22-04-2024 09:36 AM
سرايا - عاد وزير الأمن القوميّ في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، الإرهابيّ إيتمار بن غفير إلى الواجهة السياسيّة بعدما تعرّض لانتقاداتٍ واسعةٍ من داخل الحكومة عقب تعليقاته على أحداث إيران واستخفافه بحجم الرد واصفًا ذلك بــ”المسخرة”، خلافًا لموقف تل أبيب التي لم تصدر أيّ تعليقٍ علنيٍّ على الواقعة.
وعلى الرغم من مطالبة وزراء من الحكومة بتوبيخه من قبل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فإنّ الأخير لم يجرؤ على ذلك، لأنّه يعلم بأنّ ذلك قد يُزعزع حكومته المتزعزعة أصلاً، إذْ أنّ انسحاب بن غفير، وهو الذي أُدين مرتيْن بمحكمةٍ إسرائيليّةٍ بتهمٍ تتعلّق بالإرهاب، يعني سقوط حكومة نتنياهو السادسة، الأمر الذي دفع العديد من المُحلِّلين الإسرائيليين إلى القول الفصل إنّ بن غفير هو الحاكم الفعليّ لدولة الاحتلال.
جسّد إيتمار بن غفير (48 عامًا)، وعائلته مُستجلبة من إقليم كردستان بالعراق، ويسكن قرب مدينة الخليل المُحتلّة، جسّد بعد وصوله إلى منصب وزير الأمن القومي، ظاهرة حلّت محل حركة (كاهانا)- كاخ، ذلك أنّه تبنّى أفكارها ومشاريعها التي تحضّ على العنف والعنصريّة المفرطة في الكيان المؤقت، كما أنّه ينطق بخطاب الحركة، ويدعو إلى تطبيق ونشر رؤيتها. فرغم أنّ الكاهانيّة لم تعد موجودة بشكلها القديم، لكن لا يزال لديها تأثير أيديولوجي عميق على المجتمع الإسرائيليّ.
ومن أبرز مشاريع بن غفير، مقترح قانون إعدام منفّذي العمليّات الفلسطينيين الذي طرحه بالفعل أمام الكنيست. آنذاك، قال بن غفير في حديث لصحيفة (إسرائيل هيوم) العبرية: “عقوبة الإعدام للإرهابيين هي الأمر الأخلاقي والمنطقي والمطلوب الآن. لا يوجد سبب في العالم لأنْ يواصل حثالة البشر الذين يقتلون العائلات ويقتلعون حياتهم رؤية النور، أوْ يتّم إطلاق سراحهم في صفقات لتحرير الإرهابيين. لن تقلل هذه العقوبة من الدافع وراء تنفيذ هجمات إرهابية فحسب، بل ستمنع أيضًا الأحلام بصفقات الخطف”.
ويعرب بن غفير عن اعتقاده بأنّ الحل الأنسب للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو إعادتهم للوضع الذي كانوا عليه قبل اتفاق أوسلو، دون سلطة تمثلهم أوْ تدير شؤونهم، والاعتراف بأنّ هذه الأرض هي أرض دولة (إسرائيل) اليهودية، وإلّا فإن عليهم أنْ يرحلوا.
كما يدعو إلى حظر الزواج المختلط بين اليهود والأغيار، أي غير اليهود. وإلى تجريد العرب من الجنسية الإسرائيليّة.
وطرد أعداد كبيرة منهم كلّما أمكن ذلك. بل ووعد المتطرّف الصهيوني بإنشاء وزارة لتشجيع هجرة المواطنين الفلسطينيين الأعداء من (إسرائيل).
يُعارض بن غفير، مثل معظم اليمين الإسرائيلي، إنشاء دولة فلسطينيّة مستقلّة، كما تعهّد أيضًا بتفكيك السّلطة الفلسطينيّة، مع الرفض المطلق لفكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين.
استفاد بن غفير من إحباط التيار الديني المتطرّف من الأزمة السياسية الإسرائيليّة، التي أحدثت فراغًا في اليمين بعد انهيار حزب “يمينا” بزعامة نفتالي بينيت. وركّز خطابه على مواجهة ما يُسمى بـ “العنف العربي”، فكسب في صفِّه غالبية الشارع المتدين.
شهد السّياسي المتطرّف غالبيّة التوترات مع الفلسطينيين، وأشهرها حملة تهجير سكان حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة. وفي القدس أيضًا دعا بن غفير جنود الاحتلال إلى استخدام الذخيرة الحية مُلوِّحا بمسدسه.
يرفض بن غفير الاعتراف بفلسطين، كما يرفض تمثيلهم بأي شكل من أشكال السلطة، ووفي حديث صحافي قُبيل الانتخابات، قال: “لا يوجد شيءٌ اسمه دولة فلسطين. ولا سلطة حكم ذاتي”، مؤكدًا أنّه يرفض أنْ يكون للشعب الفلسطينيّ في الضفة الغربية وقطاع غزة أي سلطة تمثله، كما يرفض إلحاقهم بدولة (إسرائيل) والسماح لهم بالتصويت في الكنيست.
يشارك بن غفير في برامج تلفزيونية شهيرة، تلقى متابعة واسعة من قبل الإسرائيليين، يستخدم فيها خطابًا عدائيًا وعنيفًا، ويقول: “نحن اليهود الأقوى والأحسن وسنقمع العرب”.
وقد استطاع، بعد ثلاث محاولات فاشلة، من الفوز في الانتخابيات البرلمانية التي جرت بداية شهر آذار من العام 2021 إثر قيادته لتحالف يضم أحزابًا صهيونية ودينية، وفوزه كان بمثابة رسالة واضحة مفادها أنّ التعايش بين اليهود والعرب قد انتهى، إذ أنّ وجوده في البرلمان الإسرائيليّ عزز فكرة العنف الذي تمارسه مجموعات يهودية صغيرة وعنصرية على الفلسطينيين ومبدأ الإفلات من العقاب، وقد صرح بالقول “يجب إزالة أعداء (إسرائيل) من أرضنا”، في إشارة للفلسطينيين عامة.
وسبق أنْ نظم بن غفير مسيرات في الداخل الفلسطيني، أبرزها اقتحامات لمدن كفر قاسم والناصرة وأم الفحم ووادي عارة، دعا خلالها إلى تهجير عرب 48، واعتبرهم قنبلة موقوتة، تشكل خطرًا على يهودية (إسرائيل).
ويغذّي شعبيته، بأوساط تيار معسكر اليمين والمستوطنين، عبر المسيرات الاستفزازية، والدعوات إلى طردهم مما يسميها أرض (إسرائيل)، فهو عرّاب التحريض الدموي ضد الفلسطينيين، والذي تسبب بتضاعف اعتداءات المستوطنين.
وكانت قد حذّرت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة من أنْ يقود إرهاب المستوطنين المتنامي، إلى تفجير الأوضاع بالضفة الغربيّة، وخاصّةً في المناطق المُحاطة بالمستوطنات.
وفي الختام وَجَبَ التأكيد أنّ شعبية الإرهابيّ بن غفير ترتفع من يومٍ لآخر، بحسب الاستطلاعات التي تُنشَر في (إسرائيل)، الأمر الذي يُدلِّل على أنّ ظاهرة بن غفير ليست عابرةً، بل متجذرةً في المجتمع الصهيونيّ.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-04-2024 09:36 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |