حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12050

التعليم في عالم متغير "إدارة التغيير"

التعليم في عالم متغير "إدارة التغيير"

التعليم في عالم متغير "إدارة التغيير"

08-04-2024 02:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غاندي النعانعة
" هذه هي أزمة التعليم،إذ بدل أن يكون التعليم مصدرا لتغيير ورائده، يصبح عالته، و بدلا من أن يكون موجدا للحلول يصبح هو الطرف الذي تنقصه الحلول. "

ففي الوقت الذي يعتبر فيه هذا النشاط الإنساني و الحضاري ذو أهمية في رقي الأفراد و الجماعات، إلا أنه ما زال في بعض الأحيان أخر القطاعات التي تواكب تدفق تيارات التغير و التغيير في العالم،و من المستغرب في الكثير من الأوساط أن يكون التعليم هو أقل القطاعات تأثرا بالتغيرات، أو أن يكون أقلها تأثيرا فيه.

وهذه هي أزمة التعليم،إذ بدل أن يكون التعليم مصدرا للتغيير ورائدا له، يصبح عالته، و بدلا من أن يكون موجدا للحلول يصبح هو من تنقصه تلك الحلول.

فما من شك أن التغيير لا يعد جوهرا في حد ذاته ؛ بل هو سلسلة متواصلة من الخطوات المنظمة، و القائمة على التخطيط، وتقدير الحاجات، والظروف، والامكانيات، مما يعني أن التعليم بشكل عام، يجب أن يكون حلا للكثير من المشكلات الأخلاقية و الاقتصادية و الاجتماعية،و بشكل خاص متصالحا، ومتنوعًا لضمان فرص متساوية للجميع، بما فيها التفاعلات النفسية الحرجة، و التحديات الاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على أداء الطلبة على مختلف ثقافاتهم و خلفياتهم الاقتصادية.
و كما أن التغيير يحاذي التعليم، بل يتطابق معه كسلوك واتجاه يدفع بالانسان صوب هدف أكثر سموا مما هو عليه واقعه،يتحمل في دروبه مسؤولية المضي في تحقيقه، و يواجه في سبيله الصعوبات،فإن ذلك جميعه ما يعول عليه كل نظام تعليمي حديث، و ما يروج له التعليم المتقبل للتغيير.

إن محورية التعليم في عالم متغير، واعتبار تمكين الأفراد وتطوير المجتمعات، أداة التطور في مواجهة تحديات الواقع، و عملية استقبال التغيرات، و إعادة إنتاجها هو ما يعمل على بناء الإنسان الذي يرفض الهدر، و التخلف، و التبعية.
ومع تطور التكنولوجيا و تعدد مخرجات المتغير الاقتصادي والاجتماعي، فإن التعليم يواجه تحديات جديدة تتطلب استجابة متطورة ومرونة في نهج التعليم، فعلى سبيل المثال، في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت المعرفة سهلة الوصول و متاحة المصادر، مما يعني أن التعليم لم يعد مقتصراً على الصفوف الدراسية التقليدية، رتب ذلك على السلطات و المؤسسات التعليمية أن تتكيف مع هذا التغيير، وأن تقدم محتوى تعليمي متنوع وملائم للبيئة الرقمية الحديثة، و أن تكفل ديمومة العمل المشترك في تأطير سياسات تعليمية فعالة، وتقديم الدعم اللازم لجميع الطلاب، مع التركيز على تطوير المهارات اللازمة للنجاح في المستقبل، وتحقيق التميز في مختلف المجالات، لا سيما تلك التي توسعت فيها مدخلات سوق العمل، كما يمكن أن تكون التكنولوجيا وسيلة لتحقيق التعليم الشامل والمستدام، بما في ذلك استخدام استراتجيات التعلم النشط، والواقع الافتراضي لتعزيز تجارب التعلم وجعلها أكثر تشويقا وتفاعلا .
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التعليم في عالم متغير تطوير مهارات جديدة تواكب متطلبات سوق العمل المتغيرة، فلا يكفي الاعتماد على المعرفة النظرية فحسب، بل يجب تعزيزها بالمهارات العملية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتعلم الذاتي، والتواصل الفعال، كأن يتطلب التعليم في عالم متغير تبني نهج شمولي ومتعدد الثقافات؛ يضمن للمتعلم أن تكون المناهج التعليمية رافعة لتنوع النشاط الطلابي، مما يعين وقتئذ في بناء مجتمعات متكافئة، ومتساوية الفرص.
إن تبني المؤسسات التربوية عقلية إدارة التغيير التي تتمثل في التخطيط و التنظيم و المتابعة ، في الوقت الحاضر، سيولد اتجاهات جديدة تثري أهدافها من أجل بقائها و استمرارها في الأوقات القادمة،و لتصبح أدوات إدارة التغيير في التعليم ضمانة لاستجابة المؤسسات التعليمية للتحديات، والتطورات الحديثة بشكل فعّال،كونها العملية التي تؤسس لإنتقال من وضع قائم بالفعل إلى وضع مستهدف، تتحقق فيه الأهداف المحددة فى إطار رؤية واضحة و مشتركة، عن طريق اتباع نظام، أو إطار، أو نموذج منفتح على التغيير ، بأسلوب منظم، و بمسار انتقال من حيث نحن الآن إلى ما نريد أن نكون عليه.
و ينبغي أن تمس عملية التغيير جميع أطراف المصلحة، بما في ذلك المعلمين، والطلاب، والأهالي والمجتمع المحلي، من خلال التواصل الفعّال والاستشارة، في جميع مراحل العملية، لمواكبة التحولات وتنفيذ الممارسات الجديدة بنجاح،أخذا بأدوات التدريب وورش العمل، وبرامج التطوير المهني،و أن يتوفر للمعلمين والطلاب الدعم اللازم، سواء من خلال الموارد الفنية، أو الاستشارة الأكاديمية أو الدعم النفسي،كما ينبغي أن يتم تقييم أثر التغيير بشكل مستمر، وتحليل النتائج لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، وتعديل الخطط والاستراتيجيات عند الضرورة.
ثم إننا نجد أن القيادة الفعّالة له الدور الحاسم في إدارة التغيير،فهي ملهمة، توجه الآخرين نحو تحقيق الأهداف المحددة، كون إدارة التغيير في التعليم تحتاج أيضا إلى مجهودات تتخطى الفردية نحو جهود تنجز تحولا إيجابيا ومستداما في البيئة التعليمية.
إن تبني مقاربات تعليمية متنوعة ييسر للمؤسسات التعليمية أن تضمن فرصًا متساوية لجميع الطلاب، و من خلال تبني نهج شامل يركز على تطوير المهارات واستخدام التكنولوجيا، و الاعتراف بالابداع؛ في سياق ما يواجهه نظام التعليم من تحديات في عالم متغير.








طباعة
  • المشاهدات: 12050
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-04-2024 02:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم