02-04-2024 09:50 AM
بقلم : أحمد الحوراني
سؤال برسم الإجابة، يطرحه العقلاء الكُثر على امتداد مساحات الوطن، وهم ونحن والجميع يعرف إجابته، وذلك متعلق بطبيعة الحال ومطروح كلما تهادت إلى أسماعنا الهتافات الجوفاء والمضللة التي اعتاد أن يطلقها نفر ممن يحاولون ركوب الموجة، والتي من المستحيل أن تمت بصلة لنا كأردنيين في هذا الحمى العربي الهاشمي، وهؤلاء المتحذلقون يعلمون أننا كنا وسنبقى العصيون على كل محاولاتهم التي يسعون من خلالها لشقّ الصف الوحدوي الوطني المتين، لأن مثل هذه الدعوات والهتافات الفارغة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تنطوي على عاقل ومنصف وراشد يزن الامور بمقياسها العادل، حتى إن الأمر لينسحب على (الفلسطينيين) إخوة الدم والعروبة والهم المشترك والمؤمنون بوحدة الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني وقوة ورسوخ ما يجمعهما، وهم خيرة الخيرة والصادقون في حُسن تقديرهم ومباركتهم وتأييدهم للخطوات الشجاعة التي قام بها الأردن بقيادة جلالة الملك منذ بدء الحرب على غزة بل وقبل ذلك التاريخ بسنوات، وعليه فإن أي محاولة للنخر أو سحب الدولة الأردنية إلى ويّلات ومشاكل عبر التظاهر بالخوف على غزة والتنديد بما يجري هناك، ستكون فاشلة كنا سابقاتها، فالدولة بأدواتها وسيادتها وقيادتها المخلصة تعرف كيف تنتصر لقضية العرب الأولى، قضية فلسطين.
في كل مكان فوق ثرى الأردن، خرجنا شيبًا وشبانًا ورجالًا ونساءً وعلت أصوات حناجرنا ونحن ندين ونشجب الظلم ونلعن آلة الحرب الإسرائيلية التي تقتل الفلسطينيين بلا هوادة وبلا اعتبار لأعراف ومواثيق واتفاقيات دولية أو قواعد إنسانية وأخلاقية، والإمدادات الصحية والغذائية والدوائية وصلت لكل بيت في غزة والملك كان وما انفك هو من يشرف بنفسه على إيصال تلك الإنزالات، لأن هذا هو الطرف الأهم في المعادلة التي يجب على من يهتف في الرابية أن يعيه ويفهمه جيدًا، إذ لا يمكن أن يكون أحد أيّ كان على وجه الأرض أقرب للوجع الفلسطيني من الأردني (قائدًا وولي عهد وملكة وأمراء وحكومة وشعب)، فذلك مثبت عبر التاريخ ولا مجال للاجتهاد فيه، ولا ينل منه هتاف ولا أية دعوات شعبوية آنية لا مدلول لها ولا مضمون ولا غاية سوى ما يعرفه العقلاء والشرفاء وما أكثرهم في هذا الوطن الكبير.
مرت على الدولة الأردنية تحديات وأحوال صعبة، وفي النهاية انتصرت الحكمة على الهمجية، وكانت الغلبة للعقلانية على الغوغائية، وطوينا والذاكرة تشهد صفحات أراد مفبركوها أن تذهب الدولة مذاهب أنظمة سياسية أخرى انهارت بفعل الثورات والمظاهرات التي أتت على أخضر بعض الدول الشقيقة ويابسها، وكان مشهودًا للنظام السياسي الملكي الهاشمي ولأدوات الحكومة، كيف تعاملت مع ذروة الأحداث التي كانت الرابية أيضا إحدى ساحاتها، فكنا المثل الرائع والنموذج المحتذى الذي راح الجميع يرقب تجربتنا في التعاطي مع التحديات ومقدرتنا على تحويلها إلى فرص وانجازات ومكتسبات واصلاحات، ولذلك فإن ما يجب على الداعين لمثل هذه الهتافات والشعارات أن يعرفوا تمامًا أنها شعارات فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تُغيّرُ للأردني موقفًا ولا تُلين له قناة.
التـحديات ما زالت أمامنا كبـيرة، ولا بد من العمل بروح الفريق الواحد، لمواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لكل مشاكلنا، من خلال الحوار الهادئ، والنقد الموضوعي البناء، الذي يخدم مصلحة الوطن قبل كل شيء، وليس مصالح فردية، أو أجندات خاصة، وأما الاتهامات والتـجريح واغتـيال الشخصية، والانتقاص من الإنجازات الوطنـية، فهي أمور تسيء للصورة المشرقة لهذا الوطن، وتشكل عقبات أمام المسيرة، لذلك يجب أن تتوقف.
إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى والمحورية بالنسبة للأردن، ولا مجال للتشكيك بالموقف الوطني الأردني تجاه ما يحصل في قطاع غزة، والدبلوماسية الأردنية تؤمن بالحل السياسي لقضايا النزاع في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والموقف الأردني هو الأقوى الذي ما زال متمسكًا وداعيًا وعلى لسان جلالة الملك، لإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الأردن سيبقى عصيا على كل المؤامرات، التي تستهدف أمنه واستقراره ووحدته الوطنية، والتصدي لهذه المؤامرات، والعمل على إبراز رسالة الأردن العروبية والإنسانية وإرثه التاريخي، ومواقفه الراسخة، والدفاع عنها في جميع المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعا.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-04-2024 09:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |