19-04-2024 06:04 PM
سرايا - رغم التأثيرات السلبية العديدة للتغيرات المناخية على كوكبنا، يبدو أن للأمر جانبا مضيئا فيما يتعلق بتأثيره على أنشطة الإرهابيين، وهو الأمر الذي تناولته دراسة حديثة مثيرة بالكثير من التفصيل.
تطرف الطقس يقود إلى تأثيرات فعلية على حالات التطرف الإرهابي، والتي يعاني منها العالم منذ زمن بعيد، إذ أشارت دراسة حديثة إلى وجود ارتباطات بين التغيرات المناخية المتمثلة في درجات الحرارة وهطول الأمطار والأنماط المتغيرة من النشاط الإرهابي في الهند.
وتشير الدراسة إلى أن التغير المناخي تسبب في تدهور أوضاع مناطق نائية كان الإرهابيون يلجأون إليها للاختباء، وهو ما يعني أنّ آثار التغيرات المناخية قد تمتد إلى سلوكيات بعيدة عن تفكيرنا.
ونُشرت الدراسة في «جورنا أوف أبلايد سيكيوريتي ريسرش» (Journal of Applied Security Research) في 26 فبراير/شباط 2024.
على خريطة العالم، نجد الهند في قارة آسيا، يُصنفها موقعها على أنها إحدى دول الجنوب، وهي بالمناسبة الدول الأكثر تضررًا من آثار التغيرات المناخية، على الرغم من عدم مسؤوليتها التاريخية فيها.
وقد شهدت الهند ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة فيها إلى مستويات قياسية خلال الفترات السابقة، إضافة إلى تسجيلها عددا كبيرا من حالات الإرهاب، وصل إلى 9096 حادثا إرهابيا خلال 20 عاما، وهي فترة الدراسة التي امتدت بين عامي 1998 إلى 2017.
لذلك، كانت الهند حالة مثالية لإجراء الدراسة.
حلل الباحثان البيانات المتاحة، ووجدوا أنّ التغيرات المناخية تؤثر في المناطق النائية التي كان يتركز فيها الإرهابيون، وجعلتها غير صالحة للسكن البشري، ما أجبرهم على الانتقال إلى مناطق أخرى بعيدة، إذ تُظهر البيانات أنّ مواقع الهجوم والتدريبات تتغير استجابة للتغيرات المناخية.
وتتجلى هذه التغيرات في النشاط الإهابي خلال أول 6 أشهر من كل عام؛ استجابة لارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية.
لكن مهلًا، ليس التغير المناخي فقط؛ هناك عامل آخر طرحته الدراسة وهو تزايد أعداد السكان في الهند، ما زاد التوسع الحضري ليسطوا على مناطق قريبة من مناطق الإرهابيين، والذين عادةً ما يبقون على مسافات بعيدة عن السكان.
وهذا أمر طبيعي في دولة مثل الهند، التي يزيد تعداد سكانها عن 1.4 مليار نسمة.
ولم تؤثر التغيرات المناخية على حركة الإرهابيين فقط، بل أظهرت البيانات التي حللها مؤلفا الدراسة أيضا أنها أثرت على مواسم النشاط الإرهابي.
ترتبط التغيرات المناخية بمناح كثيرة في الحياة ربما قد نتعجب منها، فالأمر لا يتوقف عند ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، هناك حسابات أخرى يجب اتخاذها في الحسبان، مثل الصحة والأمن الغذائي وحتى سلوكيات الإنسان.