30-03-2024 10:39 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
تلملم أشيائي الصغيره من مكتبي في قافية السور المكسور بجامعة عمان للهندسه التطبيقيه حيث كان الصباح يتنفس على أتوستراد الزرقاء وحافلة امانة عمان التي تقلنا في كل صباح حينها كان ربيع العمر يرفرف بأضواء عمان الزاهيه بمدرج سمير الرفاعي وصوت حبيب الزيودي , وجميل علوش يضج في كل ركن من أركان المكان يناجي بيروت وضريح أخاه الذي قتله بارود الحرب الأهليه حينها ’ كان يعاكسني القدر بمنهاج العربيه حين كنت أحد طلابه المبعوثين من تراب بني غامق وأرض لا تعرف الربيع , كان كلما يريد كتابه الشعر على بعض أوراق القاعه رقم 7 بمدرج الكليه يناديني حيث خطي الجميل الذي سار معي في رحلة الجيش حين كنت عسكري بمعسكرات الشهيد صالح شويعر , كان يناديني أيه الأسمر الجنوبي صاحب الشعر البني الذي يحتوي رائحة الزيت في كل خصلاته النديه كندى اول كانون تعال لي واكتب ما امليه عليك كان يكتب الشعر في كتابه الأخير " جراح على الطريق " ليطبعه في بيروت التي كانت حينها لا مدينه يضاهيها غير الكويت في رحابة الفكر الأدبي الصاعد بعيداً عن ذوي الرؤوس المؤدلجه , كان يلملم دمعات تحاول ان تتوارى من امام طلبته " في منهاج اللغه العربيه الذي حققت فيها رغم ضئالة معرفتي بالإعراب علامة الثمانون " فقال يكفيك ان تكتب لإستاذك بعض القصاصات لكتاب جراح على الطريق الذي سأبعثه معك للكرك لتبيع نسخه في شارع القلعه او في الثنيه قبل ان تكبر , أو تبقية في مؤاب ضريحاً كرجم الصخري الذي ولدت فيه " أمي " قبل أن تقتلها عمان بسرعه وقبل أن اودعها وداعاً أخير او حتى أشاهد معها كيف كانت تصلي الضحى في سريرها المطل نحو وداي السير ...وجاوا ومسجد الحسين المقابل لرائحة العيد التي غابت منذ عشرون عام .
مدرج 7 كان يحمل فضاء أصدقاء قتلتهم المرض وغابوا من كراسة الذاكراه الى يوم نبُعث من جديد ...
فكيف أطوي صفحة الغياب دكتور جميل علوش وانت الذي علمني كيف أصيغ المبتدا قبل الخبر وكيف أرسم على لوحة الذاكرة وجه فيصل , وايمان , ومريم , وبتول وحمدان في طواف المغنى الذي كتبه حبيب الزيودي وحمدان المعتقل في رحاب بلاد الغربه الى أن مات لا يعرف إنك كنت تكتب للوطن هذه بلادي لا طولاً يطاولها , كيف لا أبكي يا أمي وبتول ما زال جرحها نازف في بيداء الذين حرفوا بلاد العرب تحريف .
كيف لا أعيد الذاكره وأنا أتعبد كل صباح خارج اسوار السور المكسور بجامعة عمان للهندسة التطبيقيه واعيد بناء سوراً جديد فيه عطر ما زال لا يذهب رغم غسيلي اليومي لوجهي ووجه الأرض التي أنجبت مهراً لطارق تهيم في شعاب الفاتحين مدرج رقم 7
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-03-2024 10:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |