15-04-2024 07:48 AM
بقلم : أ. د. مأمون نديم عكروش
في خضم كلُ أزمة تحدث سواء في فلسطين المحتلة او في المنطقة تجد الأردن وقيادته وتحديداً جلالة الملك المعظم دائماً في مقدمة الأمة ليكون خط الدفاع الأول عن حقوقها في كافة المحافل الدولية ويعمل على تسخير الإمكانيات الوطنية لخدمة قضاياها وتحديداً قضية الأمة المركزية – قضية فلسطين. قبل أكثر من عقدين من الزمن حذر جلالة الملك بكل صراحة ووضوح من أخطار إقليمية عميقة ومبنية على أسس أيديولوجية وأطماع تاريخية متجذرة حاولت ولا زالت تحاول النيل من الأردن بسبب مواقفة القومية المشرّفة ورفضه الدائم المساومة على حقوقه وحقوق الأمة وأمن المنطقة. فالأردن يعتبر رقم صعب في حماية البوابة الشرقية على الرغم من الظروف الإقليمية المعقدة والتداخل غير المسبوق بين عدة أقطاب في المنطقة والإقليم وارتدادتهما الدولية بالغة التعقيد.
لا يوجد إمكانيات وموارد ضخمة في الأردن ولكن هذا الوطن الصامد اعزّه الله بقياده هاشمية تتمتع بشرعية دينية وتاريخية نبعت من سبط الرسول عليه الصلاة والسلام وشعب واعي يؤمن بوحدته الوطنية وعدالة قضيته المركزية وهناك الجيش العربي المصطفوي الذي حمى ويحمي الوطن من شرور الاعداء وفلولهم منذ تأسيس الوطن.
أمام هذا المشهد الإقليمي البالغ التعقيد والظروف الإقتصادية الصعبة يُطل علينا من وقت لآخر مجموعات مدفوعة بأجندات مشبوهة ومدعومة من عملاء الداخل والخارج جُلّ إهتمامهم التشكيك في المواقف الوطنية الأردنية والإساءة لرمزية الدولة ومحاولة التشويش على المواقف الملكية المُشرّفة تجاه قضية الأردن الاولى على الرغم من الدعم الوطني والملكي المُطلق للأهل في فلسطين المحتلة والتي عبر عنهما بوضوح جلالة الملك المعظم وجلالة الملكة المعظمة في كافة المحافل الدولية. ووصل الأمر الى الإساءة العلنية لأبناء قواتنا المسلحة ونشامى أجهزتنا الأمنية الذين ضحوا ولا يزالوا يضحون بالغالي والنفيس من أجل حماية ارواحنا وممتلكاتنا وتأمين حريتنا التي ننعم بها في هذا البلد الصامد. فيجب أن يفهم أصحاب هذه الإجندات أن الأردن ومؤسسة العرش وجلالة الملك وقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية وأمننا الوطني خطوط حمراء يجب عدم الإقتراب منها ولن يٌسمح لأحد المساس بها لانها عنوان عزتنا وكرامتنا نحيا ونموت من أجلها.
فعلى أصحاب الأجندات أن يفهموا بوضوح أن الأردن دولة قوية وهناك مؤسسات تعلم تماماً بواطن الأمور وظواهرها وتعلم متى وكيف تتحرك في الوقت المناسب وتعلم أن هذه الفئة تعمل على تنفيذ أجندات واضحه ومكشوفة ولا تمرّ بسهولة على صانع القرار في الأردن والمؤسسات ذات العلاقة. فمتى تفهم هذه الفئة وغيرها أن الأردن القوي هو مصلحة إستراتيجية لخدمة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة المركزية الأخرى والشواهد التاريخية على ذلك كُثر.
فرجل الأمن الأردني شرس للغاية في الدفاع عن الوطن وحماية ممتلكاته ولا يتردد لحظة لضبط الأمن وحماية حريتنا ولكنه يحترم مؤسستة العسكرية والأمنية والموقف الرسمي الأردني من قضية الأمة المركزية ويقدّر دقة الظرف ولكن ضمن حدود معينة. وفي هذا المضمار، أقولها وبكل فخر أن سقف الحرية والتعبير وحق التظاهر السلمي ومستوى الأمن في وطننا العزيز هو الأفضل في الأقليم والمنطقة وأفضل من عدة مناطق في العالم. هذه نعمه يجب ان نحافظ عليها! لكن هذه النعمة التي نتمتع بها لها عدة أسباب أهمها مؤسسة العرش والقيادة الهاشمية ونشامى القوات المسلحة وأجهزتنا الأمنية. فحرية التحرك داخل حدود الوطن بكل أمن وأمان وعلى مدار الساعة نعمة من الله والوطن لا يقدرها الإ من افتقدها....والأمثلة كثيرة على ذلك!
وعليه، فمن حق الأردن وقيادتة الحكيمة ومؤسساته العسكرية والأمنية إتخاذ كافة الإجراءات وإستخدام الوسائل المتاحة لحمايته والدفاع عن الوطن براً وبحراً وجواً ليبقى هذا الوطن شامخاً وعزيزاً ومنيعاً وعصياً على كل من يتربص به سواء من الداخل او الخارج. الأردن دوماً أكبر من حجمه الجغرافي وإمتداده وتأثيره في كافة المحافل الدولية نعتز به ويحظى بإحترام وتقدير الدول الكبرى لانه يمثل صوت العقل والسلام والوئام وتلعب قواته المسلحة دوراً إنسانياً مهماً في العديد من مناطق العالم تحت مظلة الأمم المتحدة والموسسات الدولية المرموقة الى جانبها.
وتاريخ الأردن مٌشرّف في الدفاع عم قضايا الأمة في كافة صراعاتها وأزماتها لدرجة أن إسم قواتنا المسلحة الباسلة "الجيش العربي"! هل يرى البعض هذه الزاوية المُشرّفة؟
أما من يحاولون تأليب الشارع والتلاعب بعواطف الناس وزعزعة الأمن والمزاودة على موقف الأردن ومحاولة ركوب الموجه والاستفادة من الظروف الحالية وتصوير انفسهم على انهم قادرون على التأثير في الشارع فإنهم واهمون لان هناك فرق شاسع بين القول والتنظير والفعل الحقيقي على أرض الواقع، "حكي السرايا غير عن حكي القرايا"! الوطن له تاريخ طويل مع هذه الفئات التي تحاول ركوب الموجه في كل حدث على أمل الوصول لمآرب ومطامح إما مدفوعة من جهات مشبوهه تعمل ضد الوطن او وفقاً لمصالح شخصية واضحة المعالم. فالوطن ومؤسساته الكبيرة بفعلها أكبر بكثير من هؤلاء ولن يستطيعوا النيل منه بإذن الله تعالى لانه هناك رجال اوفياء أخذوا على عاتقهم حماية الوطن ومستقبل أجياله من هذه الفئات الدخلية واصحاب المصالح والأجندات. فالوطن وخطوطه الحمراء مكون أساسي لحليب فلذات أكبادنا ونربيهم عليها في البيت والمدرسة والجامعة وديوان العشيرة وحيثما حلّوا وارتحلوا داخل وخارج الوطن.
فعندما يتعلق الأمر بالوطن وخطوطه الحمراء فإنه لا يمكن الوقوف في المنطقة الرمادية والسماح بزعزعة أمنه وإستقراره وتعكير صفوه! فإما أن تكون في صفّ الوطن او في صفّ الاعداء! وهنا اقولها بكل صراحة أن وطننا وخطوطه الحمراء أغلى ما نملك ويجب الوقوف الى صفّ الوطن بكل صراحة ووضوح وبدون أي مواربة وبدون اي تحفظ وبالتصريح وليس بالتلميح. فيجب على من يؤمن بهذا الوطن وقيادته وحُماة الدار أن يهبّ للدفاع عن الأردن الدولة سواء كانت مؤسسة العرش او القيادة او قواتنا المسلحة او مواقف الأردن المُشرفة التي ثبتت على مرّ الدهر أنها الأصدق والأنقى وفيها بُعد نظر عزّ نظيرة. وعليه، واجبنا أن نهبّ من أجل وطننا وعلى مدار الساعة والوقوف سداً منيعاً بوجه كل من يحاول العبث بأمننا الوطني واللعب على وتر الاقليمية وبث سموم التفرقة لاجل مصالح وأجندات باتت مكشوفة وسترتد على أصحابها وبخلاف ذلك النشامى سيردونها على أصحابها في توقيت هُم يختارونه وليس العكس. وفي هذا المضمار يبرز السؤال الأهم وهو أين هم أبناء الوطن من المسؤولين ورجالات الذين كان لهم النصيب الأكبر من المواقع المتقدمة والمتعددة مما يجري؟ لماذا لا يكون هناك تحرّك واضح للدفاع عن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الوطن بكل مكوناته من قبل قناصي الفرص؟ لماذا هذا الموقف الضبابي غير المفهوم؟ فلماذا لا يكون هناك ردّ واسع النطاق من خلال مختلف الوسائل الأعلامية المتاحة من قبل المخزون الإستراتيجي من أبناء الوطن السابقين والحاليين في مختلف مواقعهم للدفاع عن الأردن وقيادته ومجابهة كافة أصحاب الإجندات الذين يحاولون النيل من الأردن وقيادته والتقليل من شأن الموقف الأردني الأنقى والأفضل مما يجري حالياً؟
فالأردن وأمنه وإستقراره عنوان عزتنا وكرامتنا وخط أحمر لا يجوز الإقتراب منهما مهما كان السبب والدافع.
فالوقوف الى جانب الوطن أمر مُقدس للغاية ومسؤوليتنا جميعاً لأن وطننا الحبيب هو الأجمل والأعز والحصن المنيع الذي نستظل به ونحيا فيه ويحيا فينا. حمى الله الأردن بقيادة جلالة الملك المعظم وولي عهده الأمين والتاج وحُماة التاج والوطن.