حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5186

في الفصح المجيد، أدرب آلامٍ هو أم دروبٌ؟

في الفصح المجيد، أدرب آلامٍ هو أم دروبٌ؟

في الفصح المجيد، أدرب آلامٍ هو أم دروبٌ؟

01-04-2024 09:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : السفير قيس شقير
أدرب آلامٍ هو أم دروبٌ؟ أسبوع آلامٍ، أم أسابيع طالت لنحو ستة أشهرٍ؟ سؤالان ألحّا عليّ وأنا أشرع بكتابة خاطرةٍ تُثني على مضمون مقالة العربي الأردني المسيحي معالي الدكتور منذر حدادين، وقد كتب مخاطبًا زملاءه المسلمين عن أصالة الوجود المتجذر بتراب الأردن لأبنائه المسيحيين، والعيش المشترك، لا التعايش الذي يجمعنا، وتزيد عليه، فإذا بدرب آلام غزة وأهلها مسلمين ومسيحيين يطغى على المشهد ليثير أسئلةً أولها: إلى متى يمضي بنا سجال القتل والتدمير؟ ولم لا يتذكر العالم حولنا من مشى على درب الآم ليفتدي البشرية ويخلصها من خطاياها، فإذا بها تصمت عن خطايا تُرتكب كل يومٍ لا من ستة أشهرٍ فحسب، بل من عقودٍ سبعةٍ وتزيد.
كيف لنا أن نحييَ الفصح ونذكر آلام مخلص البشرية، فيما هي تغوص في سيل دماءٍ لا ينضب، ويعجز لسان حالها عن وصف ما يجري بحق الأطفال والنساء والشيوخ بالتأكيد على ضرورة أن... وأهمية أن... والحاجة إلى...والتنديد والاستنكار، فيما درب الآلام وأسبوعه يمتد إلى أحياء غزة شمالها، ووسطها، وجنوبها، بمنازلها، وكنائسها، ومساجدها، ومدارسها، وكل ركنٍ فيها؟؟

أهو التاريخ يعيد نفسه؟ ليرينا على أرض الفصح مشاهد الفداء تتكرر لأيامٍ تناهز المئة وثمانين؟

أهو التاريخ يقول لنا: "أنتم أبناء أرض النبوات، أنتم أبناء الأرض التي باركنا حولها، قدركم وقد حملتم راية النور إلى العالم، أن تتلظى أيديكم بنارها، لتضحوا في سبيل خير البشرية، وهي لاهيةٌ في التحوّل الرقمي من تقنية الجيل الخامس إلى الجيل السادس من أجهزة الخلوي، إلى الذكاء الاصطناعي الذي أحال، أو أوشك أن يحيل حياتنا، وقيمنا، وثقافتنا إلى أرقامٍ وحسب، وحساباتٍ للمصالح، والمنافع الاقتصادية أوّلًا؟ أليس في المشترك الثقافي بيننا متسعٌ لحوارٍ جادٍ يضع حلولًا لما تعانيه إنسانيتنا؟ وإلى أين نمضي وخطاب البنادق يطغى على خطاب الحوار وثقافة السلام تتقوقع على نفسها؟ حتى لا نكاد نجد لها على أرض الواقع من يدافع عنها وينشرها.


أعود إليك د. حدادين، لأقول: من ذكرت في مقالتك من قبائل وعشائر عربيةٍ صميمةٍ مسلمين ومسيحيين، هم من نفتقدهم في عالمنا اليوم، هم من حمل لواء الإنسانية دون أن ينضمّ لعضوية مؤسسات دوليةٍ أو منظمات لحقوق الإنسان. هم الذين شرّعوا مواثيق العيش المشترك وحوار الأديان، دون أن يكتبوها على ورقٍ، بل سطروها على أرض واقعهم جيرةً طيبةً، وصداقة عمرٍ، وزمالةً تتجاوز الأديان، فكلهم أردنيون.

كل عام ونحن جميعًا بخير...








طباعة
  • المشاهدات: 5186
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم