01-05-2024 08:32 AM
سرايا - بداخل داره الكائنة في إحدى المناطق شمالي العاصمة، تجرد أب من إنسانيته وسلم نفسه للغضب والجنون بالاعتداء على ابنته المجنى عليها بالضرب المبرح ورميها من سلم الطابق العلوي والتسبب بقتلها نتيجة حدوث إصابة رضية في منطقة الرأس، وهذه إحدى قضايا العنف الأسري المعروضة أمام محكمة الجنايات في بغداد الرصافة.
وبينت الأوراق التحقيقية والاعترافات من قبل الأب الجاني بأنه كان يقوم وبتواريخ سابقة على حصول الحادث بالاعتداء المستمر على ابنته المجني عليها بالضرب المبرح وعلى مختلف أنحاء جسمها دون رحمة إلا أن المرة الأخيرة كانت قاتلة، بحسب صحيفة القضاء.
اطلعت المحكمة على أقوال المدعية بالحق الشخصي والدة الفتاة العشرينية المقتولة على يدي والدها، وأفادت الأم بأنها تزوجت من الأب القاتل وأنجبت منه ابنتها المجنى عليها، لافتا إلى أنه كان يمارس الاعتداء بالضرب عليها وعلى ابنتها وتسبب هذا العنف أخيرا بفقدان الفتاة المجنى عليها.
وأوضحت بأنها في وقت سابق وعندما كانت ابنتهم لم تزل طفلة، انفصلت عن المتهم في عام 2013 وبقيت الابنة بحضانتها، ولكن عندما أصبح عمرها في سن العشرين سنة فقد انتقلت للسكن مع والدها المجرم كونها أصبحت في سن يؤهلها للزواج.
في أحد الأيام رن اتصال هاتفي على الأم، لتسمع خبرا بأن ابنتها فارقت الحياة، وعند إجراء مراسيم الاغتسال والدفن شاهدت آثار حروق وتعذيب على جسم ابنتها المجنى عليها لتطلب الشكوى ضد طليقها والد الفتاة المقتولة.
وعن الواقعة وحدوث الجريمة دونت المتهمة الثانية زوجة الأب أقوالها أيضا، حيث أفادت بقيام زوجها القاتل بضرب ابنته ودفعها من أعلى سُلم الدار وسقوطها على الأرض، لتقع مغشيا عليها وتفارق الحياة.
من جهتها، اطلعت المحكمة على محضر الكشف والمخطط على محل الحادث وتمت مشاهدة مناديل عليها آثار دماء المجنى عليها داخل الصالة قرب محل الحادث ومشاهدة بركة مائية على الأرض نتيجة غسل الأرض، كما اطلعت على محضر الكشف على جثة المجنى عليها وتبين مشاهدة وجود كسر في ساعد اليد اليمنى وكسر في ساعد اليد اليسرى ووجود كدمة وازرقاق في أعلى الوجه من جهة اليسار وتورم ومشاهدة وجود كسر الأسنان الأمامية وتهشم في الشفتين ووجود تداخل جراحي ملئتم اثر عملية زرع بلاتين في الساق الأيسر وحرق في أعلى كف القدم اليسرى مع تقرحات متفرقة في الجسم.
كما اطلعت المحكمة على الصور الفوتوغرافية للمجنى عليها وبدت آثار التعنيف والتعذيب المريع واضحة فيها وأوضح ذلك أيضا التقرير التشريحي الخاص بالمجنى عليها الذي بين أن سبب الوفاة هو إصابة رضية على الرأس بوجود آثار شدة خارجية على ظاهر وداخل الجثة وعلى مناطق مختلفة وذات فترات زمنية مختلفة ناتجة عن إصابات رضية يتعذر تحديد الآلة المسببة لها عدا كدمة على الفخذ الايسر بشكل خطين متوازيين بشكل (سكة قطار) ناتجة عن آلة اسطوانية أو ذات مقطع مستطيل.
اعترف الأب الجاني مبررا تعذيب ابنته المجني عليها بأنه كان تأديبا لها كونها تقوم بالجدال والنقاش معه وكان في بداية الأمر يقوم بصفعها وضربها بواسطة الأيدي والأرجل وبعدها أصبح يقوم بتعذيبها بشكل اشد وقام بكسر ساقها الأيسر فسبب لها العجز عن الحركة.
وفي يوم الحادث طلب منها عدم مجادلته ولكنها استمرت بالحديث عندها قام بصفعها وركلها بشدة على كافة أنحاء جسدها وبعدها قام بإسقاطها من الطابق العلوي وتسبب لها بكسر أحد أسنانها وإحداث شق في شفتها وفقدت الوعي، وأكد أنه حاول إنعاشها من خلال إلقاء الماء عليها، وعندها ذهب إلى جاره وطلب منه نقلها الى المستشفى فتوفيت بالطريق نتيجة التعذيب الجسدي.
ومما تقدم وجدت المحكمة أن أقوال المدعية بالحق الشخصي تعززت بمحاضر الكشوف ومحضر الكشف والمخطط محل الحادث والتقرير التشريحي واعترافات المتهم الماثل في دور التحقيق بتوفر كافة الضمانات القانونية كلها، وجدته المحكمة أدلة كافية لإدانته وفق أحكام المادة 405 من قانون العقوبات والحكم عليه بالسجن خمس عشرة سنة، وفقا للصحيفة.