30-04-2024 08:34 PM
سرايا - - يسير باريس سان جيرمان بخطا ثابتة نحو الفوز بأول لقب له في تاريخ مشاركاته بمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يحل مساء اليوم، ضيفا ثقيلا على بوروسيا دورتموند، في ذهاب الدور نصف النهائي.
ويمني باريس سان جيرمان بقيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي، النفس في الفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى، خصوصا وأنه يخوض الموسم الأخير بوجود نجمه كيليان مبابي، الذي أعلن رحيله بنهاية الموسم الحالي، مع توقعات بانتقاله إلى ريال مدريد.
من ناحيته، يبدو مشوار بوروسيا دورتموند الأوروبي، معاكسا لمسيرته المحلية، حيث فقد فرصة المنافسة على لقب الدوري الألمان مبكرا، في ظل النتائج المتذبذبة تحت قيادة المدرب إيدن تيرزيتش.
وأكد مدرب دورتموند، إنه مؤمن بفرص فريقه في نصف نهائي دوري الأبطال، وقال في مؤتمر صحفي أمس، "لدينا كل ما يلزم لتحقيق الفوز. نؤمن بفرصنا. ربما فريقنا خبرته أقل، لكننا الفريق الأكثر نهما. علينا أن نعمل بقوة كل يوم للوصول إلى ويمبلي".
وأشار تيرزيتش إلى أن فريقه سيسعى لاستغلال لعب مباراة الذهاب على أرضه للذهاب إلى باريس في العودة بأفضلية، وصرح: "هذه هي المهمة. نعرف أننا يجب علينا أن نلعب بأفضل مستوياتنا على مدار 180 دقيقة".
وأثنى المدير الفني على "الجودة الاستثنائية لباريس سان جيرمان الذي يسعى دائما في مشروعه لبناء فريق قادر على الفوز بدوري الأبطال".
وتواجه الفريقان في دور المجموعات، وفاز باريس سان جيرمان على ملعب حديقة الأمراء بهدفين نظيفين وتعادل الفريقان على ملعب "سيجنال إيدونا بارك".
وحول هذا قال تيرزيتش: "لم ننه المباراة الأولى ونحن سعداء. لاحت لنا فرصتان فقط. المباراة الثانية كانت مختلفة. اقتربنا من الفوز. نعرف أن باريس سان جيرمان في قمة مستواه الآن وعلينا أن نحسن من مستوانا. نثق في قدرتنا على القيام بالأمر".
ويدخل تيرزيتش مواجهة سان جيرمان، مستمتعاً بفترة نادرة من يقين البقاء في منصبه.
وصول دورتموند إلى هذه المرحلة بعد الخسارة أمام سان جيرمان بالذات 0-2 في الجولة الأولى ضمن دور المجموعات، لم يكن أمرا متوقعا.
منذ تلك الخسارة في أيلول (سبتمبر) الماضي، عاش دورتموند فترات صعود وهبوط وخرج من مسابقة الكأس المحلية في السادس من كانون الأول (ديسمبر)، الأمر الذي وضع تيرزيتش في موقفٍ حرج.
نجا المدرب البالغ 41 عاماً من اجتماعٍ مع الإدارة لتقييم وضعه مع النادي، بعد تمكنه من قيادة الفريق إلى ثمن نهائي البطولة القاريّة.
وتصدر دورتموند مجموعة ضمت سان جيرمان، ميلان الإيطالي الذي وصل إلى نصف النهائي في الموسم الماضي، ونيوكاسل يونايتد الإنجليزي المدعوم سعوديا.
وبتخطيه بي أس في أيندهوفن الهولندي وأتلتيكو مدريد الإسباني في طريقه إلى المربع الذهبي، يبدو أن تيرزيتش ضمِن البقاء مع دورتموند لموسمٍ جديد.
وعلى الرغم من وجود بعض المشككين بوجود تيرزيتش، فإنه في حال تخطّى سان جيرمان سيصبح ثالث مدرب يقود دورتموند إلى نهائي دوري الأبطال بعد أسطورتي النادي أوتمار هيتسفيلد ويورغن كلوب.
قصة تيرزيتش تُعد مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى إدارة دورتموند وجماهيره، ولد في مندن قرب دورتموند العام 1982، بعد عامين فقط على انتقال والديه إلى ألمانيا قادمين من يوغوسلافيا السابقة.
حضر أول مباراة لدورتموند في 1991 على ملعب "فيستفالن شتاديون" أمام دويسبورج، حين كان يبلغ تسعة أعوام، وقال لمجلة "11Freunde" الألمانية في أيار (مايو) 2021: لا أتذكر الكثير من طفولتي، لكن ذلك كان مذهلا للغاية".
تظهر صور من نهائي كأس ألمانيا العام 2012، تيرزيتش بين مجموعة من المراهقين المشجعين لدورتموند في ملعب برلين الأولمبي.
في ذلك اليوم، اكتسح دورتموند غريمه بايرن ميونيخ 5-2 وتوج بثنائية الدوري والكأس في أوج عهد كلوب التدريبي مع النادي.
وبعدما لعب في المستويات المتدنية الألمانية، انضم تيرزيتش إلى دورتموند ككشاف مواهب عام 2010. منذ ذلك الحين، لم يترك النادي سوى لفترتين قصيرتين مع بشيكتاش التركي ووست هام الإنجليزي.
قاد الفريق إلى التتويج بكأس ألمانيا حين تولى منصب المدرب المؤقت في كانون الأول (ديسمبر) العام 2020، قبل أن يتم الإعلان عن التعاقد مع ماركو روزه.
بقي تيرزيتش في النادي كمدير فني، واستلم تدريب الفريق قبل انطلاق الموسم 2022-2023، وأنهى الموسم في الوصافة بعدما خسر اللقب بفارق الأهداف عن بايرن بعد التعادل مع ماينتس 2-2 في المرحلة الأخيرة.
وعلى الرغم من حسرة ضياع اللقب، شعرت إدارة دورتموند أنها وجدت ضالتها وأبقت الرجل في منصبه، وهو قرار أتى بثماره بوصول الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
منذ عودته إلى دورتموند بعد فترة سيئة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، قدم الجناح جايدون سانشو بعض أفضل مستوياته تحت قيادة تيرزيتش.
لعب المدرب دوراً محورياً في إعادة اللاعب إلى النادي الذي برز فيه حيث سجّل 50 هدفاً وصنع 64 تمريرة حاسمة خلال 137 مباراة قبل انتقاله إلى يونايتد.
وقال سانشو في حديث مع موقع "ويفا": "إنه شعور جميل أن أعود إلى هنا.. أنا أؤمن بنفسي مجددا. سمعت الجمهور يهتف باسمي".
وأثنى يوليان براندت، أحد المفاتيح الهجومية في دورتموند، على قدرات اللاعب الإنجليزي "اللاعبون المنافسون يحترمون اسم سانشو. ما يمكنه أن يفعله بقدميه أمر لا يُصدّق. جايدون هو تجسيد للمهارة".
اعتبر سانشو الذي توّج بلقب الكأس مع تيرزيتش، وهو اللقب الكبير الأخير للنادي، أن الفريق يمكنه أن يحاكي ما قام به كلوب في 2013 ويعود إلى ملعب ويمبلي لخوض نهائي دوري الأبطال، وأضاف "مواجهة باريس (سان جيرمان) ستكون امتحانا صعباً لنا. علينا أن نبقى متواضعين ونقدم كل ما لدينا للتأهل إلى النهائي".
في الجهة المقابلة، يعيش البرتغالي فيتينيا فترة مزدهرة مع باريس سان جيرمان هذا الموسم، ويأمل ابن الرابعة والعشرين في مواصلة تألقه أمام بوروسيا دورتموند.
بعد رحيل لاعب الوسط الإيطالي الخبير ماركو فيراتي إلى الدوري القطري، بات فيتينيا القائد الجديد للوسط الدفاعي في تشكيلة المدرب الإسباني لويس إنريكي، حيث يتميز باحتفاظه بالكرة، قراءته للعب وقدرته على الانكباب إلى المقدمة.
بقي الموسم الماضي في ظل وهجي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، لكنه فرض نفسه خصوصاً بعد رحيل فيراتي وأصبح عنصرا ضروريا في وسط الفريق المملوك قطريا.
شهد فريق العاصمة تحولات كثيرة بعد إخفاقه بإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه في عدة مناسبات، فتخلى في خط الوسط تحديدا عن أمثال الهولندي جورجينيو فينالدوم، البرتغالي ريناتو سانشيز والأرجنتيني لياندرو باريديز.
ويتمتع اللاعب البرتغالي بموهبة فنية وحيوية عاليتين مع الكرة، فهو لاعب وسط ماهر أمام المرمى، يمتلك قدرة على تسديد كرات قوية ودقيقة من خارج المنطقة.
ويرتبط بروز فيتينيا بشكل جزئي إلى إعادة تموضع كيليان مبابي في دور هجومي صرف، ما سمح للاعب بورتو السابق بالخروج من "القمقم" ليضطلع بدوره الطبيعي، بمساعدة من وارين زاير-إيميري والإسباني فابيان رويز.
في المركز الرقم 6، أصبح فيتينيا الذي يعد أحد العناصر التي يعول عليها نادي العاصمة في إعادة البناء، ضروريا لخلق التوازن في اللعب. هو رمز لتطور الفريق من دون أدنى شك منذ أسابيع عدّة.
في مختلف المسابقات هذا الموسم، مرر خمس كرات حاسمة وسجل تسعة أهداف، بينها تسديدة قوية في إياب ربع النهائي أمام برشلونة الإسباني (4-1).
وعن مسؤولياته في الحقبة الجديدة لسان جيرمان، يقول: "تقع المسؤولية على كل اللاعبين. كل شيء يتغير بحسب السنة والديناميكية. ليس رحيل فيراتي الذي غيرني".
فيتينيا الذي يتحدّث الفرنسية بطلاقة بات يضطلع بدور هجومي في أسلوب هجين ومتحرك 4-3-3، ويعطي انطباع اللاعب المتحرر بشكل تام.
سلوكه في أرض الملعب تطور بشكل كبير، فبات يخاطر ويبادر أكثر ويركز على صناعة اللعب ودوران الكرة. يطلق التمريرات البعيدة للنفاثات مبابي-ديمبيلي-باركولا.
بالنسبة لمدربه إنريكي، فإن فيتينا البالغ طوله 1.72 م والمرتبط بعقد حتى 2027 "لاعب كامل لمدرب يعتمد أسلوبي، لا يخسر الكرات، يصوب، يلعب بين الخطوط، يسدد، يمرر. أنتظر هذا الأمر منه وأكثر".
وتابع بعد الفوز على مرسيليا (2-0) في الدوري الذي أحرز لقبه، أن لاعبه الذي سجّل في تلك المباراة "لديه هامش من التحسن" وبمقدوره اللعب في المركزين 6 و8، في دور محوري.
قدرته على اللعب في مراكز متعدّدة ميزة يقدرها المدرب السابق لمنتخب إسبانيا. والدليل على ذلك، أنه ثاني اللاعبين الأكثر مشاركة في التشكيلة (3109 دقائق).
ويتابع إنريكي عن اللاعب الذي يقدّر موقع "ترانسفير ماركت" قيمته بـ45 مليون يورو: "هو كامل مع الكرة أو بدونها. يعرف كيف يحتل المساحات مقارنة مع مواقع زملائه. هو لاعب بطاقة غير محدودة". -(وكالات)