24-04-2024 09:26 AM
بقلم : أحمد الحوراني
حلَّ سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت يوم أمس ضيفًا عربيًا مقدرًا على المملكة الأردنية الهاشمية في زيارة تاريخية تلبية لدعوة من أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهي الأولى منذ تولي سموّه مقاليد الحكم في البلد الشقيق في كانون الأول من العام الماضي بعد وفاة سلفه سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ومما لا مجال للاختلاف فيه هو الحقيقة الماثلة التي أكدتها سنوات العلاقة الطويلة والتاريخية الممتدة التي تجمع عمان والكويت برغبة واضحة تتفق عليها العاصمتان إزاء مجمل قضايا المنطقة العربية على وجه الخصوص، فضلًا عن حجم التوافق في الرؤى والطروحات التي تترجم في دلالاتها ما يجمع البلدين من قواسم مشتركة لا تقبل القسمة إلا في إطار واحد يتمثل في حشد الدعم والتأييد لمناصرة تلك القضايا الملحة التي تتصدرها قضية فلسطين بلا أدنى منازع.
الملك عبدالله الثاني وعلى امتداد مسيرة حكمه أولى العلاقات العربية العربية اهتمامًا بالغًا ترجمة لرؤيته بأهمية هذا العلاقات الرامية إلى تفعيل وتعظيم العمل العربي المشترك وبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية، وفيما يتعلق بالكويت على وجه الخصوص فقد احتلت مرتبة متقدمة على أجندة جلالته الذي كان دومًا مقدرا لمواقف هذه الدولة العربية تجاه المملكة الأردنية الهاشمية، ولقد عبّر جلالته عن ذلك بأكثر من مناسبة وقام بزيارات عديدة التقى خلالها أمراء الكويت وكبار رجالاتها والمسؤولين فيها، وكانت الزيارة الأولى في أيلول من العام تسعة وتسعين أي عقب تسلم جلالته سلطاته الدستورية ثم أتبعها بزيارات عديدة، يضاف إلى ذلك حضور جلالته للقمة العربية التي عقدت في الكويت في آذار من العام ألفين وأربعة عشر.
يوم أمس كانت للزيارة أبعاد ودلالات على قدرٍ عالٍ من الأهمية لأكثر من سبب، أبزرها أنها شكلت فرصة أمام الزعيمين للتباحث حول التطورات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة العربية خاصة في ظل تداعيات خطيرة فرضتها وما زالت تلقي حرب غزة بظلالها وآثارها المدمرة، وهنا كان واضحًا اتفاق الملك وسمو الأمير على ضرورة التوصل إلى حل أولى مؤشراته تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته السياسية والإنسانية والأخلاقية لإيقاف الحرب ومن ثم الانتقال إلى مواصلة السعي الجاد إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران سبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية.
المملكة الأردنية الهاشمية والكويت، عينان في رأس الأمة العربية، وقلب واحد في جسد الأمة، يجمعهما وعي مشترك، ورؤية حكيمة وعمل متفانٍ يتجاوز كل المصالح الضيقة، ويقفز على الصعاب والتصنيفات ومحاولات الكيد التي ليس لها طائل، وهذا هو الواقع المبشّر بالخير بين بلدين وقيادتين وشعبين، تربطهما علاقة تاريخية أقوى من التقارب الجغرافي، إلى مصير مشترك، يظل ـ كما كان ـ هو الأبرز في العلاقات العربية- العربية.
إن قيادة عربية حكيمة طرفاها جلالة الملك عبد الله الثاني وأخوه سمو الشيخ مشعل الصباح، هي قيادة أكدت الوقائع وتؤكد أنهما ـ دون منازع حريصان على المصلحة العربية، والحفاظ على المقدرات الوطنية والمكتسبات بتعقلٍ ودون تفريطٍ في الثوابت العربية والقومية والإسلامية.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-04-2024 09:26 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |