09-04-2024 12:50 PM
بقلم : هشام المساعدة
وادي موسى عندما كانت بدورها القديمة وحاراتها وأزقتها الضيقة وبعض البيوت المتناثره هنا وهناك وعدد مساجدها لا تكاد تُذكر وكان يوم الجمعه يوم تسوق مفتوح للمصلين وعرض اغنامهم في حرجة البابور القديمه ويبعون ويشترون من خلالها وخاصه النعيمات والبدو الذين لم يعد لهم وجود في سوقنا هذه الأيام، وكذلك كانت الدكاكين القديمه ملمهم ويتناولون الحديث ويشربون الشاي ويشترون ما يلزمهم من مواد بسيطه الى حين الخطبه والصلاة في المسجد الوحيد التي كانت تُقام فيه صلاة الجمعة وهو المسجد الكبير وكان يمتلئ بالناس كبار السن أصحاب المناديل والعقل وكان لصوت المرحوم الشيخ الجليل الحاج محمد اليماني صداه الخاص فيه من حيث رفع الأذان لجميع الصلوات والدروس اليوميه وخطبة الجمعة ولا تستغرب إذا حدثت مشاجره بعد صلاة الجمعه وخصوصاً على مياه نبع عين موسى لان الكل كان يؤجلها ليوم الجمعه ليرى خصمه او غريمه بعد خروجه من صلاة الجمعه لكن بفضل وجود الخيرين سرعان ما تُحل مع بوسة راس كمان , وأما شهر رمضان كان له طابعه الخاص فيه واجوائه الرمضانيه المميزه كذلك كنا ننتظر إذان المغرب بصوت اليماني للنطلق عبر أزقة الحارات الضيقه مرددين الصائم يفطر وكان للأكل طعمه ومذاقه الخاص وكانت العائله تجتمع على طبق واحد بأجواء رمضانيه ورحمانيه وكان الجار يتفقد جاره من طبخته وامام السهرات والتعاليل الرمضانيه مع الناس الطيبه لا توصف ، وأما العيد كان له طعم وفرحه في كل شيئ ... وكان الناس بعد خروجهم من صلاة العيد يلفون على اصحاب الدكاكين ليعايدوا عليهم ويتناولوا حلو الناشد وفي طريقهم يزوروا المقابر ويعايدوا على الجيران قبل وصولهم الى بيوتهم بعدها يتوجهون لمعايدة أقاربهم وأصدقائهم بيت بيت ..... حارات وغرف وبيوت وناس واكل وبركة وطيبة زمان لن يكررها الزمن ... على من عاش تلك الأيام وتوفاهم الله وعلى راسهم شيخنا الجليل اليماني الرحمه والمغفره والفردوس الأعلى من الجنة ولمن ما زال على قيد الحياة الصحه والعافيه وطول العمر وحسن الخاتمه يا رب .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-04-2024 12:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |