بقلم : د. زيد ابو جسار
اركان الاسلام خمس ,الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم وحجج البيت ,الشهادتين والصلاة موجبات على الجميع لدخول الاسلام ,فالشهادتين من شروط دخول باب التوحيد لهدايته ,وللصلاة كتاب موقوتا ,بخلاف وجوب حد للنصاب على الزكاة ,والكفارة على الصيام,ووجوب الاستطاعة للحج.........
الشهادتين في الاسلام ,هما شهادة ان لا اله الا الله ,شهادة العقل بكل معانيها ,بما مكن العقل من تدبر وتفكر في هذا الكون ودقة نظام خلقه ,والتوصل الى وحدانية خالقه في الكون وتكوينه وفي نفس الانسان ,وتوصله الى اعجاز اخبار اياته المذكورة في كتابه تعالى ,حيث يستدل العقل ان كل ايات الخلق في الكون وتكوينه متطابقة مع كل ما يشاهده ويتوصل اليه العقل ,مما يدل على وحدانية صانعه سبحانه وتعالى ,كما ان شهادة ان محمد رسول الله ,الذي بعث رحمة للعالمين ,يجد ان الهداية هي رحمة للإنسان ,لأمنه وأمان سلامته ,لترابطه,لبناء حضارته في مشاركة سبل الحياة ,في الصدق ,في تجارته,وحفظ كرامته ,هداية تشمل كل المعاملات ,والحقوق والأخلاق وحياة الانسان ,وربطها بالعبادة ,وشروطها التواضع والإخلاص لوجه الله تعالى,حيث يدرك العقل ان كل ما جاء في الهداية هو خير للإنسان ,ومتطابق مع فطرة الانسان وهداية النجدين ...............
الاسلام طريق العقل للإيمان ,اذ يتوجب على الانسان ان يشهد بوحدانية الله تعالى ,من خلال وعي عقلة الذي قدر له الله تعالى كل الصفات العظيمة ,فالتفكر بقدراته وحدها توجب معرفة عظمة خالقه ,فالإسلام لا يورث بالانتساب ,انما تورث علوم معرفته ,والتفكر في خلق الكون وادارت تكوينه ,حيث تبنى الشهادتين على اليقين,لتطمئن القلوب وتسكن خاشعة مؤمنة بخالقها ,متطهرة من كل انواع الشرك ومتطهرة بالاستغفار من كل الذنوب حيث يتوصل الانسان لدرجة فلاحه بالإيمان بشهادة الصلاة في الدنيا والآخرة ...........
نداء الاذان للصلوات الخمس ,تذكيرا للإنسان بحثه على تجديد الشهادتين مما يدل على ابقاء التفكر ووعي الانسان من الغفلة , سبقها تكبيرات تذكر الانسان بتجديد على ما شهد به العقل ,على شهادة التوحيد وهدايته ,ليصلي صلاة المؤمن ,ليفلح بتكبيرات القلوب ,بعدما اطمئنت بلا اله الى الله ,,بعدما كبرت شهادة العقول بها ............
الله اكبر فيها الاطمئنان ,والقوة والولاء والتوكل والتذكير ,فهي عنوان شخصية المؤمن ,في الحياة الدنيا ,في تعامله وقضاء حوائجه,فالله تعالى هو مسبب الاسباب ,والامر بيده ,هو النافع والضار , الله اكبر المعرفة الحقيقية لحقيقة الدنيا ,والخلاص من زيف همومها ولهوها ,الله اكبر تهدئة للنفوس وعزتها من الذل والجبن والخوف والتمسكن الله اكبر تصغر الامور وتسهلها ما دام يصدق الله تعالى قائلها بيقينها بأنه هو تعالى ويصغر ويهون وييسر الامور له ...................

د. زيد ابو جسار