24-04-2024 09:09 AM
بقلم : د. مرام أبو النادي
اتهامات التراخي وعبارات العنونة التي تطال جيل الشباب والنشء- فالبعض يراهم مقصرا بحق نفسه وواجباته تجاه الآخرين ووطنه- هي اتهامات باطلة؛ وإن جيء بالأدلة التي تعتبر قرائن مادية بحيث نراها ونلمسها في واقعنا، كحجة استخدامهم للتطبيقات التكنولوجية الحديثة، أو اختزالهم للأعمال بحيث تكون موفرة للوقت وحتى الجهد، أو اتجاهاتهم الفكرية التي لا تتطابق مع النموذج الذي يفترض أن ينهج الشباب نهجه وعلى الأغلب يكون هذا الأنموذج ممثل السلطة في الأسرة وغيرها من الأدلة؛ فكل ما تقدم تعتبر أدلة ضد من يشهرها في وجه الشباب وإرادتهم الحرة؛ لسبب واحد يمكن طرحه على هيئة السؤالين الآتيين: هل تخيلت نفسك وأنت تعيش شابا في جيل هؤلاء الشباب؟ وماذا لو عشت في زمن شبابك وقد أوتيت من وسائل العيش ما يعيشه به هؤلاء الشباب؟
من المؤكد أن الإجابة عن كل سؤال لن تحمل أي معنى من معاني العزلة والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يكون مصدر راحة لنا؛ بالتالي ما نرى فيه إدانة لنمط حياة أبنائنا بالأدلة السابقة هو ذاته ما سنفعله إن كنا مكانهم. الجيل الشاب يعيش معكم يسمع كلماتكم ويتأثر بنظراتكم، كي لا تزيد الهوة فهم يحتاجون إلى بيئة آمنة؛ فقد يكون الخوف من التعبير عن آراء مختلفة أو الانتقاد عائقًا يعوق الالتقاء بوجهات النظر، فنراهم يزيدون بعدا. التقييدات الاجتماعية والثقافية مصيدة ستمنعهم من التعبير عن أفكارهم؛ الجيل الشاب يمتلك مهارات عقلية تمكنّه من أن يقيّم الموقف ولديه الشجاعة ليخوض التجربة؛ ولكنه قلق على مشاعر من يكبل عقله، فلا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-04-2024 09:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |