28-04-2024 11:46 AM
بقلم : هشام المساعدة
البداوة ترتسم في وجه هذا البدوي الليثي الأسمر الذي صبغتها في معالمه شمس البترا صاحب الوجه الأسمر الجميل والإبستامه الدائمه والضحكه المميزه والقلب الأبيض الطيب النقي السليم المرحوم بإذن الله تعالى نيازي موسى الشبعان الفلاحات ( أبو وسيم ) ، هذا الليثي الأصيل الذي عمل في البترا المدينه الورديه مديراً للأثار والسياحة فيها منذ عام ١٩٨٠ ولغاية عام ١٩٩٥ وكانت مدة عمله كلها عمل وعطاء ، عاش وتعايش مع سكان البترا من عشائر البدول عندما كانوا سكان في المُغر وكهوف البترا حتى ان غادروها عن طيب خاطر وبرغبتهم إلى إسكانهم الجديد في منطقة ام صيحون عام ١٩٨٥ نظراّ للزيادة العدديه في صفوفهم ومغر البترا وكهوفها التي أصبحت لا تناسبهم نظراً لمتطلبات الحياة وتغيراتها التي أصبحت تتطلب ذلك من بينها الرعايه الصحيه والتعليم ومياه الشرب والكهرباء وغيرها من الخدمات الضروريه التي اصبحوا بحاجتها ولا يمكنهم الحصول عليها لو بقوا في البترا لغاية يومنا هذا، كان المرحوم دبلوماسياً في تعامله وحواره وأسلوب إقناعه وحديثه يحب الجميع ولا يقبل المضره لأحد ، أحب الجميع داخل البترا وأحبوه وكان يعرفهم واحد واحد نساء ورجال وأطفال يشراكهم جلساتهم وسهراتهم والاكل وشرب الشاي على النار والإستمتاع ألى حديثهم الطيب ويمد يده لمساعدة الجميع ولا يبخل ، طيب النفس أجودي وكريم أمثاله نُدره في هذا الزمن.... كان صاحب تعامل مخلص ووفي مع جميع ضيوف وزوار البترا ومع مختلف الشخصيات المحليه والعربيه والأجنبيه وكان في مقدمة مستقبلي الضيوف الرسميه الذين يزورون البترا وكان يُطلب بالأسم والذي كان يعكس بدوره أفضل الصور عن البترا وأهلها وعن تاريخها وحضارتها العربيه النبطيه العريقة ... هذا البدوي الليثي الأسمر الذي ولد عام ١٩٥٥ ترك سيره طيبه وعطره له عبر الأجيال تأثر لرحيله الجميع ، حتى البترا وصخورها وذكرياته الجميله فيها وابناء البدول الذين تعاملوا معه عن قرب وابناء بني ليث عامه وكل من عرفه من داخل الوطن وخارجه، حتى من لم يعرفه عن قرب لكن السمعه الطيبه التي تركها خلفه جعلت الجميع يحزن على رحيله ويدعوا الله له بالرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين من عبادة .... هنيئاً لك يا أبا وسيم هذا الرحيل وثقة ومحبة الناس فيك وهذا دليل على محبة ورضى رب العالمين عليك .... إلى جنات الخلد والنعيم وإنا لله وإنا إليه راجعون .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-04-2024 11:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |