفارقة القاتلة

المفارقة القاتلة

المفارقة القاتلة

28-03-2024 10:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هبة أبو عيادة
تُحيط بنا أخبار التطور الهائل والتغيير المبهر والاكتشافات الطبية والاختراعات التكنولوجية المُذهلة، بينما يُعاني شعب بأكمله من نقص الغذاء والدواء بل وكثرت الوفيات جوعًا من سوء التغذية، استوقفتني هذه المُفارقةٌ القاتلة: إذ تُبهرنا الإنجازات البشريةِ في الفضاء، بينما تُقيد حركاتنا أسوار الحصارِ والخوف والجوع والمرض في غزة. ولا يمكننا تجاهل هذه المأساة الإنسانية المُتسارعة. تخيل عزيزي القارئ أننا نعيش في أسوأ حقبات التاريخ؛ فموت الناس جوعاً في القرنِ الحالي جريمة لا تُغتفر فعصرنا يمتاز بالتطور والتغيير والسرعة، والانفتاح على العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هل من المعقول أكثر من ملياري مسلم عاجزين عن مساندة إخوتهم بوقف الحرب وتقديم المعونات!! وأذكر هنا مقولة لأحد كفار قريش «أنأكل الطعام وبني هاشم جوعى» إن إخوتنا في غزة العز، غزة هاشم يتساقطون في الشوارع من الجوع، يموتون لانعدام كافة أشكال الحياة (ليس مجازًا إنما حقيقة حرفية مؤلمة).

الحياة حق لكل إنسان وأن يحظى بمتطلباته واحتياجاته الأساسية من مسكن ومأكل وملبس ومأمن وسكينة واستقرار وجميعها معدومة في غزة بعد أن تجبر فيها الصهاينة المجرمين وحاصروهم من كافة الجهات ومنعوا حتى شربت الماء أو لقمة الخبز إذ وصل الحال بأهلنا المحاصرين أجلكم الله بأكل طعام الحيوانات حفاظًا على أرواحهم من الموت جوعًا..!

الموت جوعًا لا إنسانية فيه وغزة تحتضر من الجوع على مرأى العالم أجمع، ونقف ليس بيدنا إلا الدعاء فبينما تُطلّ علينا أخبارٌ من مختلف أنحاء العالم عن تطوراتٍ علمية وفضائية تبهر العقول، تخفي في طياتها مأساة إنسانية تدمي القلوب في قطاع غزة. ففي زمن تهدد فيه الأزمات العالمية استقرارَ الشعوب، يضاف إلى معاناة شعبنا الفلسطيني عبء جديد: موت الناسِ جوعاً.

إن مسؤولية إنقاذ شعبنا الفلسطيني تقع على عاتق الجميع: ويجب التحرك والضغط على المحتل لوقف إطلاق النار ولرفعِ الحصار الظالم عن غزة، والسماحِ بدخولِ المساعداتِ الإنسانيةِ دون قيود. والعمل على توحيد الجهود وتنسيقها لتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني في غزة. ووقف القصف وجرائم الإبادة والطغيان ونؤكد على دور المؤسسات الخيرية: لتكثيف جهودها لتقديم المساعدات الغذائية والدوائية العاجلة.

وواجب على كل فردٍ منا أن يساند جيرانه في مصابهم؛ إذ يمكننا جميعاً المساهمة من خلالِ التبرعِ للمؤسسات الخيرية ونشرِ الوعيِ حول هذه المأساة الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان وتجريم العدو الغاصب ومحاكمته دوليًا.

أختم مقالي «لا للصمتِ، لا للسكوتِ» حانَ الوقتُ لكسرِ الحصار، حانَ الوقت لرفع صوتِنا عالياً للمطالبةِ بإنقاذِ إخوتنا من موت محقق. فغزةُ هاشم تُناشد العالم وتناشد حقوق الإنسان لا تتركوا غزةَ تُقبر تحتَ وطأة الجوع، لا تُغمضوا أعينكم عن هذه المأساة الإنسانيةِ. معاً، يمكنُنا إنقاذ غزة من موت لا إنسانية فيه والله نسأل نصرا قريبا مؤزرا إن شاء الله.


الراي








طباعة
  • المشاهدات: 8068
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-03-2024 10:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم