31-03-2024 10:14 AM
بقلم : د نضال المجالي
سامحك الله يا غيث الإمارات، فأنت كما قدمت خيرا كشفت سرا من أسرار العجز فينا من قائمة تطول من التقصير والبعد عن الحقيقة حتى لو كانت امام أعيننا، عجز سببه مسؤول غاب عن الوعي والحرص فكان منصبا بلا روح، كان عريانا بلا رحمة، كان جائعا لمكانته فقط، مسؤول ينام على الريش لتأكل الحجارة جسد غيره، مسؤول ركب الفاره من المركبات ليسير غيره “حافي القدمين”، مسؤول أرسل أبناءه لأوروبا ليمشي طفل “سد الموجب” ساعتين في الوعر وصولا لغرفة صفية، سامحك الله يا “غيث الإمارات”، أوجعتني وكشفت واد سحيق في بلدي عن كل مسؤول اسمه “وادي الموجب”.
سامحك الله “ غيث الإمارات”، في حلقة من برنامج الخير “قلبي اطمأن”، تستوجب أن تكون مسمارا في نعش كل مقصر عن دوره، تستوجب إنهاء خدمات لكثيرين، تستوجب سؤالا نيابيا وجلسة تحت قبة البرلمان، تستوجب جلسة لمجلس الوزراء واهتمام عالي المستوى، نعم حلقة رسمت ولا أعلم من يسر رسمها لتكون لوحة مؤلمة لأبناء من وطني، ومنطقة من مناطق تتجاوز ما يطلقه الباحث عن تمويل من مسميات فسماها “جيوب فقر”، لأنها لوحة عجز رسمي قبل مجتمعي تتجاوز الفقر إلى العدم، تتجاوز الأوسمة التي مُنحت لكم لإنجازات من ورق، حلقة “ قلبي اطمأن” من الموجب أشعرتني أن أفرادها يعيشون في كوكب ليس أردنيا، ومن منظومة لا تتبع أي وزارة أو مؤسسة أو هيئة محلية، وقد أكون قد رأيت بصيص أمل واحد فيها فقط، ذكر على لسان كل طفل حين أجاب عن طموحه - لتكون وكأنها إجابة موحدة- بأنهم جميعا يأملون أن يكون كل واحد منهم “أستاذاً”، لنعلم أن الرغبة في العلم لديهم كبيرة ولأقول أن لأمثالهم من يستحق أن يكون “أستاذا”، فهم يؤمنون بالعلم ونقله، وإن شكرت جهة على ما تم نقله في الحلقة سأشكر المدرسة فقط التي غرست فيهم ان “الأستاذ” طموح ومكانة وحلم، وهو فعلا؛ فلا أجمل من معلم يعي مجتمعه ويبني فيهم الأمل وإن لم ينالوه للأسف.
“قلبي انمغص” في سد الموجب كان شعور كل حر تابع الحلقات، وهو يرى أن فرحة طفل بلبس حذاء جديدا حلم كبير، ووسيلة نقل لمدرسة هدف بعيد، ومعونة طبية لذوي احتياج هي حياة جديدة، وسقف يأوي أسرة ضربا في المستحيل، وحتى شربة الماء في مكان أنشئ لتجميع الماء أكبر أمانيهم، لاقول بعدها لكل من ورد اسمه في تسهيل تصوير ونقل وبث الحلقة أوجعتم قلوبنا بتقصيرنا، ونشرتم للعلن مصيبتنا في كل من هو معني من بلدي في هذا الدور.
وأقول لكل من قصر بحقهم: إنه قبل أيام فاض سد الموجب بخير الله من ماء وفير، ليسقيكم ومزارعكم في الصيف وتغسلوا مركباتكم، فهل يعقل أن يكون حالهم كما شاهدناه من آلم وعجز وقصور كبير، وأدعوكم للخروج من راحاتكم وعيشكم لزيارة واهتمام لخيامهم، ولكل قرية ومنطقة في بلدي فيها من عجزكم وقصوركم الألم الكبير، فما نقله “غيث الإمارات “ لا يتوافق مع ما نسمعه من نجاحات وفرص عيش وثير، ولا علاقة له بأي خطة وإستراتيجية وتحديث لتطوير، فسامحك الله “ غيث” أنت وحدك على ما نقلت، وأدعو الله ألا يسامح المسؤول الوزير والمدير والموظف المعني في وطني على كل تقصير.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-03-2024 10:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |