سرايا - ودّع محمد رمضان عميد المعلقين العرب والسعوديين الحياة، صباح اليوم الاثنين 29 أبريل الجاري، عن عمر ناهز الـ91 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، ومشوار رياضي ذهبي حافل، شهد الكثير من المحطات على مدار أربعة عقود.

وأُعلن رسمياً قبل ساعات، وفاة المعلق محمد رمضان كبير المعلقين السعوديين والصحفي والإعلامي الرياضي، صاحب الحنجرة الذهبية في التعليق والذي أفنى نحو أربعين سنة من العمل الجاد والدؤوب قبل أن يبتعد عن الساحة الرياضية.

وشهدت حياة الإعلامي الرياضي المخضرم، العديد من الأزمات المتعبة والقاسية قبل رحيله، إذ ساءت ظروفه المادية نظراً لأحواله الشخصية والعثرات التي تعرض لها.

عمل محمد رمضان بدافع الحب في المجال الرياضي، على الرغم من دراسته الأساسية في مجال العلوم السياسية، ولم يكتفِ بالتعليق فقط، ولكنه كان صحفياً وحكماً وإدارياً أيضاً، كل ذلك إلى جانب عمله في وظيفته الحكومية بديوان رئاسة مجلس الوزراء السعودي.

لم يكن محمد رمضان يمتهن التعليق الرياضي كوظيفة، ولكنها كانت شغفه الأول في الحياة، فأعطاها الكثير من وقته وجهده بل وصحته التي تدهورت بسببها، إذ تعرض للإصابة بجلطة قلبية مرتين في مبارتين وطنيتين مختلفتين.

المرة الأولى التي أصيب فيها محمد رمضان بجلطة قلبية كانت في ماليزيا، أثناء التعليق على مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الصيني، وبعدما كان الأخضر متقدماً بهدفين مقابل لا شيء، سدد الصينيون 4 أهداف في المرمى السعودي في غضون 16 دقيقة فقط، وهنا أصابته جلطة ولم يحتمل قلبه وتم نقله بطائرة خاصة للمشفى.

المرة الثانية التي أصيب فيها صاحب حنجرة التعليق الذهبية بجلطة أخرى، كانت أثناء تغطيته فعاليات دورة الخليج الرابعة في قطر، بينما كان الفريق السعودي يلاعب نظيره العراقي، ليمطر العراقي شباك السعودي بسبعة أهداف متتابعة، ليسقط مرة ثانية.
شاهدوا الفيديو

محطة صعبة أخرى عانى معها محمد رمضان، كشف عنها الفنان فايز المالكي عام 2017، حين زاره في منزله المتواضع بمكة، حيث كان المرض قد أقعد رمضان وألزمه كرسياً متحركاً، فيما ساءت أوضاعه المادية كثيراً بسبب تراكم الديون عليه نظراً لسوء حالة ابنته وزوجته أيضاً في ذلك التوقيت.

وكشف محمد رمضان أن ابنته متوفاة دماغياً منذ سبع سنوات تقريباً -في 2017- بينما كانت تعاني زوجته من مرض السرطان، ولفت فايز المالكي إلى أن حالته الصحية هو الآخر سيئة للغاية، مما دفعه للاقتراض والاستدانة بعد صرف أمواله على مرض العائلة.

وقت لقاء فايز المالكي مع محمد رمضان، وجه الأخير مناشدة لولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان بسداد ديونه والتكفل بعلاجه وعلاج أسرته، داعياً الله ألّا يموت قبل أن يسدد ديونه.

وعلى الفور تحرك الأمير محمد بن سلمان تحركاً إنسانياً واستجاب لمناشدات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول لقاء محمد رمضان وفايز المالكي، ووجه سموه بسداد ديونه والتكفل بعلاجه شخصياً.

وودع عدد من مشاهير ونجوم السعودية الإعلامي الرياضي محمد رمضان، أبرزهم الفنان فايز المالكي الذي استعاد ذكرى لقائهما معاً، وكتب معزياً عبر حسابه على إكس: "رحم الله محمد رمضان وعظم الله أجر أهله ومحبيه وجزى الله سيدي محمد بن سلمان كل خير اذكر عندما زرت محمد رمضان أمر سيدي بتسديد دينه ومساعدته رحم الله محمد رمضان قامة إعلامية نادرة".

الجدير بالذكر أن محمد رمضان ولد بحارة الباب في مكة المكرمة، عام 1933 ودرس بداية في الحرام المكي قبل أن يلتحق بمدرسة الفلاح، وأنهى دراسته بجامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، ورغم تفوقه في العلوم السياسية التي كان أول من التحق بدراستها، إلا أنه فضل المجال الرياضي على ممارستها، وكان قدوته الكابتن محمد لطيف الذي كان مغرماً بصوته.

• إقرأ أيضاً : جوارديولا "يثير الجدل" حول مصير الدوري الإنجليزي .. ماذا قال؟
• إقرأ أيضاً : أوقف القيد .. فيفا يدرج الزمالك على "القائمة السوداء"
• إقرأ أيضاً : لزيادة الإيرادات .. برشلونة يخوض مباراة في كوريا