21-04-2024 08:20 AM
سرايا - "أحن إلى خبز أمي".. ربما تعتبر تلك القصيدة هي أشهر قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، بعد أن تحولت القصيدة نفسها إلى أغنية شهيرة، لحنها وغناها الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة، لتعبر بدورها عن هم المواطن العربي المشتاق لأهله وأمه في خضم الحروب.
ولكن.. هل كان يدرك درويش نفسه مدى الشهرة التي قد تصل إليها قصيدة عندما كتبها، الحقيقة لا.. هي لم تكن قصيدة في الأساس، بل كانت اعتراف شخصي من درويش لوالدته، التي زارته في سجنه، ورأى على ملامحها الهم والألم عليه.
يحكى درويش تفاصيل الواقعة، فيقول: "عندما كنت في السجن زارتني أمي وهي تحمل الفواكه والقهوة، ولا أنسى حزنها عندما صادر السجان إبريق القهوة وسكبه على الأرض.. ولا أنسى دموعها.. لذلك كتبت لها اعترافا شخصيا في زنزانتي على علبة سجائر أقول فيه: "أحنُ إلى خبز أمي.. وقهوة أمي.. ولمسة أمي.. وتكبر فيَ الطفولة.. يوما على صدر أمي.. وأعشق عمري لأني.. إذا مت.. أخجل من دمع أمي"، وكنت أظن أن هذا اعتذار شخصي من طفل إلى أمه، ولم أعرف أن هذا الكلام سيتحول إلى أغنية يغنيها ملايين الأطفال العرب".