03-04-2024 02:14 PM
بقلم : د. رياض الشديفات
الأردن وفلسطين... الجغرافيا والديمغرافيا هما كجناحي طائر لا ينهض إلا بالجناحين معاً، هما رئتان وعينان لجسد واحد، وهما نسيج اجتماعي متمازج متألف لا يمكن لأي عابث أو حاقد أو مزايد أو مأجور أن ينال من هذا النسيج، هما امتداد لتاريخ مشترك من الدين والتاريخ والجغرافيا وجميع مفردات القربى والتواصل والمصالح والعذابات والنضال .... فماذا عساك أن تقول بعد كل هذا؟ .
فنحن الجيل الذي تشبع من عبارة : بلادي وإن جارت عليً عزيزة ...وأهلي وإن ظنوا عليً كرام ، ونحن الذي نشأ على مقولة : بلاد العرب أوطاني ، ونحن الجيل الذي يقول : كل أرض العرب والمسلمين عزيزة عليً ، تألمنا لما أصاب بغداد ودمشق وصنعاء وغيرها ، ونتألم كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم لما يحدث في غزة الأبية وفلسطين المكلومة ، لم نهنأ بطعام ولا بشراب ولا نوم ونحن نرى ما يحدث لأخواننا في غزة وحول بيت المقدس ، لم نمارس حياتنا اليومية منذ بدأ العدوان ، الغينا الكثير الكثير من مناسباتنا إكراماً واحتراماً لدمائهم وتضحياتهم ومعاناتهم ، وتصاغرت كل اعمالنا وإنجازاتنا وكلماتنا وكتاباتنا أمام صمودهم وبطولتهم ....
نعم لم ننس ... ولن ننس ...رغم بعد الشقة وقلة ذات اليد ، ورغم تباعد المسافات إلا أن فلسطين والقدس والأقصى في القلب ، لسنا من أرباب السياسة والتجارة والمصالح ، لسنا من دعاة الوهن والتوهين ، لسنا من دعاة التخاذل والنكوص عن الواجب ، طريقنا واضح لن تغييره الاتفاقيات فهذا شأن الحكومات ورجال السياسة ، فنحن الأفراد لا نؤمن بما يؤمن به رجال السياسة والمصالح غالباً ، نؤمن أننا أصحاب حق سليب يجب أن يعود ، وقد تجد من بعضنا من حديثي الخبرة أو من المجندين أو المندسين من أساء التعبير والسلوك لكنه لا يمثل إلا نفسه وعدد قليل من هنا وهناك ممن أضاع البوصلة ، بوصلتنا واحدة تجاه الأقصى والقدس وإن طال الزمان والصراع " فلا يضيع حق وراءه مطالب ، والشعوب تنهض من تحت الركام ، ولنا في التاريخ الدروس والعبر ، ومهما طال الظلام لا بد أن يقترب الفجر ، حافظوا أيها الشرفاء على مواقفكم ومواقعكم ، ولا يصرفنكم حدثاء الأسنان عن وحدتكم وسلامة صفكم ، فهذه أيام الصبر والمصابرة ، فلكم الأجر على الهم العام وظلم ذوي القربى ، فعلى رسلكم ، والله المستعان .
د. رياض الشديفات / المفرق / 3/ نيسان 2024م / 23/ رمضان 1445ه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-04-2024 02:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |