04-04-2024 02:05 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
ونحن اليوم نمر بلحظة فارقة يبذل فيها الاردن جهده في سبيل فلسطين ، وبجهود الملك عبدالله الثاني يسعى لغوث غزة وإيقاف العدوان عليها ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، فان هذه السردية موصولة بجذورها، ومسيرة عطاءها.
فعروبة الاردن اصيلة نقية، منذ اكثر من مئة عام، والقومية العربية راوحت مكانها، في اكثرمن مكان وحاربها بعض العرب أحياناً ،واحياناً أخرى قوى العالم الخارجي كونها تهدد بالخطر كثير من المصالح، ومع ذلك فإن هذا الوطن استمسك بها.
فالعرب حين تاسس مفهوم العروبة تشكل ليعبر عن عدم نسيانهم تاريخهم وأمجادهم السابقة.
ويذكر التاريخ انه على الرغم من الحكم العثماني الذي امتد أربعمائة عام إلا أن أنفتهم القومية واعتزازهم بأنفسهم بقيت في صدورهم وخير العلوم ما حفظ في الصدور لديهم لكن الذي أيقظ العرب من سباتهم أصحاب دعوة تركيا الفتاة وتحول الإمبراطورية العثمانية الأسلامية الى امبراطورية تركية طورانية.
وقد استغرب العرب وهالهم تعصب أعضاء هذه الجمعية التي أصبحت فيما بعد حزب الاتحاد والترقي ،وتحديهم للعرب والتهجم على القومية العربية فبرزت إلى الوجود فكرة تأسيس الجمعية العربية الفتاة والتي كما تورد الوثائق إن فكرة إنشائها انبثقت في أذهان احمد قدري وعوني عبد الهادي ومحمد رستم حيدر في الأستانة عام 1909 م حيث كانوا جميعهم طلاباً وذلك عقب إعلان الدستور العثماني وأصبح عوني عبد الهادي عضو بارزاً في هذه الجمعية وتوجهوا الى باريس للتحقيق فكرتهم ،وانضم إليهم العديد من الشباب العربي آنذاك وتنادوا لعقد مؤتمر عربي يعتبر الأول منذ مئات السنين وعقد عام (1913)م.
بدأت حركة اليقظة العربية بعد أن انضم إليها أئمة العرب وبدأت أبصارهم تتجه نحو مكة حيث الأسرة الهاشمية لتتولى زعامتهم فالعرب والمسلمين يدينون بالولاء لهذه الاسرة الشريفة الشريفة المنحدرة من سبط الرسول محمد وكان يعترف لها بحق الزعامة ،وكان المغفور له الشريف حسين بن علي على رأس هذه الأسرة في تلك الفترة وأن القوميين العرب الإصلاحيين في المشرق العربي لم يفصلوا نضالهم القومي الإصلاحي في الجمعية العربية الفتاة والجمعية القحطانية بين العروبة والإسلام.
والمتنورين العرب الذي اجتمعوا في باريس وضعوا شعار التنوير واعتبروا أن هذه الفكرة بداية النهضة الشريفة للأمة العربية وعبرت وثائق المؤتمر بأن العرب يؤلفون عنصراً مهما بعددهم اذا لم نقل عنهم أهم العناصر العثمانية كلها ولهذا العنصر العربي ميزة بين العناصر الأخرى بوحدته للغته وعاداته ومصالحه وميوله وأن هذه الخصائص والصفات قد أحدثت له حقوقاً كلها كانت مهملة حتى ساعة انعقاد هذا المؤتمر وأضافوا انه يترجم رأي الفئة المتنورة لاننا سئمنا من الجهل الاعمى الذي طال أمده وعلينا ان ننهض بقوميتنا.
ما تقدم من سرد هو جزء من مفاهيم تأسس عليها هذا الوطن، وهي في صلب مفاهيمه الوطنية التي تشكلت وما تزال تعبر عن ذاتها بنقاء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-04-2024 02:05 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |