23-04-2024 08:12 AM
سرايا - من الغطاء الجليدي في غرينلاند إلى إزالة الغابات في الأمازون، يسلّط بينالي البندقية للفن المعاصر الضوء على هشاشة الكوكب وعلاقة الإنسان بالطبيعة، ضمن أعمال فنية تُعرض خلال هذا الحدث الدولي المستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
استخدم الفنان الياباني يوكو موهري أدوات وأغراضا منزلية بسيطة ليبتكر عملا فنيا يركّز على مسألة الحد من تسرب المياه في محطات مترو طوكيو، وهي مشكلة ناجمة عن الفيضانات والزلازل الكثيرة التي ضربت العاصمة اليابانية.
ومن خلال أغراض بسيطة كعبوات بلاستيكية ودلاء وأنابيب ثُبّتت لجمع قطرات الماء، لكن دون جدوى، ركّز الفنان على ما يمكن للبشر ابتكاره لمكافحة التحديات التي تواجه الكوكب.
وربط الفنان فاكهة متحللة بأسلاك كهربائية تتحكم في آلية صوت من خلال ضبط درجة الرطوبة، في عمل يجذب مختلف حواس الزائر.
وقال أمين الجناح الياباني سوك كيونغ لي إن "هذا العمل الفني يهدف إلى إبراز قدرة الابتكار البشري على أن يحمل آمالا ويجد حلولا عندما تكون حياتنا مليئة بأمور دقيقة".
ولتسليط الضوء على أنّ التهديد المناخي مسألة عالمية، جمع الفنان مواده من أسواق السلع المستعملة في البندقية، المنطقة التي طالتها أيضاً فيضانات.
ويركّز جناح الدانمارك على أعمال المصور إينوتيك ستورتش من خلال 6 سلاسل، بينها "سينتهي الربيع قريبا" ("Soon Will Summer Be Over") الذي يُظهر آثار التغير المناخي والتحضر وتقاليد الصيد في أقصى شمال غرينلاند.
وفي العمل مشاهد تم تجاهلها من الحياة اليومية، تنطوي على مشاعر بالحنين في هذه المنطقة النائية حيث لا تغرب الشمس مطلقا في الصيف.
والصور الفوتوغرافية الملونة أو بالأبيض والأسود والتي تمزج بين الأرض والسماء والغطاء الجليدي، تعيد تذكير الزوار بدورة الفصول وهشاشة القطبين.
وقالت أمينة الجناح ومؤرخة الفن لويز فلترز، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إن "الاحترار المناخي هو السبب الكامن وراء هذه النتائج".
وتابعت "تؤشر السلسلة الخاصة بمنطقة كاناك، إلى أن الصيادين باتوا عاجزين عن ممارسة أساليب الصيد التقليدية، بسبب التغير المناخي وذوبان الجليد والظواهر المناخية الحادة".
عند مدخل الجناح البرازيلي، يصادف الزوار كومة كبيرة من التربة على جوانبها جذور كسافا ودرنات، وفي أسفلها بذور منثورة ترمز إلى مختلف أشكال الحياة: الأوردة البشرية وعصارة الأشجار والأنهر البرازيلية المرئية من السماء.
وفي أعلى العمل الفني جهاز تلفزيون قديم يظهر امرأة تتوجه إلى المشاهدين بالقول "أنتم لم تتعلموا من أخطائكم، وإزالة الغابات مستمرة خدمة لأشخاص عديمي الضمير".
من خلال هذا العمل الفني، أرادت الفنانة والناشطة المنتمية إلى السكان الأصليين أوليندا توبينامبا طرح مسألة "التوازن بين البشر" وعلاقتهم بالكوكب من أجل "التفكير عالميا في المشكلة البيئية"، على ما قالت لوكالة الصحافة الفرنسية.
"يزن قلب زرافة موضوعة في الأسر 12 كيلوغراما".. هذا هو عنوان مشروع تعاوني من جمهورية التشيك، يتناول المصير المشؤوم للزرافة "لينكا" التي وضعت في الأسر بكينيا عام 1954 ليتم نقلها إلى حديقة حيوانات براغ، حيث لم تعش سوى عامين.
من خلال هذا العمل الفني، أرادت الفنانة التشيكية إيفا كوتاتكوفا إعادة إنشاء أحشاء الزرافة وهيكلها العظمي، لتبرز للزائرين مسألة العلاقة بين الإنسان وبيئته والعنف الذي يمارس على الحيوانات.
وأوضحت أن عملها يهدف أيضا إلى إثارة في النفوس التساؤل التالي "ما دورنا في هذه القصة؟".
ويتلاقى هذا العمل مع العنوان الرئيسي للدورة الـ60 من بينالي البندقية "الأجانب في كل مكان". ويشارك في هذا الحدث الدولي 90 بلدا.