28-04-2024 08:44 AM
سرايا - بات معلومًا للجميع الآن، أن صحة الأمعاء يجب أن تأتي في مقدمة أولويات كل فرد. لأنها لا تؤثر فقط على صحة الجهاز الهضمي، وإنما لها تداعياتٌ كبيرة على باقي أعضاء وأجهزة الجسم؛ ويمكن للخلل في صحة الأمعاء أن يظهر على شكل أعراضٍ وعلامات تحذيرية لا ينبغي تجاهلها، بل من المحتم معرفة أساس المشكلة وحلها عن طريق العديد من الوسائل، أولها إحداث بعض التغييرات في نمط الحياة.
فالكثيرون يهرعون عادةً للأدوية والعلاجات الطبية في حال واجهوا مشكلةً في الهضم أو الحرقة أو الإمساك وغيرها؛ وبالرغم من نجاعة هذه العلاجات في بعض الحالات، إلا أن الإفراط في تناولها أو عدم تنظيمها وأخذها بشكلٍ صحيح، يمكن أن ينعكس سلبًا على صحة الجسم ككل. وكلنا يعلم خطورة المضادات الحيوية والمسكنات على المدى الطويل، وما يمكن أن تُلحقه من ضررٍ وأمراض للجسم.
الأمعاء الصحية أساس الحياة الصحية
فليكن هذا شعاركِ عزيزتي في كافة الأوقات ومناحي حياتكِ، وكذلك الأمر بالنسبة لأحبتكِ وأطفالكِ ممن يحتاجون للبدء بالاعتناء بصحة الأمعاء من عمرٍ مبكر.
لا ترتبط صحة الأمعاء بجهازكِ الهضمي فقط، وإنما تؤثر بشكلٍ واضح على بقية الجسم، الذي تظهر عليه علامات تحذرك من وجود مشكلة، وتشكل مؤشرا على ضرورة إجراء تغييرات.
أشار موقع "سكاي نيوز عربية" نقلًا عن الدكتور سمير سانغفي، الطبيب العام ورئيس التكنولوجيا السريرية في LloydsPharmacy Online Doctor، أن صحة الأمعاء مهمةٌ للأسباب التالية:
نحو 70% من الخلايات المناعية تتواجد في الأمعاء.
إن البكتيريا الموجودة في الأمعاء، تُسهم أيضًا في إنتاج بعض الفيتامينات الضرورية مثل فيتامين ب12 المسؤول عن إفراز المواد الكيميائية في المخ، والتي تؤثر بشكلٍ كبير على الحالة المزاجية ومنع الاكتئاب.
ما يعني أن عدم توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء كما يجب، يمكن أن يُضعف استجابة الجسم المناعية وهو ما قد يُعرَض الجسم والحالة النفسية لتأثيراتٍ سلبية عديدة.
ترطيب الجسم في الصيف ينعكس إجيابًا على صحة الأمعاء
وهو ما يطرح السؤال التالي: ما الذي يؤثر على صحة الأمعاء؟
كما أسلفنا، فإن الإكثار من تناول الأدوية والمضادات الحيوية يمكن أن يُغيَر من طبيعة الأمعاء ويعيق إنتاج البكتيريا الجيدة التي يجب أن تكون بمستوياتٍ معينة. ويؤكد سانغفي هذا الأمر مشيرًا إلى أن تنوع البكتيريا المتوازنة والموجودة في الأمعاء هو المفتاح الأساسي لتعزيز صحة الأمعاء.
في حين أن عوامل أخرى حياتية وغذائية، يمكن أن تنعكس سلبًا على صحة الأمعاء وتُحدث خللًا في توازن البكتيريا فيها. منها تزايد مستويات الإجهاد والتعب، قلة النوم، النظام الغذائي غير الصحي والذي يتضمن الكثير من الأطعمة المُعالجة، فضلًا عن تناول المضادات الحيوية بكثرة.
هذه العوامل قد تُسبَب خللًا كبيرًا في صحة الأمعاء يجعلها لا تعمل بصورةٍ صحيحة، وهو ما قد يُصيبك بالمرض.
تعزيز صحة الأمعاء في الصيف
ها هو فصل الصيف يقترب، ومعه تقترب مشكلاتٌ عدة لها علاقة بالطقس أو بنمط الحياة الخامل والمعتمد بشكلٍ أساسي على الأطعمة الجاهزة؛ ولا ننسى الجفاف الذي يمكن ن يتطور لحالاتٍ صحية شديدة في حال عدم معالجته من البدء.
ففي الصيف، يصبح الجسم أكثر عرضةً للجفاف؛ الأمر الذي ينعكس سلبًا على صحة الجسم ككل وصحة الأمعاء والجهاز الهضمي بصورةٍ خاصة. لذا من الضروري اتباع بعض النصائح المهمة التي تحمي أمعائكِ من تداعيات الجفاف، لتبقى قادرةً على القيام بوظائفها الحيوية كما ينبغي.
5 نصائح أساسية أوردها موقع "العربية.نت" نقلًا عن موقع Health Shots، كفيلةٌ بتحسين وتعزيز صحة أمعائكِ على النحو المطلوب، وهي كالآتي:
تناول الألياف
الخضروات والفواكه غنية بالألياف الضرورية لعمل الأمعاء في فصل الصيف
لا يكفي أن نتناول الألياف بصورةٍ اعتيادية، بل يجب أن نُركَز عليها بشكلٍ كبير كونها تساعد في تعزيز صحة الأمعاء وحركتها. وتُعد الألياف نوعًا من أنواع الكربوهيدرات وهي من المغذيات الكبيرة التي تزيد وزن وحجم البراز، كما تساعد على تليينه. ويمكن للألياف المساهمة في تنظيم حركة الأمعاء بانتظام وتدعيم صحة الجهاز الهضمي ككل.
هناك العديد من الأطعمة الغنية بالألياف والتي يمكنكِ التركيز عليها في نظامكِ الغذائي اليومي، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات. كما أن بعض المكملات الغذائية الغنية بالألياف يمكن أن تساعدكِ في حل مشكلة الإمساك، لكن ينبغي لكِ تناولها بناءً على توصية الطبيب أو خبير التغذية الخاص بكِ، كون الإكثار من الألياف يمكن أن يعود عليكِ بنتيجةٍ عكسية.
التركيز على البروبيوتيك تناولي الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك كالزبادي لتعزيز صحة الأمعاء في الصيف
اشتهرت البروبيوتيك Probiotics بفوائدها الصحية العديدة للصحة والجسم بشكلٍ عام، وللجهاز الهضمي بشكلٍ خاص. ويشير مصطلح "بروبيوتيك" إلى بكتيريا حية نافعة،تتواجد في بعض أنواع الأطعمة والمشروبات والمكملات الغذائية، وتشبه هذه البكتيريا المفيدة،تلك البكتيريا النافعة التي تتواجد بصورةٍ طبيعية في جسم الإنسان.
وتُسهم البروبيوتيك في البكتيريا النافعة في الجسم، وتعزيز وظائفها المهمة؛ مثل الحفاظ على الحركة الطبيعية للأمعاء، وإتمام عمليات الهضم، وامتصاص العناصر الغذائية، وتعزيز مقاومة الجسم ضد التقاط العدوى، فضلًا عن ضمان توازن ميكربيوم الأمعاء.
يمكنكِ الحصول على كمياتٍ مناسبة من البروبيوتيك من مصادر غذائية عدة، مثل الزبادي والكفير والكيمتشي واللبن والمخلل والكومبوتشا.
تجنب الكافيين
نعلم عزيزتي أن القهوة ضروريةٌ وأساسيةٌ في الصباح لتعزيز نشاطكِ واستيقاظكِ؛ لكن من الضروري التنبيه دومًا لمخاطر الإكثار من تناول الكافيين في القهوة أو الشاي وغيرها من المشروبات. فهذا الإكثار يمكن أن يؤدي إلى تهيَج بطانة الأمعاء وتعطيل عملية الهضم.
لذا وحرصًا على صحة معدتكِ وأمعائكِ من أي اضطرابات في الصيف، تقليل الاستهلاك اليومي للكافيين والاكتفاء بكوب أو اثنين في اليوم الواحد. وكبديلٍ صحي، ينصحكِ خبراء الصحة باستبدال القهوة بالشاي الأخضر أو شاي الماتشا.
شرب الماء بكمياتٍ كافية
الترطيب هو الأساس للصحة والجمال، ولا يتحقق سوى بشرب الكثير من الماء خاصةً في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة. ويُعد شرب الماء بكمياتٍ مناسبة أمرًا حيويًا وضروريًا لعمل الجهاز الهضمي بشكلٍ مثالي؛ إذ أن ترطيب الجسم يزيد من تكسير الأطعمة وتسهيل هضمها، ما يحول دون الإصابة ببعض مشكلات الجهاز الهضمي الشائعة كالإمساك والحرقة والانتفاخ.
وإضافةً إلى الماء العادي، يمكنكِ التركيز على الأطعمة الغنية بالماء أيضًا مثل الخيار والبطيخ والبرتقال؛ كما أن ماء جوز الهند وشاي الأعشاب من الخيارات الجيدة لترطيب الجسم في الصيف وتحسين صحة الأمعاء.
تناول الكركم
لقد تمَ التعرف على الفوائد الصحية للكركم قبل مئات السنين عن طريق الطب الصيني والهندي القديم؛ واليوم يتوجه الكثيرون نحو هذا النوع من التوابل القوية لجني تلك الفوائد.
يمتاز الكركم بقدرةٍ فائقة على محاربة الالتهابات، وبالتالي فإن تناوله بانتظامٍ وبكمياتٍ مناسبة يمكن أن ينعكس إيجابًأ على صحة الأمعاء. إذ يحتوي الكركم على الكركمين، وهو مُركَب نشط يعمل على تقليل الإلتهاب في الأمعاء وتخفيف بعض أعراض أمراض الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي IBS. وغالبًا ما ينصح خبراء الصحة والتغذية بإدخال الكركم ضمن الوجبات اليومية، كالأطباق الرئيسية والحساء وحتى مع الحليب (مزج الحليب العادي مع الكركم يمنحكِ الحليب الذهبي) والعصائر وغيرها؛ لتعزيز وتحسين صحة الأمعاء على الدوام، وبشكلٍ خاص خلال فصل الصيف.
في الختام، يمكن القول أن صحة الأمعاء تمتد من المعدة إلى أعضاء الجسم كافةً وصولًا إلى الدماغ وتحسين الحالة المزاجية؛ وكل ما يُعيق عمل هذه الأمعاء ويؤثر على صحتها ونشاطها، ينبغي تجنبه أو إلغاؤه من حياتنا. في المقابل، فإن التركيز على تعزيز صحة الأمعاء خاصةً في فصل الصيف، سوف ينعكس إيجابًا على صحة الجسم ككل ويجعلنا ننعم بصيفٍ هانئ وجميل دون أي مضاعفاتٍ صحية ومشكلاتٍ في الجهاز الهضمي.
لذا احرصي عزيزتي على تطبيق النصائح التي ذكرناها أعلاه في نمط حياتكِ اليومي، للحفاظ على صحة الأمعاء أولًا، وتدعيم صحتكِ بصورةٍ عامة خلال هذا الفصل الحار.