بقلم : الدكتور شفيق علقم
اخي الانسان، اجعل التفاؤل والامل والحب وعمل الخير عنوان حياتك ، وحلق في عالم التفاؤل والامل ؛ وامنح الحب لكل الناس ؛ وازرع الخير في كل مكان ؛ وإياك اياك ان تفكر أو تصدق انك لا تستطيع على ذلك أو أنك كبرت في السن وهرمت ! فما جسدك الا وعاء وضعت فيه روحك ، وهذه الروح لا تشيب ولا تشيخ ، فهي من عالم آخر ؛ وما الجسد الا وعاء والروح فيه موجودة في كل الجسد من الرأس إلى الأظافر تسير فيه الروح كما تسير الكهرباء في الأسلاك، والروح تحمل البدن وليس العكس ، بدليل ان الروح ان فارقت البدن وقع البدن جثة هامدة لا قيمة لها .

والروح لا تشبه عالمنا بشيء ولا يعلمها إلا الله سبحانه ، إذ قال جل شانه: (ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا) "الاسراء:٨٥" فاياك اياك ان تحبس روحك في إطار جسدك ؛ بل حلق في عالم التفاؤل والامل، وثق بالله في كل خطوة تخطوها ، ساعد الجميع وامنح الحب وازرع الخير والتفاؤل في كل مكان.

يقولون " لا راحة لمؤمن الا بلقاء ربه" كثير منا يفهم هذه العبارة خطأ إذ لا يشترط ان يكون اللقاء بعد الموت. فالتعلم لقاء ، والذكر لقاء ، والتفكر لقاء ، والصلاة لقاء، وقراءة القرآن لقاء، والصدقة لقاء، والمناجاة لقاء، وقيام الليل لقاء، وبر الوالدين لقاء، وزيارة المريض لقاء، والادب مع الناس والتودد اليهم لقاء، وتفريج كربات المؤمنين لقاء، فهل ندرك كم فرصة لقاء! فالناس للناس ما دام الوفاء بهم بعض لبعض وان لم يشعروا خدم.

وعمل الخير هو كل فعل يصدر من الانسان بهدف اسعاد الآخرين ومساعدتهم دون انتظار اي رد أو مكسب مادي أو كلمات شكر. ان عمل الخير من احب الأعمال التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد حثنا سبحانه على ذلك ووعد فاعل الخير بالثواب العظيم والمنزلة الرفيعة في جناته سبحانه. قال تعالى(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) الزلزلة:7" وقال سبحانه( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) " ال عمران:104" صدق الله العظيم.