07-04-2024 07:36 AM
سرايا - بينما كان أحمد الدلو يحضر حفلا أقيم على شرف تكريم حفظة القرآن الكريم في مسجد محمد الفاتح بمدينة قلقيلية (شمال الضفة الغربية)، عهد إليه أحد المنظمين إلقاء خطبة عن صلاة الفجر، فرد بالإيجاب. ألقى اليافع الفلسطيني خطبة حظيت بقبول الحضور، لا سيما وزارة الأوقاف الإسلامية في فلسطين، التي طلبت منه أن يخطب في الناس ويؤمهم في صلاتهم، فأُطلق عليه "الخطيب الصغير".
من هذا الباب، ولج الطفل الفلسطيني أحمد الدلو (14 عاما) عالم الخطابة والإمامة بالمصلين في مدينته قلقيلية، ليكون بذلك أصغر طفل فلسطيني يقوم بهذا الدور بعد تعيينه على بند الإكرامية (وظيفة غير ثابتة) إماما وخطيبا لمسجد محمود قواس.
وللوراء 4 سنوات تعود قصة أحمد، حين بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، لينجز ذلك بعد عامين فقط ويصير أصغر حافظ للقرآن في محافظته حينها، بحفظ مثبت مكتمل الأركان وبمهارة في الترتيل والتجويد.
الحافظ والمتفوق
وظل أحمد وهو في سن 13 عاما يخطب متطوعا في مسجد السنة في "حي غياظة" الذي يسكنه وعائلته، قبل أن تعينه وزارة الأوقاف من جديد بمسجد محمود قواس الذي افتتحته خلال الفترة القريبة الماضية، وهناك ذاع صيته وصار يطلبه الناس ويحضرون إلى مسجده ويتابعون خطب الجمعة حيث يكون، وهو ما دعم موقف الأوقاف في تعيينه.
وتحت مظلة شعار يرفعه "ما حلَّ القرآن في شيء إلا باركه"، يسير أحمد في حياته وعمله الذي أحب، ويقول إنه بفضل حفظه القرآن الكريم تفوق في دراسته وأصبح الأول على مدرسته بأكملها، وشارك في مسابقة للترتيل والتجويد مع جمال الصوت نظمتها وزارة التربية والتعليم، وحظي بالمركز الثاني على مستوى البلاد.
أما الخطابة فقد نال بها المركز الأول بمسابقة ثانية في مدينته قلقيلية، وكذلك حفظه للأحاديث النبوية وبجدارة أيضا.
وبصفحة واحدة يوميا، بدأ أحمد حفظه للقرآن، في حين تضاعف هذا القدر خلال أيام العطل المدرسية، ويواظب على المراجعة والتثبيت معا، وساعده أكثر اهتمامه بالتفسير، إذ كان يدعم حفظه بالتفسير وفهم المعاني، ووجد بذلك طريقة أسهل للحفظ.
ويقول أحمد، "أبذل قصارى جهدي، ثم التوفيق من الله، وكان حفظ شقيقاتي الثلاث الأكبر مني للقرآن الكريم أكثر المواقف تأثيرا علي، وكذلك تشجيع والداي ودعمهم لي من أول الطريق، إضافة لتزكيتي من وزارة الأوقاف التي اكتشفتني باكرا، فضلا عن دعم الناس وطلبهم لي".