18-04-2024 10:39 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
اليوم، ما يزال الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يقود هذا الوطن، بمبدأ ثابت، رغم التحولات التي تحيط بنا وبتسارع، لربما لم يكن كثيرون يتوقعوه، ولكنها حكمة ملوك بني هاشم، الممزوجة بالمبدأ وبالصبر والمرابطة، وبصون أمن إنسان هذا البلد، وبناءه، ولأجل الرسالة الممتدة، منذ زمان التأسيس وحتى اليوم.
فهذا الوطن سيبقى – بإذن الله- وبهمة الأردنيين الصابرين هذه الراية خفاقة، لا يغيرها تبدل الأحوال من حولنا، أو الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا، أو التحولات التي ما تزال تحيط بنا، وهي تحولات عميقة، وقد أوغلت في السنوات الأخيرة، وباتت أصعب.
وخاصةً مع صعود «اليمينيين» من كل حدب، ونهوض مشاريع غير بريئة شرقا، ومحاولات «المارقين» من أيّ صوب، وعلو نبرة خطابهم، الذي يبقى صدىً لا أثر له أمام هذا الوطن الأصيل، بملوكه، وبخطابه، وبرسالته، وبتاريخه.
والحديث اليوم عن الأردن، وظروفه، وما تمر به فلسطين اليوم وقطاع غزة، وصعود المشاريع وانصافها، ولكن، السؤال، منذ متى كانت الأمور والظروف تمر بغير تحولاتٍ، وتبدلاتٍ، الثابت الوحيد فيها، الأردن ومواقف ملوكه، ومبدأهم الذي كان، وما يزال، وسيبقى راسخاً.
لقد مر علينا في الاردن الكثير ممن غيروا وبدلوا وتلونوا، وأكثر ما مر عليه الأعداء ممن حاولوا القفز عنه، ولكنه الثابت، بالمبدأ والجغرافيا.. وذهب أصحاب الحجج الزائفة من الإصلاح أو التوسعة أو التحديث أو تحت أيّ شعارٍ آخر، من شعارات التحرير المنتمية لأدلجة ومشاريع لفظناها قبل أن تنمو أسنانها.
إنّ التاريخ وحاضر هذا البلد، وسيرة ملوكه، كيفما وأينما تأملت فيها، تجد فيها تختزل سيرة الأمة، وتروي حكاية صبرها، وثباتها على المبدأ، وشجاعة شعبه الوفي.
على مدار أكثر من مئة عامٍ، ومنذ تشكل هذا الوطن الكريم، برسالته، وبشرعيته، ومشروعيته، وملوكه الهاشميين، وشعبه الكريم، مدرك لما يحمله من مسؤوليةٍ، بأنه على ثغرٍ من ثغور أمتنا العربية، والإسلامية.
والأردن، تأسس وهو مدرك لأنه امتدادٌ طبيعي لمشروعٍ كبيرٍ، يحمل في مضامينه، المعدن النقي، معدن الحُكم العربي، بامتداده الشرعي، ومشروعيته، لذا فقد كانت الجغرافيا في هذا الوطن مسألة ثانوية، على اعتبار سمو الرسالة، وقيمها، وغاياتها، ومراميها، بأنّ هذا الوطن للعرب جميعاً، بمبدأ الحق.
فمنذ مرّت جيوش النهضة العربية عبر مدنه وحواضره، التحق بها أبناء هذا الوطن الكريم، مدركين، بأنّ نضالات العرب، قد توجت في هذه النهضة، وبأنّ قادتها الهاشميين، هم حملة التأسيس لنهضةٍ عربيةٍ جديدةٍ، بعد أنّ غاب العرب عن الفعل التاريخي لأكثر من سبعمئة سنةٍ، ومن هنا يجب أنّ ندرك أهمية هذه النهضة العربية، التي أسست خطاب الأردن المعاصر.
فنحن الصادقون بفعل وقول ودم ونخوة، وحاضرنا كماضينا صادق، وسيادتنا نصونها بالدم، أن اشتدت الريح.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-04-2024 10:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |