18-04-2024 12:15 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
تعلم ايران ان بقاءها في سوريا ولبنان مرهون بتفاهمات وتوافقات وأن العبث او الإخلال فيها سيكون ثمنه باهظا فهي (اي ايران )تعلم والكل يعلم انها لم تدخل سوريا وغيرها من المناطق التي تتواجد فيها بالمنطقة بحرب او بمعركة وإنما دخلتها محمولة على الاكف وأن خروجها إن هي خرجت عن طوع تلك الاطراف ذات العلاقة لن يكون امراً عادياً وأن اخراجها من المنطقة سيكون اقل ثمن .
التشابك والتداخل الايراني بكل أطيافه وأصنافه وصفاته وأشكاله الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية مع الحلف المتنفذ في هذه المنطقة لا يخفى على احد وانه ليس سراً او بحاجة الى بحث واستقصاء ، ولا بدّ ان لهذا اثر بالغ في العلاقة معه ابتداء ، ولكن ليس على حساب مصالح اطراف هذا الحلف باي حال من الاحوال ، إنَّ استيداع هذه المساحة الواسعة والبالغة الحساسية في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية بالذات وجعْلها في عهدة ايران لم يكن مرهوناً ايضاً بتفاصيل التداخل فيما بينهم فقط وانما وللحقيقة لان ايران دولة محورية في المنطقة ولها فيها اذرع وأدوات وقادرة على حماية نفسها ، دولة أيديولوجية لها تطلعات توسعية بعيدة المدى ربما اوسع بكثير مما تَوافَقَ عليه الفاعلون في المنطقة وان لها تطلعات واهداف جيوسياسية بدأت بتنفيذها دون الاعلان والإفصاح عنها وشاهِدُها هو التنفيذ الفعلي على الارض.
لم تُحمَل ايران على الاكف وتُسلَّم لها ارض الرافدين وسوريا ولبنان وغيرها من المنطقة العربية من اجل ان تقوم بمسرحيات ولا من اجل القيام باعمال بهلوانيه تسليةً لأهل هذه البلاد التي سُلِّمت لها ووضِعَت في عُهدتها فهي غير معنية ولا يهمها ان يرضى عنها أُمي في السياسة ( مثل حضرتي ) ولا بارع مُتبحِّر في السياسة يعرفها على حقيقتها ويعرف خفاياها ولا يملك من امره شيء ، بل منذ ان تَسَلَّمَتْها والى لحظتنا هذه كانت ولا زالت جدية بل في غاية الجدية بما قامت به من افعال وليس اقوال فهي تعمل بلا كلل ولا ملل على تنفيذ المخطط الذي يخدم مصلحتها ومصالح الاطراف الأخرى كما انها تُناور العالم ، تارة تنحني له وتُظهر الانصياع وتارة تُظهر القوة والصلابة والممانعة والمقاومة وكل هذا في سبيل تحقيق اهدافها ( الباطنية ) لانها دولة لها رؤية لا تقل عن رؤية الدول الاستعمارية التوسعية بكل الطرق الممكنة وغير الممكنه ولها اهدافها سواء المُرعب منها او الخفي وهنا يكمن الخطر !! وهنا يستوجب السؤال:
هل انضباطها وحسن سلوكها وضبطها للمنطقة كما أُريد لها سيكون حافزا لاعطائها مزيداً من المساحة والأراضي وتوسيع نفوذها اكثر ؟؟
هذه لا اقول ايام بل ساعات حاسمة ليس لمنطقتنا فحسب بل للعالم اجمع لأن ما يجري اليوم هو تاريخ جديد يُكتب وكل أركانه جديدة وغير مسبوقة ولا معهوده فلا مجال فيه لتمييعٍ لمَشاهدَ غاية في الخطورةِ يترتبُ عليها تغيير يتناسب وحجم هذه المشاهد الغير تمثيلية كما رأينا ما فعلته ايران منذ ايام ،فالمواقف الدولية مرهونة دوماً بالمصالح ، وحُسن القراءة لما يجري على الارض وما يدور في اذهان الذين لهم الكلمة واليد الطولى في مجريات الاحداث هي احدى اهم سبل النجاة لان حُسن القراءة ينتج عنها حُسن القرار وحُسن القرار ينتج عنه حتماً وبالضرورة النتيجة المثلى.
بكل الاحوال ايران الان على مفترق طرق حاسم ستظهر فيها الحقيقة كلها ، إما خروجها طوعا أو كرها من منظومةٍ دوليةٍ رَسَمَت مستقبلا للمنطقة بدأ تنفيذه منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن ، او اثبات انها دولة محورية قادرة على المواجهة والمحاصصة في المنطقة مع الدول المتنفذة فيها وتثبت انحيازها الى معسكر المقاومة والوقوف بوجه الاحتلال ، وتُثبِتُ انها غير منخرطةٍ بمخططات يُراد بها تدمير المنطقة
العربية وتقسيم المقسم فيها والذهاب بها الى المجهول ، الساعات القليلة القادمة حاسمة وكشف الحقيقة لن يطول .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-04-2024 12:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |