سرايا - رغم التعددية الدينية الكبيرة في الهند، فإن من يشاهد شوارعها في شهر رمضان يظن أن دينها الرئيس هو الإسلام لفرط حرص المسلمين على الاحتفاء بالشهر الكريم، بداية من رؤية الهلال ووصولاً لليلة عيد الفطر المبارك وما بين الليلتين تقام احتفالات ومظاهر لا تعرفها إلا في الهند. يقول الشيخ سلمان الحسيني أمين عام هيئة علماء الهند ورئيس الجامعة الإسلامية بمدينة لكرو الهندية: إن الهنود المسلمين ومنذ منتصف شهر شعبان يبدأون الاستعدادات لشهر رمضان المبارك بتعليق بعض الزينات في الأحياء الإسلامية، ووضع كميات ضخمة من الأضواء الملونة على المآذن وتبدأ الجمعيات الإسلامية في تنظيم برامجها ودوراتها لتحفيظ القرآن الكريم، في ظل إقبال المسلمين هناك على حفظ القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك. الهدايا والأعطيات ويضيف د.الحسيني أنه وقبل نهاية شعبان بيومين، تبدأ اللجان الشرعية التابعة للهيئة الشرعية لكبار العلماء في الهند بمتابعة هلال رمضان، وفور ظهوره يتم إصدار بيان رسمي يتم توزيعه في عموم الهند لتهنئة المسلمين بدخول رمضان، حيث تبدأ طقوس المسلمين في الهند بالتغير تلقائيا، وقد لا يعلم الكثيرون أن المسلمين في الهند لديهم شخصية المسحراتي، مثل شعوب العالم العربي فهناك أناس تخصصوا في تلك الوظيفة يبدأون فور الإعلان عن بدء شهر رمضان في الطواف داخل أحيائهم كل حسب الحي الذي المخصص له ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم. رشفات من الماء وحول الأطعمة التي يتناولها المسلمون الهنود في الإفطار يقول الحسيني: نسبة كبيرة يفطرون على رشفات من الماء إذا لم يجدوا تمراً، وبعضهم يفطر بالملح الخالص، وذلك عملاً بقول تذكره بعض الكتب أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه يفطر على الملح، وهي عادة لا تعرف إلا بالهند، وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على «الأرز» وطعام يسمى «دهي بهدي» يشبه «الفلافل» المصرية مع الزبادي، وطعام يُطلق عليه اسم «حليم» و«الهريس» يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها الفلفل الحار، أما المشروبات فيتصدرها عصير الليمون واللبن الممزوج بالماء، والحليب . ويتابع: والمسلمون وفقاً للدستور والقوانين الهندية يتمتعون بجميع الحقوق المدنية، وتسهل الدولة للمسلمين إقامة شعائرهم بحرية وأمان في المناطق التي يتواجدن فيها. عادات طريفة ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سُنَّة السحور، ومن طعامهم المعتاد فيه الأرز والخبز وهو غذاؤهم الرئيس، ومن العادات الطريفة لبعض المسلمين هناك، توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين، عقب الانتهاء من صلاة التراويح، وأحياناً يوزع التمر وسكر البنات، والمشروب الهندي يسمى سمية، وهو يشبه الشعيرية باللبن عند أهل مصر، وأغلب أنواع الحلوى هناك تُحضَّر من مادة الشعيرية. يقول الحسيني: لدينا أيضا في الهند ما يسمى الموائد الجماعية، حيث يجتمع بعض الأسر وتحضر كل أسرة ما تستطيع من طعام وشراب وفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة.