29-04-2024 11:51 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
في وقتٍ صعب من اوقات امريكا وربما اكثرها صعوبة في العقود السبعة الماضية إذ بهذه النُخَب تُشعِلُ ثورة وتخلق حالة عامة غير مسبوقة لا اقول في امريكا وحدها بل على مستوى العالم بلا ريب ، فالصدمة كبيرة وعميقة ضربت قلب امريكا وقلوب كثير من دولٍ منحازةٍ الى قوى الظُلم والشرّ والطُغيان الذي ملأ اركان منطقنا العربية بالذات واماكن ومناطق هشَّة مشابهة لمنطقتنا وملأ كل كيان له خاصرة ضعيفة من منظومة هذا العالم الشديد الاعوجاج والانحراف والانحلال الموصل الى الانهيار لا محاله .
ان القلق الذي يعيشه النظام العالمي بِرُمَّته نتيجة ارتباك الدولة العميقة صاحبة الهيمنة المطلقة على العالم لم يعد خافياً وهو ايضاً قَلَقٌ غير مسبوق، فهذه الثورة النخبوية المزدوجةِ المُرَكَّبةِ مِن أهم عنصرين من عناصر القوة الصانعة للكيانات بمقوماتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وهما الجامعات النخبة ونخبة اركانها وعمودها الفقري وهم اساتذة هذه الجامعات ونخبة منتسبيها من الطلبة الدارسين ، والكلام والحدث هنا استثنائي بامتياز فالحدث يجري في اماكن وساحات لا تقل أهمية عن ساحات المعارك والقتال انها " ثورة " حمل شعلتها كيانات صانعة لقيادات وعلماء تحمل فكراً ،انها
جامعة هارفرد ، معهد ماساتشوستس ، جامعة كولومبيا وجامعة ييل ، جامعة نيويورك، جامعة جورج واشنطن وغيرها من جامعات النخبة العالمية بل نخبة النخب بل ذروة سنام جامعات العالم بلا شك .
منذ ما قبل الحرب العالمية الاولى والثانية وخلالهما وما بعدهما كانت هناك ثورات واحتجاجات ومظاهرات بكل مسمياتها- شعبية و فئوية وعامة
إلا انها لم تكن يوماً تشبه هذه " الثورة " التي تجتاح امريكا هذه الأيام، وان اقرب شبه لها ولا يقارن بها ابدا كانت مسيرات طلابية وُصِفَت بالحاشدة عام 1968 في واشنطن وذلك للمطالبة بوقف الحرب الفيتنامية الظالمة والمشينة والمخجلة في آنٍ معاً .
إنّ القائمين على هذه الثورة ومُشعلوها هم نخبة النخبة من الاساتذة اصحاب الفكر العلمي الاسمى في شتى مجالات العلوم بكافة مسمياته"التقنية والطبية والعلمية والاجتماعية والادارية والتعليمية ، ومنهم المُشرِّعون ومنهم المُختَرِعون والمهندسون والمُكتَشِفون ومنهم علماء فلك"
وإن مِدادَ هذه " الثورة " هم نخبة النخبة من طلاب تلك المعاهد والجامعات فهم الاجيال القادمة مباشرة صُنَّاع المستقبل في بلدانهم التي ينتمون اليها ، وهم بالغالب أبناء وطلبه غير عاديين، فإما أنهم ابناء سلالات علمية متجذِّرة او ابناء اهم اصحاب المصانع والشركات الريادية العابرة للقارات والحدود، وهذان الركنان المرعبان لهذه " الثورة " جعلت أنظار العالم تتجه الى هناك الى حيث لم يكن يوما بالحسبان ان يُرى ويُسمع هذا الذي هو حديث الساعة الان ،
مَن حرَّك كل هؤلاء يا ترى ؟ اليس الطوفان !!
هذه نُخبٌ ليست نخب مخمليه مُترفه وليست ككل النخب بل لها من ادوات الإدراك والفهم ما يجعلها متفردة متميزه ، التقطت هذه النخب اشارات رياح التغيير التي هبَّت وتَعصِفُ الان نتيجة برق ورعد هذا الطوفان الذي يُنذِر هديره المرعب كل طاغية وظالم انه لا منجى ولا ملجأ منه وانه لن يكون عصياً عليه سهل او واد او جبل بل سيكون جارفاً معه كل عَفَنٍ ودَرَن وكل ظلمٍ مورس على المستضعفين في الارض فكل هؤلاء عما قريبٍ مُغرَقون ، فكان نتيجة ادراكهم وفهمهم لما يجري هو قيامهم بهذه " الثورة " بعد عقود من الغُبن والتضليل والتزوير مورس عليهم الى ان فاض هذا الطوفان المبارك وأدركوا ان العالم يقف الان على ابواب تاريخ جديد فأرادوا ان يكون لهم يدٌ في صناعة هذا التاريخ الذي لا يشبه تاريخاً قبله على الإطلاق وارادوا ان تكون ثورتهم هذه براءة من انحياز حكومتهم وإدارتها العليا إلى معسكر الظلم والبغي وانهم بريئون من اولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ الذين تم قتلهم بسلاح دولتهم التي تقول انها لا ترى ان هناك إبادة جماعية وتقول ان ما يجري هو (انتهاك)وهي تعلم ان الدنيا كلها تقول انها ابادة جماعية والعالم كله شاهد عيان على هذا الاجرام الذي لا يختلف عليه اثنان ،
إن ما تَحَدَّثَ به الرئيسان "السابق ترامب " بقوله ان امريكا هيبتها تتراجع وانها تتعرض للمهانة على الساحة العالمية وما تحدث به " الحالي بايدن "
منذ ايام قائلا انه ليس مازحاً عندما توجه بسؤال استفهامي عمَّن سيكون قائداً للعالم بعد مغادرة بلاده قيادة المسرح العالمي ، وفي ظني ورأيي الذي لا يُقدِّم ولا يؤخر فإن كلام الاثنين على ما يبدو أمر شبه مؤكد .
قوة هذا الطوفان مع هذه " الثورة " المشتعلة التي تقودها نخبة النُبلاء هناك سيؤديان حتماً إلى الكشف الحقيقي عن زيف ديمقراطيتهم القمعية الكاذبة وعن وهمٍ لمعاداةٍ تم تسويقها عقوداً من الزمن وسيُكشَف عن كابينة القيادة في امريكا التي على ما يبدو انه ليس للأمريكيين فيها يد ، وان كادر هذه الكابينةِ قد فُرِضَ عليهم فَرْضْ ،
وحتى لا يكون الكلام نوع من انواع الشَطط فارجع إن
شِئت واستمع كيف يُعَرِّف عن نفسِه وزير خارجيتها لِتَعلَمَ يقيناً من الذي يجلس خلف المقود .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-04-2024 11:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |