04-05-2024 01:15 PM
بقلم : د.نشأت العزب
لا يمكن إهمال قيمة و أهمية الاختلاف في عملية بناء مجتمع سليم ومزدهر، فهو يعد انعاكساً سليماً لتنوع الآراء والخبرات والثقافات التي لها الدور الكبير في إثراء الحوار الاجتماعي وتوسيع آفاق الفكر والتطور, فالاختلاف هو الضمان لديمومة الأمن و السلم الاجتماعي و في المحصلة العالمي، فيعد الإختلاف ايضاً مصدر الأمان للوصول لحرية الفرد في التعبير عن آرائه ومعتقداته، وهو جزء لا يتجزأ من مبدأ الحرية الفردية التي تعد الأساس في تكوين مجتمع سليم و متقبل للآخر.
في السياق الفلسفي، يمكن ان نتفق على وجهة النظر التي تتبنى فكرة ان الاختلاف يعتبر من المصادر المهمة للتجديد والتطور، فالشعوب و المجتمعات التي تدرك القيمة الحقيقية للاختلاف و تستوعبه بفضول واحترام، تميل إلى أن تكون أكثر تطورًا وتنوعًا بعلاقة طردية مع قدرتها على استيعاب اكبر قدر ممكن من الاختلاف و مناقشته و تفنيده بعقل و درايه و بأسلوب علمي دقيق، حيث يسهم الاختلاف في إثراء الحوار وتفعيل الابتكار والإبداع، من خلال تبني الاختلاف كقيمة أساسية، يمكن للمجتمعات تحقيق التوازن بين الوحدة والتنوع، وهو أمر ضروري لتحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي، إذ يعمل الاختلاف كعامل توازن يمنع الانغلاق والتمييز، ويشجع على التفاعل البناء بين الأفراد والمجموعات المختلفة.
ولكن، يجب أن يتم تفهم الاختلاف بشكل صحيح، حيث يجب أن يكون مبنيًا على احترام الآخر وتقبل الاختلاف بروح من الحوار والتعاون. إذ إن الاختلاف البناء يسهم في تعزيز الفهم المتبادل وتحقيق الوفاق، بينما الاختلاف السلبي الذي يقوم على التعصب والعنصرية يؤدي إلى الانقسام والتوتر في المجتمع.
علاوةً على ذلك، يمكن النظر إلى الاختلاف كفرصة للتعلم والنمو الشخصي و الإجتماعي، حيث يتيح للأفراد فرصة لاكتساب فهم أعمق لآراء ومعتقدات الآخرين وتوسيع آفاقهم الفكرية، لذلك نرى عادة ان سكان المدن السياحية او الساحلية يتميزون بفهم اكثر للآخر و تقبله لما أوجده العامل الجغرافي لهم من التقاء في العديد من الشعوب و الأعراق التي تقصد منطقتهم، وبالتالي، يمكن أن يساهم الاختلاف في تعزيز التسامح والتعاون في المجتمع،علاوة على ذلك، يمكن أن يعمل الاختلاف كمحفز للتغيير الاجتماعي والتحسين، حيث يمكن للتنوع في الآراء والخبرات أن يسهم في رؤى جديدة وحلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع.
من الضروري أن نفهم أن الاختلاف ليس بالضرورة عدوًا للوحدة، بل يمكن أن يكون مصدرًا للتضامن والتلاحم الاجتماعي، إذا تم احترامه وتقبله بروح من الفهم والتسامح و استخدام نقاط الاختلاف كعامل للنظر إلى الحقيقة من اكبر عدد ممكن من الزوايا ال ٣٦٠ ، فكل منا يملك جزء من الحقيقة ولا يمكن لفرد او مجتمع ان يمتلك الحقيقة كاملة و يتحدث باسمها ، فالاختلاف يعد ضامناً للأمن و الاستقرار و بالتالي يصبح المجتمع وسطاً لنقاش اكبر عدد ممكن من الاراء و بالتالي نجد انفسنا أمام اكبر عدد ممكن من الحلول.
في الختام، يمكن القول بأن الاختلاف ليس فقط ضرورة لبناء مجتمع سليم، بل هو أيضًا قوة إيجابية يجب أن نستفيد منها لتحقيق التقدم والتنمية في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية للوصول إلى مجتمع صحي و سليم و متقبل للآخر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-05-2024 01:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |