20-04-2024 03:01 PM
سرايا - مهند الجوابرة - كشف الخبير العسكري واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار عن خفايا الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في المنطقة ، عقب استهداف الكيان الصهيوني لأهداف إيرانية باستخدام صواريخ ومسيرات كما فعلت إيران قبل أيام .
وقال أبو نوار لسرايا إن الجانبين لا يرغبان في اتساع دائرة الحدث ولا يريدان التصعيد أكثر مما جرى ، لافتاً إلى أن ما جرى حتى اللحظة لا يعدو كونه حفظ ماء وجه للجانبين الذي لم يقررا بعد أن تتحول المواجهة فيما بينهما إلى حرب مكتملة الأركان .
وأضاف بأن إسرائيل وجهت أمس الجمعة ضربة صاروخية لاستهداف عدد من المواقع الاستراتيجية في إيران للرد على الرد الإيراني قبل أيام ، لكن الصواريخ الإسرائيلية لاقت مصير نظيرتها الإيرانية ، حيث وقعت الصواريخ قبل أن تصل إلى إيران ، وبعضها وصل إلى أهدافه وسط تكتيم إعلامي كبير تمارسه إيران فيما يتعلق بالخسائر .
وبين لسرايا بأن إسرائيل استخدمت صواريخ من فئة أريحا القادرة على حمل رؤوس نووية في هجومها، وهي الصواريخ ذاات القدرة العالية والقادرة على إصابة أهدافها بدقة متناهية ، لكن استخدام الصواريخ من فئات أخرى أقل فعالية من صواريخ أريحا أدى إلى سقوطها على الحدود الإيرانية أو في بعض المناطق العراقية .
وأفصح أبو نوار عن نظام "خبيث" عسكرياً في الصواريخ الإسرائيلية التي استخدمت في الهجوم على إيران ، حيث تحمل هذه الصواريخ أهدافاً وهمية يتم إطلاقها في الأجواء لإيهام الرادارات الإيرانية بأن هنالك أهدافاً في السماء ، ليتم تفعيل منظومة الدفاع الجوي ومهاجمة هذه الأهداف الوهمية ، حيث تهدف هذه العملية إلى استنزاف منظومات الدفاع الجوي واستهلاك ذخيرتها على أهداف غير حقيقية .
ولفت إلى أن حديث إيران بعد الضربة الإسرائيلية بأن هذه الصواريخ عبارة عن "ألعاب نارية" يدل على أن إيران لا ترغب من جانبها بتصعيد الأمور أكثر ، ولا تحب أن تكون هي الطرف الذي يشعل فتيل حرب طويلة الأمد مع الجانب الصهيوني المشغول بحربه على غزة .
وأشار إلى أن أنظمة تشويش GPS ساهمت بشكل مباشر وواضح في تحويل مسار الصواريخ الإيرانية عن أهدافها ، إلا أن هذه الأنظمة لم تتمكن من تحويل مسار صواريخ أريحا في حالة الهجوم الإسرائيلي والتي استهدفت قاعدة عسكرية في تبريز ، إذ يوجد في هذه المنطقة بالذات منصات إطلاق صواريخ "شهاب" الإيرانية ، فيما تلتزم إيران الصمت تجاه خسائرها كما التزمت إسرائيل الصمت تجاه خسائرها عندما استهدفت إيران مطاراتها وقواعدها العسكرية بالصواريخ البالستية ، فيما لم يتم التأكد حتى الآن إن كانت الصواريخ الإسرائيلية قد ضربت القواعد العسكرية في تبريز أم لا .
ونوه أبو نوار إلى حقيقة أن الحكومة الأردنية فرضت كلمتها فيما يتعلق بحماية الأجواء الأردنية أمام أي جهة كانت، وأجبرت إسرائيل على احترام الأجواء الأردنية وتحويل مسار المسيرات والصواريخ ، إذ إن إسرائيل استخدمت الأراضي السورية لإرسال صواريخها ومسيراتها نحو إيران دون أن تعبر الأراضي الأردنية أو السعودية .
ولا يتوقع أبو نوار أن تتحول هذه المواجهات "العنترية" إلى حرب واضحة بين الطرفين ، حيث من المتوقع أن تستمر هذه المواجهات الجوية لغاية تدخل وسطاء ووقفها دون الإضرار أكثر في المنطقة .