17-04-2024 02:32 PM
سرايا - ما هو الاحتراق الأبوي؟ سؤال أكثر من شائع خصوصا ان العديد من الآباء والأمهات يصفون رؤية أطفالهم بأنهم يكادون يشعرون أن قلوبهم تمشي أمام أعينهم.
رغم ذلك، يمكن أن تكون هذه التجربة ذاتها مرهقة للغاية، بل وقادرة على التهام الصحة العقلية، إذا افتقر الآباء إلى الموارد اللازمة للتعامل مع الضغوطات المتعلقة بالتربية، تُعرّف هذه الحالة باسم “الإرهاق الأبوي” أو “متلازمة الاحتراق الأبوي” وهي الحالة التي يُمكنك التعرّف عليها أكثر من خلال متابعة السطور التالية. وإليك دور الأسرة في الصحة النفسية للطفل وكيفية تطويره
تتميز متلازمة الاحتراق الأبوي بالإرهاق الشديد للآباء والأمهات خلال أداء مهامهم تجاه أطفالهم، إذ يشعر الأب أو الأم بعدم فعاليتهم في حياة أبنائهم. لذا، يجب على الوالدين الاستعداد لمشاعر الإرهاق والتعب، خلال السنوات الأولى من ولادة الطفل، ثم مشاعر الإحباط والتوتر والقلق عندما يكبر الأطفال ويقاومون توجيهاتهم. وهل سمعت عن فوبيا “الخوف من الطعام”؟ معلومات مهمة نكشفها للمرة الأولى
يُشير موقع ويب مد، إلى أن الآباء قد يميلون إلى التركيز على احتياجات أطفالهم، فيخصصون الجانب الأكبر من وقتهم وطاقتهم لأطفالهم لدرجة أنهم يهملون احتياجاتهم الخاصة. والنتيجة هنا هي حدوث متلازمة الاحتراق الأبوي. وهي حالة تُعاني خلالها من الإرهاق الشديد لدرجة أنك قد تشعر أنه لم يعد لديك ما تقدمه لأحد ولا حتى لطفلك.
وفقا لمراجعة بحثية أُجريت عام 2020 ونشرتها “معاهد الصحة الوطنية” (NIH) الأميركية، فإن الاحتراق الأبوي هو حالة مزمنة ناتجة عن التعرض لمستويات عالية من التوتر المرتبط بالتربية، ينتج هذا التوتر بشكل رئيسي عن عدم التوافق بين متطلبات الأبوة والأمومة والموارد المتاحة للآباء لتلبية تلك المتطلبات. يشبه هذا أن تحمل عبئا ثقيلا جدا لفترة طويلة جدا، وهو ما قد ينتج عنه خسائر عاطفية وعقلية طويلة الأمد.
ويوضح موقع “هيلث لاين” أنه في حين أن تجربة كل شخص مع الأبوة وتربية الأبناء قد تبدو مختلفة، إلا أن الثابت هنا هو أن العيش في حالة من التوتر الشديد لسنوات متتالية ليس أمرا طبيعيا، لذا يكون من الطبيعي الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي بما تحمله من آثار بعيدة المدى تؤثر بشكل أساسي على الحياة اليومية.
ويزداد الأمر سوءا إذا كان أحد الوالدين يتحمل مسؤولية الأبناء بمفرده، وعدم الحصول على دعم أحد الوالدين يعني فترات راحة أقل ووقتا أقل للرعاية الذاتية، وكلاهما يساهم في زيادة الشعور بالإرهاق.
من أعراض الإصابة بمتلازمة الاحتراق الأبوي تضاؤل الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها. من الأعراض أيضا العصبية فيكون صبرك وقدرتك على التسامح مع أطفالك في أقل مستوياتهم. كذلك، كثرة النسيان والشعور بالخدر. أيضا، قد يتسلل لقلبك الشعور بالذنب، فتشعر أنك قد قصرت في تربية أبنائك ولم تكن لهم أبا جيدا.
وقد تؤدي هذه المتلازمة إلى الابتعاد العاطفي عن أطفالك والشعور بأنك والد غير فعال. بالإضافة إلى: ضباب الدماغ، زيادة مستويات التوتر، الاكتئاب، مشاعر العزلة، قلة النوم، ميول الوسواس القهري.
وتوضح المعالجة النفسية هالي نيديتش، لموقع هيلث لاين، أن متلازمة الاحتراق الأبوي تؤثر أيضا بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين، قائلة: “عندما تستخدم كل عزمك وتنظيمك العاطفي لإدارة الأبوة والأمومة ومسؤولياتك الأخرى، فقد يصبح من السهل أن تصبح علاقتك أقل أهمية. والاستياء من مستوى الدعم الذي يتم تلقيه فيما يتعلق برعاية الأطفال بين الزوجين هو الشكوى الشائعة”.
وقد تنتقل آثار متلازمة الاحتراق الأبوي من الوالدين للأطفال، لأنه مع انخفاض مستويات الطاقة والصبر لدى الآباء، فقد يشعر الأطفال بأنهم مهملون أو غير مرغوب فيهم.
ويوضح موقع سيكولوجي توداي أنه في كثير من الأحيان، قد يقوم الآباء، الذين يُعانون من متلازمة الاحتراق الأبوي بإخفاء أعراضهم، خوفا من وصمة العار المتمثلة في أن يُنظر إليهم على أنهم ليسوا جيدين بما يكفي، ولكن بدون حل المشكلة والحصول على العلاج، يمكن أن يكون لإرهاق الأم أو الأب آثار ضارة على الأسرة بأكملها. لذلك يوضح خبراء التربية وعلم النفس مجموعة من الإستراتيجيات التي من شأنها التعامل بفاعلية مع متلازمة الاحتراق الأبوي، وهي كما يلي:
اعترف بمشاعرك: إذا وجدت نفسك تُعاني من أعراض متلازمة الاحتراق الأبوي، فأول شيء يجب عليك فعله هو التواصل مع شريكك والتحدث معه بشأن مشاعرك.
لا تهمل نظامك الغذائي: عندما تكون مرهقا أو تُعاني من فقدان الطاقة فقد تلجأ إلى تناول الأطعمة السريعة أو بعض الوجبات الخفيفة السكرية. هذه الأطعمة قد تُزيد من شعورك بالتوتر. بدلا من ذلك، زوّد جسمك بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل البروتين والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
استمر في ممارسة الرياضة: قد تهمل التمارين الرياضية عند الشعور بالإجهاد البدني والنفسي، لكن إذا أردت تحسين الوضع، فعليك بممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وذلك لدورها في تعزيز الطاقة وإفراز هرمونات السعادة في الجسم وتقليل التوتر وتصفية الذهن.