30-04-2024 05:03 PM
بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
بعد أكثر من شهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما أثارته من موجة إحتجاجات عالمية للتعبير عن دعمهم لفلسطين وقطاع غزة، كان من بينها فعاليات فى الجامعات الأمريكية، بدأت الضغوط تزداد على تلك المؤسسات التعليمية للتعامل مع هذه الإحتجاجات، بعد أن وجه البعض لها إتهامات بالتسامح مع العداء للسامية.
إتسعت رقعة الإحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، في عدة جامعات أميركية، وسط غضب في إسرائيل تجاه هذه الإحتجاجات التي وُصفت بأنها معادية للسامية، ومطالب بالتصدي لها.
فقد تواصلت للأسبوع الثاني الإحتجاجات في جامعات أمريكية ضد إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الشرارة كانت من جامعة كولومبيا عندما بدأ طلاب مؤيدون لفلسطين إعتصاما في حديقة الحرم الجامعي إحتجاجا على الإستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم إحتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة.
إعتقال أكثر من 200 طالب أشعل فتيل الاحتجاجات في جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، لتتسع بعدها رقعة الفعاليات الإحتجاجية يوما بعد آخر.
وفي الوقت الذي لجأت فيه بعض إدارات الجامعات للتفاوض مع المحتجين، إختارت أخرى طلب مساندة من قوات الأمن لقمع الإحتجاجات في بلد الديمقراطية.
جامعة "إيموري" بولاية جورجيا شهدت إعتقال 20 طالبا وإطلاق عناصر الشرطة قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، و ضرب بالعصي و ألفاظ نابية لا تليق بشرطة البلد الأكبر والأكثر ديمقراطية.
وفي الجامعة نفسها، إعتقلت قوات الأمن رئيسة قسم الفلسفة نويل مكافي وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين إثر مشاركتهما في مظاهرة تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل.
ونشر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر تعرض الأكاديميين لعنف من عناصر الشرطة.أما في جامعة ولاية أوهايو، فضت قوات الأمن مظاهرة طلابية متضامنة مع فلسطين، مستخدمة العنف بكافة أشكاله وأنواعه تجاه المتظاهرين.
وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل الإجتماعي وجود قناصين على أسطح البنايات داخل حرم الجامعة التي أعلنت إدارتها بأنهم أشخاص من مديرية أمن الولاية.
كما أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إلغاء حفل التخرج الرئيسي هذا العام، وذلك بعد إلغاء خطاب التخرج الذي كانت ستلقيه أسنا تبسم، الطالبة المسلمة التي تم إختيارها لإلقاء كلمة الطلبة المتفوقين في حفل التخرّج لعام 2024.و شهدت الجامعة نفسها إعتقال 150 طالبا خلال مظاهرات "دعم غزة".
وفي جامعة جورج تاون في واشنطن، شهدت هي الأخرى مظاهرة داعمة لفلسطين وقطاع غزة شارك فيها مئات الطلاب عبر إطلاق هتافات من قبيل "فلسطين حرة"أوقفوا إطلاق النار فورا في غزة".
رقعة الإحتجاجات شملت كذلك جامعة إنديانا أيضا، وشهدت تدخل قوات الأمن مستخدمة العنف تجاه الطلاب المعتصمين داخل خيام في حرم الجامعة، حيث إعتقل أكثر من 80 منهم بتهمة "إنتهاك سياسات الجامعة".
أما جامعة كونيتيكت فقد شارك قرابة 500 من طلابها في مظاهرة داعمة لفلسطين وقطاع غزة، فيما قامت قوات الأمن بإزالة الخيم التي تم نصبها، واعتقلت عشرات الطلبة.
وفي ولاية بنسلفانيا، حيث قام طلاب في جامعتها بمغادرة الصفوف الدراسية للمشاركة في مسيرة بقلب المدينة للتضامن مع فلسطين.
كذلك أقام طلاب جامعة برينستون معسكراً "للتضامن مع غزة"، لتعلن الجامعة بأن هذه الخطوة "تتعارض مع قواعد الجامعة"، لتقوم الشرطة الديمقراطية بعدها بإعتقال العشرات من طلبة الدراسات العليا ممن شاركوا في المظاهرة السلمية.
وفي سياق متصل، تتواصل في جامعة كاليفورنيا متعددة التقنيات إحتجاجات داعمة لفلسطين منذ 22 أبريل/نيسان الجاري، رغم تدخل قوات الأمن.
في الأثناء، طالب أعضاء في الهيئة التدريسية رئيس الجامعة بالإستقالة على خلفية دعوته قوات الأمن لتفريق وإقصاء الطلاب المتظاهرين.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعلق على هذه الإحتجاجات، ووصفها بأنها معادية للسامية وشبهها بألمانيا في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي.
وقال نتنياهو في تسجيل مصور إنه يجب إدانة سلوك الطلاب في الجامعات الأميركية ورد فعل بعض الجامعات، ودعا المسؤولين المحليين والفدراليين إلى التدخل لتستر على جرائمه القذرة.
وفي وقت سابق من أمس، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى وقف المظاهرات، وزعم -في منشور عبر منصة إكس- أن المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضا تحريض على الإرهاب.
وبدوره، إدعى وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير في منشور عبر المنصة ذاتها، أن يهود الشتات يعانون حاليا من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم.
لكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، فقد إتهم الإدارة الأميركية بـ"إنتهاك الحقوق الفردية وحق التعبير" بشأن رفضها مظاهرات طلبة جامعيين يعارضون "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية في قطاع غزة.
بالمقابل من ذلك بقي الصمت العربي يخيم فوق رؤوسهم، ويلجم ألسنتهم، ويحاصر إعلامهم، وعند المخرجا.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-04-2024 05:03 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |